ليس الإنسان وحده من يصنع بيديه الماهرتين تحفاً فنية رائعة، لأن الطبيعة بدورها تصنع بتلقائية -وفي صمت- ما يضاهي إبداع الإنسان، وتأسر بذلك الأنظار وتشد الإعجاب، ومن بين ما خلدته الطبيعة من مظاهر غريبة ومذهلة في العالم، أشجار تشبه الوحوش وتكوينات صخرية معقدة تضم العديد من الألغاز، بالإضافة إلى تلال الشوكولاتة، المداخن الخرافية، الثقب الأزرق والعديد من الأسرار الأخرى التي تسحرنا بجمالياتها الخالدة.
أبراج فائقة الجمال
يعثر على أشجار «كينجلي فال الأعرق» في «المملكة المتحدة»، إنها أشجار الطقسوس الملتوية والمتداخلة بشكل لا يصدق، وتوجد في الوادي الإنجليزي Kingley Vale الكائن في مقاطعة «ساسكس»، حيث يعود تاريخها إلى نحو 2000 عام، علماً بأن أخشابها استعملت في تصنيع الأقواس الحربية الطويلة التي كانت السلاح الإنجليزي الأساسي خلال القرن الـ15 الميلادي.ويصنفها العلماء ضمن إحدى المعجزات الجيولوجية، ونتجت عن ذلك أبراج صخرية فائقة الجمال، وتوجد على مستواها أنظمة الكهوف والمدن، بعد أن تم حفر أسفلها من قبل الأقباط الأوائل، واستعملت للتخفي من مرور الغزاة على طول طرق التجارة المجاورة.
مياه ملونة
يصل طول الثقب الأزرق العظيم «بليز» إلى 300 متر، ويغوص إلى عمق 125 متراً، ويعتبر الثقب الأزرق العظيم Great Blue Hole كأعظم مجرى مائي في العالم، ورأى النور بفضل مستويات البحر التي ارتفعت منذ آلاف الأعوام.
إنه نهر «كانو كريستاليس» بـ«كولومبيا»، والمثير أن مياه هذا النهر تتحول إلى خليط من اللون الأحمر والأصفر والأخضر، والسبب الجوهري في هذه الظاهرة الغريبة، يتمثل في نبات «ماكارينا كلافيجيرا» الذي يوجد في قاع النهر، لذا يتحول لون النهر إلى هذا اللون المائل إلى الحمرة، لكن ما بين شهري سبتمبر ونوفمبر فقط، أي بعد التدفق السريع للمياه.
مناظر خلابة
توصف كثبان «ديد فلي» المترامية الأطراف بناميبيا، بأنها تضم مجموعة تعد من أطول الكثبان الرملية في العالم، على خلفية أن طول بعضها يصل إلى 400 متر.
يصل عدد تلال الشوكولاتة في «بوهول» بالفلبين إلى 1268 ظاهرة طبيعية، ورأت النور من خلال قمم الأحجار الجيرية المخروطية، بفضل حركات المياه والتآكل على مدار آلاف السنوات. حملت هذا الاسم الجذاب بفضل العشب الذي يغطي التلال، كونه يتحول إلى اللون البني في موسم الجفاف، أي من شهر ديسمبر حتى مارس، حيث يصبح المنظر خلاباً يستقطب الزوار.
لوحة سريالية
تأخذ مياه بحيرة «ليك هيلير» بأستراليا لوناً وردياً وسط اللون الأزرق للمحيط المجاور، كونها تقع على ساحل الجزيرة الوسطى في خليج الجزر في أستراليا، وتفسر الظاهرة بكون طحلب «دونالييلا سالينا» يقوم بفرز صبغة تحول المياه المالحة إلى هذا اللون الذي لا يصدق. في وقت بعض الباحثين يرجعون السبب إلى بكتيريا محبة للملوحة، توجد في قلب القشور الملحية المحيطة بضفاف البحيرة.
تقع منطقة «دالول» الإثيوبية بالقرب من الحدود مع إريتريا، وسرّ جمالها يكمن في حقولها المائية الحرارية، وإلى جانب البرك ذات اللون الأخضر الزبرجدي، وكذلك الصخور الصفراء، هذا ما يجعل المنطقة تتحول إلى لوحة سريالية، وسط تكوينات صخرية حمراء، ويرجع بروز الألوان الجذابة إلى أكسدة الحديد غير العضوي.
سطح القمر
يمكن زيارة الوحوش الثلجية بجبل «زاو» في اليابان، وفي أعلى منطقة توهوكو الشمالية، حيث يعتبر متحفاً لعدد كبير من التماثيل الثلجية المنحوتة، حيث في فصل الشتاء تهب الرياح السيبيرية، وتتساقط الثلوج على منطقة «زاو»، عندها تتجمد الأشجار المتناثرة على الجبل، ويفضي ذلك إلى بروز تكوينات ثلجية تشبه مخلوقات وتماثيل تبدو تحفاً حقيقية، لكنها طبيعية.
تشبه تكوينات وادي القمر بالأرجنتين، المناظر والتكوينات على سطح القمر، ويشتهر هذا الوادي باسم حديقة مقاطعة «إيشيجوالاستو»، ويحتوي على مزارات شهيرة، مثل أبي الهول، الذي يشبه الآثار المصرية، بالإضافة إلى برج الفطر، وحقل البولينج.