ظاهرة زواج الشاب من صديقة أخته تتشابه على الأغلب ظروفها المأساوية، وتنتهي صداقة الصديقتين بإفشاء الأسرار، فيما تنتهي زيجة الشاب من أخت صديقه بالطلاق أيضاً، بعد فض الشراكة المالية بين الشريكين الصديقين على الأغلب، لكن هذا قد يحصل وقد لا يحصل، فما موقفكم في كلتا الحالتين؟
أمثال:
• صاحب ابني ضيف محبوب يمكن يصير نسيب ويجود.
• صاحب أخوي خطبني، كنو أخوي قال لو يجبرني.
• اللي بدُّه طلاق مستعجل يجوز أخته لشريكه.
• منك قرش ومني قرش لنعمل شركة وأختي ع الوش.
• اخطب لبنتك ولا تخطب لابنك.
• قبل ما تناسب حاسب.
• دوّر لابنك عن الأصل، ودوّر لبنتك عن النفل «الرجل الغني».
في السعودية: الصداقة أسمى
يرحبون بالفكرة، بل يشجعونها، ولا يهمهم إفشاء الأسرار بين الأصدقاء، ولكن هذا لا يعني أن كل التجارب ناجحة، فقد كانت أسماء خالد، خريجة جامعيَّة، لا تفترق عن صديقتها، التي قررت أن تخطبها لشقيقها، خاصَّة أنَّها كانت تمدحه دائماً، وتقول: «شقيقكِ وسيم، ومن سترتبط به هي فتاة محظوظة»، تستطرد أسماء: «بعد أن جاءت من شهر العسل وعاشت معنا، كل من في المنزل لاحظ محاولة ابتعادها عني، وكأنني مجرَّد وسيلة استخدمتها للوصول إلى شقيقي على مدى أربعة أعوام.. وإلى الآن لم أكتشف السِّر، ولم أحاول، لكنني بالفعل مصدومة فيها».
«لو كنت أعلم ما سيكون، لما وافقت على زواج صديقي من شقيقتي»... بهذه الجملة المليئة بالندم، بدأ فارس محمد، موظَّف في قطاع خاص، كلامه، وتابع: «ظننت أنَّه سيكون أفضل زوج لها، وبعد مرور عدَّة أشهر على زواجهما، لاحظت على شقيقتي الحزن، وعلمت أنَّ زوجها، والذي كان صديقي المقرَّب، يأتي إلى المنزل بحالة يرثى لها. حاولت أن أتحدَّث معه عن تأخُّره عن المنزل، لكنَّه بعد أن تزوَّج شقيقتي أصبح يتحدَّث معي بطريقة رسميَّة جداً، وقال لي بالحرف الواحد: «إذا لم يعجب شقيقتك الحال، فاذهب وخذها إلى منزلك، وستصلها ورقتها».
في الإمارات: حالات عداء!
إخفاء صفات الشقيق، هو ما تفعله بعض الفتيات، وربما لا يرينه على حقيقته، لكنهن في النهاية متهمات بالتخاذل، سارة، شابة تزوجت بشقيق صديقتها الذي يعيش في الولايات المتحدة الأميركية، وكانت مصادفة عندما جاء في إجازة وقدم إلى مقر العمل، حيث تعمل فيه شقيقته، وهنا كان اللقاء الأول، وفي الثاني تحديداً طلب من شقيقته أن تفاتحها بموضوع الخطبة، وبالفعل تمت الإجراءات الرسمية بسرعة البرق، وسافر هو وبقيت هي تنتظره، لكنه لم يعد بعدها؛ لتتحول علاقتها برفيقة العمر إلى حالة عداء شديد، حمّلتها فيها المسؤولية؛ لأنها كانت تعلم أن شقيقها إنسان غير ملتزم ومتعدد العلاقات. تتساءل سارة: «هل حبها له أفقدها القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ! لقد اضطررت لرفع قضية؛ ليتم تطليقي منه غيابياً».
