حذرت منظمة الصحة العالمية في أحدث توصياتها للعام 2019 من تقديم الماء للمولود في فصل الصيف بدعوى أنه يشعر بالعطش مثل الكبار، وقد جاء هذا التحذير بناء على الدراسات التالية حول صحة المولود.
الماء ونمو الطفل
لا يحتوي الماء على السعرات الحرارية التي يحتاجها المولود لكي ينمو نمواً صحيحاً، فحجم معدة المولود يكون صغيراً جداً ولا يمكن أن نضع فيه الماء مهما تخيلنا صغر الكمية، فالكمية القليلة من الماء تشعر الصغير بالشبع الوهمي ولا تمنحه ما يحتاجه من مواد غذائية ضرورية للنمو الطبيعي.
كما تبين من الدراسات أن في الدول الفقيرة التي تحرص فيها الأمهات على تقديم الماء للمولود بدافع أنه يشعر بالحر، هي في الواقع طريقة للتحايل على عدم توفر حليب الأم، أو عدم المقدرة على توفير الحليب الصناعي.
المولود لا يحصل على طعام خارجي صلب، وبالتالي فهو لا يحتاج إلى الماء لكي يتم هضم الطعام.
توصلت الدراسات إلى أن الأطفال الذي يعيشون في دول حوض البحر المتوسط، خصوصاً التي تعاني من تلوث الماء المخصص للشرب، هم الأكثر عرضة للإصابة بالنزلات المعوية المتكررة بسبب تلوث الماء، إضافة إلى حرص الأمهات على تقديم الماء للطفل في سن مبكرة وهو لا زال رضيعاً، ففي دول حوض البحر المتوسط ترتفع نسبة وفيات الأطفال الرضع بسبب شرب الماء الملوث.
كيف يحصل المولود على الماء؟
يحتوي حليب الأم الطبيعي على نسبة من الماء تذوب فيها العناصر الغذائية الهامة اللازمة لنموه مثل البروتينات والدهون والمعادن والفيتامينات، كما يحتوي حليب الأم على نسب مرتبة بإعجاز علمي من الدهون بحيث لا يشعر المولود بالعطش نتيجة الرضاعة.
ولذلك فعلى الأم في فصل الصيف أن تحرص على شرب كمية كافية من الماء والسوائل، وتتناول كمية كبيرة من الفواكه والخضار التي تحتوي على الماء وبذلك يحصل المولود على الماء اللازم له من خلال الأم عن طريق الرضاعة. فحصول الطفل على نقطة من الماء في فترة الرضاعة يعني فقدان الطفل لوزنه وإصابته بسوء التغذية وتعرضه لخطر التلوث المعوي.
متى يعطى المولود الماء؟
عندما تبدئين بتقديم الطعام الخارجي لطفلك، وقبل ذلك يمنع الماء تماماً.