الحب مشاعر متبادلة بين طرفين، عادة ما تبدأ بالإعجاب وقد تنتهي بحب حقيقي وتتوج بالزواج، ولكن متى يبدأ هذا الحب؟ وهل هناك عمر أو مرحلة معينة نستطيع أن نصف فيها ما نكنه من مشاعر بأنها حُب حقيقي؟!
«سيّدتي» التقت بالأخصائية الاجتماعية والمستشارة الأسرية عالية الشمراني، لتخبرنا عن علاقات الحب في الجامعة، أسبابها وهل هي حقيقة؟ وما تأثيرها على الشخص؟
الجامعة سن مراهقة!
وصفت الشمراني المرحلة الجامعية بأنها سن مراهقة، وقالت «يلتحق الشباب أو الفتيات بالجامعة في عمر ١٨ - ١٩، وتختلف من شخص لآخر بحسب السنوات التي قضاها في المراحل الدراسية، ويتم التخرج بالجامعة بعد ٤ أو ٥ سنوات دراسة، وتختلف من جامعة لجامعة أو تخصص لتخصص، وبحسب المقررات يتم توقع السنة التي يتخرج فيها الطالب.
وعادة يكون هذا العمر هو (سن المراهقة) لدى الشباب والبنات، بسبب عدم اكتمال النمو الجسدي والعاطفي لديهم إلى جانب قلة الوعي الاجتماعي، وينتهي سن المراهقة عند ٢٥ عاماً.
أسباب الوقوع بعلاقات الحب في الجامعة
يعد السبب الأول هو عدم التمييز بين الحب والإعجاب، وذلك نتيجة عدم النضج واكتمال النمو العاطفي وقلة الوعي الاجتماعي، فيظن أن الإعجاب أو الصداقات جميعها علاقة حب.
السبب الثاني هو عدم الاستقرار والاحتواء العاطفي للشاب أو الفتاة من قبل الأسرة؛ لذا بمجرد أن يتوفر الاهتمام من قبل طرف آخر يتعلق به ويظن أنها علاقة حب.
حقيقة علاقات الحب في الجامعة
تعتبر علاقات الحب في الجامعة علاقات إعجاب عابر، بدليل أن معظم الشباب والفتيات بعد تخرجهم وانتهائهم من المرحلة الجامعية ينتهي الحب، وبعد قضاء هذه المدة في الحب واكتمال وعيه العاطفي يكتشف أنه مجرد إعجاب.
ولكن هناك شخصيات تستمر علاقتها وتتوج بالزواج، فهنا يمكننا أن نقول عنها علاقة حب؛ لأنها دامت إلى سن النضج والانتهاء من مرحلة الصراعات العاطفية والنفسية والصراعات المزاجية.
الحب في سن الجامعة
غالباً ما تكون الفتاة سرحانة ومندفعة في الحب، وذات خيال واسع، أما الرجل فيبني حبه بحسب الجمال الخارجي فقط.
تأثير علاقات الحب على المرحلة الجامعية
يختلف تأثير العلاقات بحسب الشخصية والاهتمامات الحقيقية، فهناك شخصية تقدم الحب على مرحلتها الجامعية فتظل باحثة عنه؛ مما قد يسبب نزول علاماتها الدراسية ودخولها في حالة اكتئاب وحزن، بينما هناك شخصيات تجعل الحب داعماً لها فتجتهد وتجد وتحصل على العلامات المرتفعة، وهناك شخصيات تستطيع أن تفصل بين الحب والدراسة بحيث لا يؤثر أحدهما على الآخر.
كيف يمكن تدارك وقوع علاقات الحب في الجامعة؟
للوالدين دور مهم في ذلك، من خلال زيادة وعي أبنائهم قبل التحاقهم بالجامعة، وتعليمهم الفرق بين الحب والإعجاب، وما هو الحب ومراحله، وفتح مجال التحاور بينهم وبين أبنائهم؛ حتى يعرفوا ما ينقصهم من مشاعر، حتى إن وقع الشاب أو الفتاة بالحب مستقبلاً يصارحون أهاليهم، ومن ثم يخبرونهم عن سبب حب ذلك الشخص، وما الذي جذبهم إليه، ويكونون بذلك على اطلاع دائم بحالتهم ومسيرتهم.
وعلى الوالدين أن يدركوا تماماً أنهم لن يستطيعوا منع مشاعر أبنائهم، وإنما يُمكنهم فقط منع سلوك الحب كمبادلة القُبل على سبيل المثال.
هل يمكن معرفة الوضع العائلي من خلال الحب؟
أكدت عالية الشمراني أنه يمكننا من خلال العلاقات العاطفية معرفة الوضع الأُسري، وقالت: «عندما يقع الشاب أو الفتاة في الحب بشكل سريع ومندفع فهذا يدل على أن الوضع الأسري متوتر، وهناك عدم أو اهتمام، وهنا قد تحدث الخيانات بسبب عدم وقوع الشخص في الحب الحقيقي، وإنما هو باحثٌ عما ينقصه من اهتمام، فكلما وجد اهتماماً زائداً من شخص ذهب له وترك الآخر، على النقيض من الأشخاص الذين يدخلون العلاقات ببطء، فهذا يدل على توفر الاحتواء الأسري والترابط والاهتمام».