لكن نورة فوجئت بردة فعل شقيقها، الذي أصيب بنوبة غضب عندما علم أن صديقه معجب بشقيقته، وطالبها بالابتعاد الفوري عنه؛ متذرعاً بأنه كان على علاقة مع عدد من الفتيات، تتابع نورة: «لم أكترث بردة فعل شقيقي، الذي كان يردد دائماً: الحب شيء والزواج شيء آخر»،
في الكويت ممكن ولكن بشروط!
بمجرد طرح السؤال على عدد من الشباب والشابات انقسموا فريقين؛ ما بين رافضين بشدة، ومدعّمين للفكرة بشدة أيضاً.
روت منيرة الفرج قصة صديقتها التي اتصلت بها في وقت متأخر، وأبلغتها أنها في ورطة كبيرة؛ لأن شقيقها يريد الزواج من صديقتها الأخرى. تتابع منيرة: «كلما سألها عنها قالت له: لا تسأل عن أمر لا يعنيك»، وأجبتها: وما المشكلة في الأمر؟ لتجيب، ما بين ضحكة وحسرة، أن صديقتها هي شقيقة ألد خصوم أخيها، وهما دائماً يتنافسان في كل شيء؛ من انتخابات الجامعة، إلى العمل في القطاع، حتى مباريات الكرة، وإذا عرف الشقيق بالأمر فمن المؤكد أنه سيمنعها من صداقتها نهائياً». منيرة نصحت صديقتها بإخبار الشقيق بأن الفتاة مرتبطة، وسيتم زواجها قريباً من أحد أقربائها.
خالد الشبعان، من ناحية رفض الصديق لأخته إذا كانت شخصيته لا تتناسب مع طبيعة أخته المقربة له. يستدرك بحزم: «لن أتردد من رفض صديقي إن طلب الزواج من أختي، وسأبرر رفضي له باستخدام الحجج الشائعة مثل: (تريد أن تكمل دراستها.. أو هي لا تريد الزواج في الوقت الحالي لصغر سنها)؛ وذلك حفاظاً على علاقة الصداقة معه».
في فلسطين: الكل يراضي الكل
الآراء متضاربة، لكن أغلبها خائف جداً من الفكرتين القائمتين على المال والغيرة! فيما فوجئت ختام السلمي، كوافيرة، بعد عقد قرانها على شقيق صديقتها المقربة، أن هذه الصديقة التي تقدَّم لها شابٌ سبق له الزواج، تشترط أن يفسخ أخوها خطبته؛ بدعوى أنها لا يمكن أن تحتمل أن تتزوج هي من شاب أعزب على حد قولها -«طازة»- وتتزوج الأخرى بشاب «مستعمل»، تتابع ختام: «هذه أقوالها الحرفية، والنتيجة أني فسخت خطوبتي، وحدثت لي أزمة نفسية؛ بسبب صدمتي بصديقتي أولاً».
وقد أقام شقيق ريما محمد، ثانوية عامة، شركة مع صديق عمره، وبعد ذلك تقدّم صديقه لخطبتها، وبعد شهور اختلفا في شراكتهما، فصمم الأخ على فسخ خطوبتها من صديقه، دون مراعاة لمشاعرها، تعلّق ريما: «أنا متأكدة أن أخي هو سبب فض الشركة؛ لأني أعرف تهوره».
الرأي الاجتماعي
تستنكر الأخصائيَّة الاجتماعيَّة هند العنزي، من السعودية، ما يقال من أنَّ مثل هذا الزيجات تواجه الرفض في السعودية؛ بسبب الخوف من كشف الأسرار، تعلّق: «هي واردة، وبعضها ناجح مثل أي زواج».
فيما اعتبرت هبة محمد، اختصاصية علم الاجتماع، من الإمارات، أن هذه الظاهرة لا تسمح للأطراف بالتعارف على بعضهم بعيداً عن المؤثرات المحيطة، فالدراسات أثبتت أن أهم أسباب الطلاق في الإمارات هو تدخّل الأهل في الاختيار بطريقة أو أخرى».
الأخصائي الاجتماعي الدكتور حسام أبو ستة، من فلسطين، يرى أن الانفتاح على مواقع التواصل الاجتماعي شكَّل حساسية في تقدم شاب لطلب يد شقيقة صديقه، وقد يشك أنه على علاقة سابقة معها..