لأجل القضايا التي نؤمن بها، قد نفعل أي شيء بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ ووجوه حتى نوصلها إلى كل العالم. الأمر كذلك ينطبق على رجل إندونيسي يُدعى «ميدي باستوني»، والذي قرر الإقدام على فعل غريب للغاية ليوصل رسالته التي تحمل هدفاً نبيلاً وسامياً إلى كل من يهمه الأمر، وتحديداً إلى الرئيس الإندونيسي «جوكو ويدودو».
ووفقاً لما نشره موقع «سكاي نيوز»، فقد انتشرت أخبار «باستوني» البالغ من العمر 43 عاماً، على مختلف وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي المحلية والعالمية. والتي ذكرت أنه انطلق برحلة «مشياً على الأقدام» في 18 تموز/يوليو الماضي، من قريته «جاوة الشرقية» متجهاً إلى القصر الرئاسي في العاصمة الإندونيسية «جاكرتا»؛ حتى يلتقي رئيس البلاد، وينقل له رسالته النبيلة بشأن زيادة الوعي للحفاظ على البيئة.
ونقلاً عن موقع «أوديتي سنترال»، فإنه من المفترض أن يسير «باستوني» مسافة قد تزيد على الـ800 كيلومتر من قريته إلى القصر الرئاسي في العاصمة. ومن المفترض أيضاً أن يصل إلى هدفه بتاريخ 17 آب/أغسطس الجاري. وهو يوم الاحتفال بعيد الاستقلال في إندونيسيا. حيث يتمنى أن يحتفل بهذا اليوم الوطني إلى جانب رئيس البلاد، ليستطيع مطالبته بتوفير بذور الأشجار وكل ما يحتاجه لزراعة الغابات المطيرة في منطقة «ماونت ويلز»، القريبة من قريته «جاوة الشرقية»؛ بهدف أن يزيد وعي الناس والجهات الحكومية بشأن الحفاظ على هذه الغابات.
«باستوني» الذي يعيش في هاجس الحفاظ على البيئة، ليس وحده في هذه الرحلة، فهو يحظى بدعم الكثير من النشطاء البيئيين في البلاد والعالم عموماً. وعلى الرغم من أنه «يسير وحيداً» إلا أن كل هؤلاء يشاركونه الهدف نفسه، ويأملون أن يحظى ما يفعله باهتمام الرئيس «ويدودو»، وينجح في ما يسعى إليه خلال هذه الرحلة الطويلة.
وتابع الموقع، أن الناشط البيئي الإندونيسي، يأمل أن يتمكن من المشي لـ30 كيلومتراً في كل يوم، وسوف يفعل ذلك وهو يضع على رأسه ما يشبه الصندوق المصنوع من الأنابيب، بالإضافة إلى مرآة لتمكنه من الرؤية الخلفية لمساعدته على المشي بالعكس. كما يحمل «باستوني» حقيبة ظهر كبيرة تزن قرابة الـ8 كيلوغرامات، ويعتزم أن يكمل مسيرته معتمداً على كرم الإندونيسيين ولطفهم في معرفة سبيل وجهته الأخيرة.
وفي تصريح لـ«باستوني»، أدلى به لوسائل إعلام محلية في البلاد، قال إنه خلال رحلته إلى القصر الرئاسي، سوف يستريح في المساجد ومراكز الشرطة الموجودة بالأحياء السكنية التي يمر منها. كما أنه يأمل بكرم أصحاب المطاعم وأكشاك الطعام حتى يحصل على قوته اليومي من الأكل.