مهما وصل السوء والشر في عالمنا إلى حدود لا يمكن لنا أن نتخيلها، إلا أن الخـيـر يظل أقوى وأشد، يظل في قلوب البشر التي زرع الله رحمته فيها، والتي وزعها على العالمين. وفي مدينة «برونسفيغ»، ثاني أكبر مدن ولاية «ساكسونيا السفلى» في ألمانيا، ظهر الخير بأجمل صوره على الإطلاق، حيث قام «فاعل خير» مجهول الهوية، بالتبرع بقرابة الـ 200 ألف يورو لعدد من المؤسسات الخيرية المختلفة.
ووفقاً لما نقله موقع «سكاي نيوز»، عن وكالة الأنباء الألمانية، أن فاعل الخير المجهول هذا، كان قد تبرع بالأموال عن طريق «تبرعات نقدية» لهذه الجمعيات. حيث منح «داراً للمسنين» مبلغاً وصل حتى 100 ألف يورو نقداً، كان قد وزعها على 200 ورقة من فئة الـ 500 يورو. وكان قد تم العثور على الأموال في ظرف أرسل إلى هيئة تحرير صحيفة «براونشفايغر تسايتونغ»، وكان الظرف قد تم إرفاقه بعنوان المتلقي «دار المسنين».
وفي الرسالة التي كانت في الظرف مع الأموال، كتب فاعل الخير ما مفاده أن: «مساعدة المصابين بأمراض عُضال وخطيرة ليتمكنوا من الموت بكرامة، هذا دليل على التعاطف البشري وهو أمر يستحق الاحترام والتقدير». ومن جهته، قال «ديفيد ماخه»، أحد الصحفيين العاملين في صحيفة «براونشفايغر تسايتونغ» التي وصلها الظرف. أنهم حتى هذه اللحظة لا يعرفون هوية فاعل الخير، وأنهم حتى لا تتوقف أعمال الخير الجيدة أو لا تتعرض لأي مشاكل، لن يحاولوا معرفة المزيد من المعلومات بشأن المتبرع.
وأضافت وكالة الأنباء الألمانية، أن فاعل الخير المجهول، كان قد تبرع في وقت سابق بمبالغ مالية متفرقة لمؤسسات مشابهة، حيث أنه كان قد ترك عدة مغلفات مغلقة أحدها يحتوي على مبلغ 20 ألفاً، وآخر يحتوي على 50 ألف يورو. وتابعت أن هذا المتبرع المجهول كان قد تبرع منذ بداية العام الجاري 2019 بما يقارب الـ200 ألف يورو حتى هذه اللحظة.
ووفقاً لما ذكرته وسائل إعلام محلية في ألمانيا، أنه خلال السنوات القليلة الماضية، تم إرسال العديد من التبرعات المالية إلى جميعات خيرية مختلفة، وأنه لم تُعرف هوية المتبرعين بها للآن. وبحسب ما قالته محطة «إن دي آر» العامة، أن صحيفة «فولسبرغر» كان قد تلقت خلال العام الماضي ظرفاً يضم 100 ألف يورو لبناء دار ثانية للمسنين.