يبدو أنّ ظاهرة ذوبان الجليد في القطب الجنوبي لم تعد بالظاهرة الطبيعية التي يستهان بها، حيث شغلت العلماء في الآونة الأخيرة؛ ومؤخرًا أكدت دراسة أمريكية لـ«الأكاديمية الوطنية للعلوم» بدء ذوبان الجليد في القطب الجنوبي المتجمد، مما سيهدد بارتفاع مستوى سطح البحر، وإغراق المدن الساحلية حول العالم.
كما أوضحت الدراسة المنشورة في مجلة «التايم» حول مشاكل الأنهار الجليدية غير المستقرة وذوبان الجليد، مبينة أنّ ذوبان الصفائح الجليدية في القطب الجنوبي من المحتمل أن يزيد بشكل كبير من ارتفاع مستوى سطح البحر، مشيرة إلى أنه حتى لو لم يحدث المزيد من التغير المناخي في المستقبل، فمن المرجح أن تصبح طبقات الجليد في القارة القطبية الجنوبية غير مستقرة.
وأيضًا أكدت الدراسة أنه مع استمرار زعزعة استقرار الأنهار الجليدية فسترتفع مستويات سطح البحر بسرعة أكبر وبشكل متزايد، وأصبحت جميع المدن الساحلية حول العالم مهددة بسبب هذا الارتفاع شبه المؤكد في سطح البحر نتيجة ذوبان الجليد، وطالبت الدراسة بضرورة الاستعداد لهذا الأمر، وذلك من خلال تطوير البنية التحتية لتتكيف مع الواقع الجديد، واتخاذ الإجراءات التي من شأنها منع تفاقم المشكلة.
يذكر أنّ علماء المناخ الذين قاموا بقياس النتائج المحتملة لذوبان الجليد في قاع العالم اعتمدوا على دراسة أجريت على نهر «ثوايتس» الجليدي، وهي منطقة كبيرة في حجم ولاية فلوريدا في غرب القارة القطبية الجنوبية، وتعتبر أكثر المناطق غير المستقرة في القارة.
يشار إلى أنه وفي وقت سابق من هذا العام اكتشفت دراسة تقودها وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» أنّ تجويفًا عملاقًا قد نشأ وتطور تحت «ثوايتس»؛ مما يسلط الضوء على نسب ذوبان متسارعة.
ويغطي النهر الجليدي العملاق مساحة 182 ألف كلم مربع، وفي حال ذوبانه فسترتفع مستويات البحر العالمية نحو 0.61 متر، ما يتسبب في فيضانات ساحلية تهجّر مئات الآلاف من منازلهم. وما يقلق «ناسا» أكثر هو تأثير «ثوايتس» على الأنهار الجليدية المجاورة؛ إذ إنّ النهر الجليدي يشكل «الدعم» الذي يمنع الأنهار الأخرى من الذوبان.