الكعبة بيت الله الحرام، وهو البيت الذي يشاهد صوره طفلك على التلفاز مرارًا وتكرارًا مقرونًا بالأذان وبأداء فريضة الصلاة، ما يجعله يتساءل دومًا عن قصة بناء الكعبة وارتباطها بعهد نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام. الداعية والباحث محمود موسى يخبرنا عن بعض الحقائق حول بناء الكعبة، وكيفية توعية طفلك بقصتها.
تاريخ الكعبة
- أخبري طفلك بأنّ الكعبة المشرفة بيت الله الحرام تحتل مكانةً مقدسةً في قلوب المسلمين أجمعين؛ حيث نتوجه إليها بقلوبنا في كل صلاة، ولها تاريخ طويل بدأ من عهد نبي الله آدم _عليه السلام_ كما ورد في كتب السيرة والتاريخ، إلا أنّ آيات القرآن الكريم تحدثت عن بناء أبي الأنبياء إبراهيم وابنه إسماعيل لها، قال الله تعالى:"وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ" الحج(26)
بناء الكعبة
- أوحى الله تعالى لإبراهيم مكان البيت، ثم أمره سبحانه وتعالى ببنيان البيت، فظل سيدنا إبراهيم يحفر، ووصل تلك القواعد فلما وصل إليها أظل الله له المكان بغمامة فكانت حفاف البيت الأول حتى رفع إبراهيم عليه السلام القواعد قامة، فلم يزل والحمد لله من يوم رفعه معموراً.
مشاركة الابن لأبيه
أخبريه بقول الله تعالى: "وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" البقرة(127)، واشرحي له الآية الكريمة بأنّ إسماعيل قد شارك أباه البناء حيث كان إبراهيم -عليه السلام- يبني ويحمل له إسماعيل الحجارة على رقبته. وقد بنى إبراهيم -عليه السلام- البيت وجعل طوله تسع أذرع وعرضه في الأرض اثنان وثلاثون ذراعًا من الركن الأسود إلى الركن الشامي، الذي عند الحجر من وجهه، وجعل عرض ما بين الركن الشامي إلى الركن الغربي الذي فيه الحجر اثنين وعشرين ذراعًا، وجعل طول ظهره من الركن الغربي إلى الركن اليماني إحدى وثلاثين ذراعًا، وجعل عرض شقها اليماني من الركن الأسود إلى الركن اليماني عشرين ذراعًا، فلذلك سميت الكعبة..
قصة الحجر الأسود
يشاهد الطفل الناس يتدافعون لتقبيل الحجر الأسود، فأخبريه عن قصته بأنّ جبريل -عليه السلام- هو من جاء بالحجر الأسود،ولم يكن أسود وإنما سواده نتيجة حريقه عدة مرات. قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ "الحجر الأسود من الجنة وكان أشد بياضًا من الثلج حتى سودته خطايا أهل الشرك".
كيف أعلم طفلي الشعور بروحانيات الكعبة؟
1 / الخطوة الأولى: تكمن في معرفة قصتها، فينشأ الطفل على حبها وحب الحرم الشريف وتقديس مكانتها.
2/ الخطوة الثانية: علمي طفلك أثناء الصلاة والتوجه للقبلة أن يقوم بتخيل الكعبة المشرفة أمامه مباشرةً، وكأنه يصلي أمامها مما يزيد روحانيته وخشوعه.
3/ الخطوة الثالثة: علميه أثناء الحياة اليومية كلما شعر بتشتت أو ضيق عليه بالدعاء ومناجاة الله، ويتخيل نفسه وهو مستقبل القبلة ويحيط به الحمام والأجواء الروحانية، ويدعو الله بخشوع.