رغم التحذيرات العديدة، والحملات الشرسة، والدراسات المؤكدة حول ضرر وخطر السجائر الإلكترونية على صحة مستخدمها إلا أنّ الكثيرين لا يزالون يصرون على استخدامها ضاربين كل التنبيهات والتحذيرات عرض الحائط، إلا أنّ هؤلاء قد يتراجعون عن آرائهم قليلًا بعد وفاة أول شخص بسبب هذه السجائر؛ هذا ما صرحت به سلطات الصحة الأمريكية يوم أمس الجمعة، حيث أكدت أنّ شخصًا توفي في ولاية إيلينوي، وسط موجة من أمراض الرئة المرتبطة بالسجائر الإلكترونية.
وكانت السلطات قد حذرت من أنها لم تحدّد مركبًا أو منتجًا يتسبب في الأمراض التنفسية، ولكن تم تسجيل أكثر من 190 حالة مرضية في 22 ولاية ترتبط على ما يبدو بتدخين السجائر الإلكترونية.
وقد تم الإعلان عن حالة الوفاة، خلال مؤتمر عبر الهاتف مع صحفيين، عقده مسؤولون من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، وإدارة الغذاء والدواء، ووزارة الصحة بولاية إيلينوي.
تجدر الإشارة إلى أنّ دراسة أمريكية أظهرت أنّ الاستنشاق العميق للسجائر الإلكترونية ينطوي على خطر الإصابة بمرض السرطان أكثر بخمسة أضعاف إلى 15 ضعفًا من تدخين السجائر العادية.
وبحسب الدراسة المنشورة في مجلة "نيو انغلند جورنال اوف ميدسين" فإنّ بخار السجائر الإلكترونية عالي الحرارة والمشبع بالنيكوتين يمكن أن يشكل مادة فورمالديهايد التي تجعله خطرًا على الصحة.
وكتب معدو الدراسة وهم باحثون في جامعة بورتلاند الأمريكية "لقد لاحظنا أنّ مادة فورمالديهايد يمكن أن تتكون خلال عملية تشكل بخار السيجارة الإلكترونية".
واستخدم الباحثون جهازا "يستنشق" بخار السجائر الإلكترونية لتحديد كيفية تشكل هذه المادة المسببة للسرطان من سائل مركب من النيكوتين ومواد معطرة ومادة بروبيلين-غليكول والغليسيرين.
ولم يسجل العلماء تشكلًا للمادة المسرطنة حين كان البخار يسخن على تيار كهربائي بقوة 3.3 فولت، ولكن على مستوى 5 فولت صارت تركز مادة فورمالديهايد في البخار أعلى منه في دخان السجائر العادية.
وعلى ذلك فإنّ مدخن السيجارة الإلكترونية الذي يستهلك ثلاثة ميلليلترات من السائل المتبخر يستنشق 14 ميلليغراما من المادة المسرطنة.
أما مدخن السيجارة العادية بوتيرة علبة يوميًّا، فلا يستنشق أكثر من ثلاثة ميليغرامات من هذه المادة.