هل سبق لكم وأن سمعتم بالـ«ميسوفونيا»، أو «متلازمة حساسية الصوت الانتقائية»؟ حتى وإن لم تسمعوا بهذه الحالة إلا أنكم على الأغلب عايشتم أحد المصابين بها، وهي اضطراب عصبي يؤدي لردود أفعال شديدة وغريبة تجاه أبسط الأصوات التي يسمعها الأشخاص المصابون به، وصوت «مضغ الطعام» هو الأشهر من بين هذه الأصوات على الإطلاق. تماماً مثل الأمريكي «درول ميرفي»، الذي دفعه صوت مضغ الطعام إلى أن يهجر عائلته ويرحل إلى مكان بعيد.
ووفقاً لما نشرته عدد من وسائل الإعلام المختلفة، نقلاً عن صحيفة «ميرور» البريطانية، فإن «ميرفي» البالغ من العمر 41 عاماً، يعاني من اضطراب الـ«ميسوفونيا»، ووصل به الأمر إلى أن يشعر بالغضب الشديد والذعر أحياناً عند سماع أبسط الأصوات داخل المنزل، ومن بينها صوت مضغ الطعام، الذي كان السبب الرئيس في أن يهجر عائلته ويرحل.
وتابعت الصحيفة البريطانية، أن الرجل الأمريكي كان يحاول طوال سنوات طويلة من العيش مع العائلة، أن يحتمل هذه الأصوات البسيطة والعادية التي تصدر داخل المنزل، إلا أنه مؤخراً وصلت حالته إلى ذروة السوء فيها، الأمر الذي تسبب بتدهور جميع علاقاته مع عائلته وأصدقائه وحتى زملائه في العمل. ومن بين جميع من حوله، لم يتمكن من الحفاظ إلا على علاقة صداقة واحدة، مع رجل بمثل عمره يدعى «كيرت فين»، وذلك لأنه تمكن من فهم واستيعاب ما يمر به «ميرفي» والتعايش معها.
وفي تصريح لـ«درول ميرفي» أدلى به لوسائل إعلام أمريكية حول حالته، قال إنه في بداية الأمر، كان يعتقد بأنه قد أصيب بالجنون، وذلك لأن أصغر الأصوات من حوله كان يسمعها كأنها ضوضاء وضجة هائلة، الأمر الذي كان يتركه بحالة عارمة من الغضب. وتابع قائلاً: «لم يستطع أي أحد من حولي أن يتفهم ما أمر به، الأمر الذي أثر بشكل سيئ على جميع علاقاتي إن كانت الأسرية أو مع الأصدقاء».
وأضاف «ميرفي» أيضاً: «بعد أن وصلت إلى قمة السوء بهذه الحالة، قررت أن أهجر كل شيء وكل الناس حتى أتجنب الضجيج الكبير الذي أعيش فيه كل لحظة. خاصة أصوات مضغ الطعام التي كنت مضطراً لسماعها كل يوم عدة مرات على المائدة. كنت أستشيط غضباً عند سماعي لأصوات تحريك الأشياء البلاستيكية، أو أكياس الشيبس عندما يفتحونها. لذلك قررت أن أهجر كل شيء وأرحل». وأشار إلى أنه كان يحاول أن يتجاهل كل هذه الأصوات التي تشعره بالغضب والاستفزاز، من خلال سماعه الموسيقى أو مشاهدته لأي من برامج التلفاز، إلا أنه لم ينفع أي من هذا معه. وأكد أنه يستمر بسماع الموسيقى علّها تنجح في تخفيف حالته.