لا حديث في تونس هذه الأيام، من شمالها إلى جنوبها، إلا عن كرة القدم، بمناسبة مشاركة تونس في كاس أمم إفريقيا، التي تجري حالياً بمصر.
كل البيوت، كل المقاهي، كل الشواطئ، تتحدث كرة قدم، بل وحتى المهرجانات؛ ففي يوم الخميس 11 يوليو، صادف حفل افتتاح الدورة 55 لمهرجان قرطاج الدولي بعرض عالمي رائع مع باليه سان بطرسبورغ و«بحيرة البجع»، إحدى روائع الموسيقار الروسي «تشايكوفسكي».
ولأنّ ساعة افتتاح المهرجان صادفت زمن مباراة تونس ومدغشقر، في ربع النهائي، قامت إدارة مهرجان قرطاج ببرمجة المباراة وعرضها على شاشة عملاقة للجمهور قبل بداية العرض الفني، الذي استمر ساعتين ونصف الساعة.
حادثة
وبمناسبة مشاركة تونس في كأس أمم إفريقيا، حصلت حادثة أثارت سيلاً من التعاليق وضجة وجدلاً؛ فقد ظهر فلكي تونسي، اسمه محسن العيفة، في برنامج رياضي «يوميات الكان»، على القناة الوطنية الأولى، وأشار في حديثه إلى أنه قام بعمل «معمول» جمّد به حارس مرمى المنتخب الغاني، فبقي واقفاً في مرماه، ولم يتحرك لصد ركلة جزاء مصيرية، سجلها اللاعب التونسي فرجاني ساسي.
والجدير بالذكر أن المنتخب التونسي تأهل بصعوبة في المباريات السابقة، وفي مباراة ربع النهائي تأهل؛ بفضل ركلات الترجيح ضد المنتخب الغاني.
وفي ركلة الترجيح الخامسة، الحاسمة للمنتخب التونسي، بقي الحارس الغاني شبه واقف، ولم يتصدَ للكرة، وبقي مشدوهاً أمام ركلة فرجاني ساسي.
وادّعى الفلكي محسن العيفة أنه هو، وعلى بعد آلاف الكيلومترات، وبـ«معمول» منه، جمّد الحارس، وأخرج ورقة تحمل مجموعة من الطلاسم، وقال إنها ساعدته على مهمته أمام المنتخب الغاني.
هذا التصريح أثار ضجة وجدلاً ونقاشاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وتم نعت المنجم والعراف بالمتحيل والمشعوذ والدجال.
وأمام النقد الشديد له، تراجع محسن العيفة في تصريح إذاعي؛ ليقول إنه لم يجمد الحارس الغاني، بل جمد «التابعة»، وأوضح أن المنتخب الوطني التونسي كان يعاني من تابعة قوية تمنعه من الوصول إلى هدفه، وهو اعتمد طريقة لإزالة التابعة وتجميدها.
وقد سخر الكثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي من ادعاءات العراف، وحتى اللاعب نفسه؛ أي فرجاني ساسي، سخر منه لما بلغه ما قاله.
وأصدرت إدارة التلفزيون التونسي بلاغاً توضيحياً عبّرت فيه عن اعتذارها لجمهورها ومشاهديها عما ورد في البرنامج الرياضي، حتى وإن كان من قبيل الهزل.
وجاء في البلاغ أنه تم توجيه تنبيه إلى رئيس مصلحة الرياضة المكلف بإنتاج هذا البرنامج؛ بعدم تكرار بث مثل هذه المضامين، التي قد تكرّس الشعوذة والاتكال في المجتمع التونسي.