حتى نكتشف الحقيقة الكاملة، علينا أن نرى جميع جوانبها، وألا نكتفي بالنظر من عين واحدة فقط. هذا ما لم يدركه عدد من المسافرين الذين قاموا باحتجاجات تمنع ترحيل رجل على متن طائرة، دون علمهم أنه متهم بـ«اغتصاب جماعي» لفتاة قاصر لم تتجاوز من العمر الـ16 عاماً، حيث منع الركاب إقلاع الطائرة حتى لا يتم ترحيله من بريطانيا، إلا أن السلطات قامت بطرده أخيراً من البلاد.
تفاصيل الحادثة
تفاصيل هذه الواقعة التي تنقلها لكم «سيدتي» عن صحيفة الـ«ديلي ميل» البريطانية، حدثت في شهر- (تشرين الأول) من العام الماضي 2018، عندما أقدم عدد من ركاب طائرة على الاحتجاج لمنع ترحيل رجل صومالي يدعى «يعقوب أحمد» إلى بلاده، ظناً منهم أنه لاجئ أو مهاجر غير شرعي، وأنه جاء إلى بريطانياً هرباً من خطر ما في بلاده، دون أن يعلموا خلفية الأسباب التي استدعت السلطات لترحيله، وهي أنه متهم بجريمة «اغتصاب جماعي» برفقة 3 أشخاص آخرين، لفتاة بريطانية تبلغ من العمر 16 عاماً فقط.
وتابعت الـ«ديلي ميل»، أن أحمد البالغ من العمر 30 عاماً، كان قد تم إطلاق سراحه بعد أن تمكن المحتجون من إيقاف ترحيله، من خلال دفع كفالة مالية وتركيب «قيد إلكتروني» له، وذلك بقرار من محكمة الهجرة في 14 آذار/مارس الماضي. وأكدت الصحيفة البريطانية، أن المجرم الصومالي لم يلبث طويلاً خارج السجن، حيث أعيد اعتقاله بعد ذلك واحتجزته السلطات بانتظار ترحيله إلى الصومال مرة أخرى.
تبعات الجريمة
حكاية «يعقوب أحمد»، كانت قد بدأت قبل 12 عاماً، عندما أقدم برفقة 3 شركاء آخرين على اغتصاب فتاة بريطانية بعمر الـ16 عاماً، وكانت هذه الجريمة البشعة قد حدثت خلال العام 2007. وتم سجن المتهمين في هذه القضية، من بينهم يعقوب، لـ9 سنوات قبل أن يتم إطلاق سراحهم نهاية العام الجاري. وكان الحكم يتضمن ترحيلهم إلى بلدانهم بعد قضاء فترة محكوميتهم.
على الرغم مما فعله المحتجون على متن الطائرة، إلا أن قرار ترحيل «يعقوب أحمد» لا يزال قائماً، حيث أشارت السلطات البريطانية أنه سوف يتم تنفيذه في «المستقبل القريب». وتابعت الصحيفة بأن «أحمد» محتجز في الوقت الحاضر، إما في مركز ترحيل «كولنبروك» للهجرة القريب من مطار «هيثرو» الواقع غرب العاصمة البريطانية لندن، أو في مركز «وود» في منطقة «يارل» بالقرب من «بيدفورد».
احتجاجات الركاب على متن الطائرة
وخلال الاحتجاجات التي حدثت لمنع ترحيل الرجل الصومالي المتهم بـ«اغتصاب جماعي»، تم التقاط مقطع فيديو مصور من ركاب آخرين على متن الطائرة. حيث كانت الأصوات تتعالى بحالة من الفوضى، مطالبة بإنزاله وعدم ترحيله. ويظهر أيضاً عناصر فريق «مكتب الداخلية» الذين كانوا يرافقون أحمد، وهم ينهون المهمة وينزلونه عن متن الطائرة بالفعل.
تصريحات عائلة الضحية
وكانت والدة الضحية التي اغتصبها أحمد ورفاقه، قد صرحت لوسائل الإعلام مؤخراً، أنها كانت تنتظر ترحيله حتى تتمكن ابنتها من الشعور بالأمان من جديد، مشيرة إلى أن «طفولة ابنتها سُلبت منها منذ ذلك الحين»، كما طالبت جميع المسافرين الذين احتجوا على ترحيله دون أن يعرفوا سبب ذلك، أن يقدموا اعتذاراً لها ولابنتها، وقالت: «فعلياً، الجميع ساعد بالسماح لمغتصب ابنتي بأن يعود إلى البلاد بما فعلوه».
مصير مرتكبي الجريمة
وكشفت الـ«ديلي ميل»، عن شركاء «يعقوب أحمد» الذي ينتظر الترحيل قريباً، وهم كل من «عدنان محمود»، اللاجئ الصومالي الذي جاء إلى بريطانيا منذ العام 2002. وهو كحال «أحمد» محتجز بمركز ترحيل وينتظر بدوره العودة إلى الصومال. وأيضاً «عدنان بارود»، وهو صومالي يحمل الجنسية البريطانية، وأيضاً بانتظار ترحيله بعد سحب الجنسية منه، والمجرم الرابع يدعى «أوندوغو أحمد»، هرب من المملكة المتحدة بعد قضائه 8 أعوام في السجن، وتعتقد السلطات بأنه تسلل إلى سوريا وقُتل هناك.