في ظل ضغوطات الحياة والصدمات التي يتلقاها الفرد يومياً، سواء كانت بسيطة أم شديدة التأثير في مشاعرنا، تترجم أجسادنا وعقولنا كل هذه المعطيات؛ لينتج عنها شعور بالحزن أو الغضب أو الفرح، ويعد هذا هو رد الفعل الطبيعي تجاه المستجدات اليومية، إلا أن اللافت هو وجود فئة من الناس تشتكي من عدم قدرتها على الشعور بشيء من هذه المشاعر، سواء بالحزن أو بالفرح، ما يجعلهم يشعرون بـ عدم المبالاة بشيء، وهي على قدر ما تحمله من شعور بالحماية من الصدمات، إلا أنها في الوقت ذاته دليل على كون الإنسان مصاباً بالاكتئاب.
عدم المبالاة وفقدان الشعور
تعد الأليكسيثيميا (Alexithymia) من المصطلحات المعروفة بمجال علم النفس، وهي نوع من عمى الألوان العاطفي، الذي يمنع المصاب به من الإدراك أو التعبير عن مختلف الاختلاجات والمشاعر التي تجمل حياتنا، وإن كان الحزن واحداً منها؛ ليصبح المصاب فاقداً للإحساس بكل شيء.
وهذه الحالة التي يمكن أن ندعوها الخدر العاطفي موجودة لدى 50% من الأشخاص المصابين بالتّوحّد تقريباً، غير أنّ العديد من المصابين بالأليكسيثيميا، لا يَظهرُ عليهم أيّ أعراضٍ ترتبط بالتّوحّد؛ كالسّلوك القهريّ أو المتكرّر.
ويعود السبب فيها إلى عدم وصول الإشارات العصبيّة من المراكز العاطفيّة في الدّماغ – والّتي توجد عادةً في النّصف الأيمن– إلى مراكز اللغة، والّتي توجد عادةً بدورها في النّصف الأيسر.
كما أنها تصنف كواحدة من أعراض الاكتئاب؛ إذ يشعر معظم المصابين بالاكتئاب بذات الأعراض السابقة، من شعور بعدم القدرة على الاستمتاع بلحظات الفرح وإن كانت انتقالات مصيرية، وحتى عدم الشعور بالحب أو الحماس لأي من المثيرات المحيطة، لذا يتركون انطباعاً عن أنفسهم بأنهم قساة القلوب، لكنْ في الحقيقة المصابون بهذه الحالة هم أكثر الفئات حساسية وعطفاً مقارنة بغيرهم.
استعادة القدرة على الشعور واستعادة الحماس
في الحديث عن الخروج من هذه الحالة، تجدر الإشارة إلى أهمية الاستعانة بمختص، بالدرجة الأولى، لكونها واحدة من أعراض الاكتئاب، لذا يكون العلاج هو تقصي السبب الرئيسي الذي يسبب هذه الحالة من فقدان الشعور، كما يمكن لبعض من التدريبات النفسية في دعم الذات، أن تلعب دوراً في محاولة الشفاء، ومن هذه النصائح لعلاج اللامبالاة واستعادة الحماس:
الإيمان بقدراتك
فتقليلك من قدراتك، سيجعلك عرضةً للفشل في أي شيء حتى لو كان بسيطاً؛ لأن النجاح والجدارة والرغبة في الإنجاز ينبع من داخل الشخص نفسه وإيمانه بقدراته.
ركزي على ما تملكينه من ميزات
لا ترضي بفكرة كونك عديمة الأهمية أو الميزات، فلكل إنسان مجالات أو صفات يتميز ويبدع بها، ليس بالضرورة أن يشبه بها الآخرين، ابحثي عن نقاط القوة والموهبة لديكِ واعتزي بها، ولا تغفليها وأنتِ تفكرين فقط في السلبيات.
ابتعدي عن التكاسل
الكسل هو العدو الأول للحماس، فهو يقتل المبادرة ويغذي التخاذل.. وإذا شعرتِ بالكسل؛ شجعي نفسك بكلمات إيجابية تحفز حماسك وتبعدك عن الكسل.
لا تقفي طويلاً أمام المشاعر السلبية
كثيراً ما نشعر بساعات من الظلام وفقدان الحماس، ما يؤثر على الأداء في العمل، فالفرد الذي يكسب المعركة ليس الفرد الذي لا يخسر أبداً أي معركة، ولكنه الشخص الذي لا يفقد حماسه أثناء تنفيذ مهامه وتحقيق أهدافه، فالشخص الناجح هو الذي لديه القدرة على الحركة بعد السقوط من دون أن يفقد حماسه.
اهتمي بالمهام الصغيرة والكبيرة
إن أفضل وسيلة لزرع الحماس داخلك هي أن تتصرفي بحماس حتى مع أصغر المهمات.. وانظري داخلك وابحثي عن الإمكانات التي تساعدك، والإمكانات دائماً موجودة، وعندما تركزين ستجدينها ويشتعل الحماس داخلك على المواجهة والخروج من الأزمة.
ابتعدي عن الأشخاص المتشائمين
ابتعدي عن الأشخاص الذين يركزون دائماً على المشاكل ولا يبحثون عن الحلول.. واقتربي من الأشخاص الذين يحثونك على الاجتهاد والبحث عن الحلول، فهم قادرون على تجديد شعلة الحماس داخلك.
وأخيراً توقفي للحظات واجلسي مع ذاتك، تأملي مشاكلك من بعيد، وتقبّلي سلبياتك، وكوني صديقة نفسك، بدلاً من أن تجلديها، فقد يكون الخروج أحياناً بالرجوع إلى الذات، وأي علاج يبدأ عند اعترافنا بالرغبة في التغيير والشفاء.
شاهدوا أيضاً:سيدتي ضد الاكتئاب أناـمكتئب ادعمني