طلاق الوالدين من أهم أسباب وقوع الأطفال في التحرش!

4 صور

أصبحت مشكلة الطلاق في المملكة ظاهرة لا يمكن التغاضي عنها، إذ ازدادت النسبة عن السنين الماضية حتى وصلت إلى 20%، وحسب الدراسات فإنَّ هنالك أكثر من 33 امرأة تطلق يومياً، معظمها لأسباب واهنة وضعيفة جداً. وبحسب اختصاصيين فإنَّ ازدياد حالات ضحايا التحرش الجنسي بالأطفال سببها انفصال الزوجين وتشتت الأسرة وبالتالي تفككها.

وأثبتت الدراسات أنَّ الآباء الذين تعرضوا للعنف الجنسي وهم أطفال أكثر عرضة بعشر مرَّات لأن يكون لديهم أطفال قد يتعرضون للعنف الجنسي، وذلك للأسباب التالية:
• تعدد الأشخاص الذين يعتنون بالطفل.
• إدمان المخدرات والكحول.
• الضغوط الناتجة عن الفقر.
• العزلة الاجتماعيَّة.
• عوامل تتعلق بشخصيَّة الطفل، مثل (ضعف ثقة الطفل بنفسه).
• حدوث عنف لأي فرد من أفراد العائلة.
• زواج غير مستقر.
• ترك الطفل بمفرده في المنزل من دون رقابة.

* التركيبة العائليَّة.
كما أثبتت الدراسات أنَّ الأطفال الذين يعيشون مع أحد الوالدين أكثر عرضة بمرتين ليكونوا ضحايا للعنف الجنسي، وأنَّ الأطفال الذين يعيشون بعيداً عن والديهم، يكونون معرضين للعنف الجنسي أكثر بثلاث مرَّات، وأنَّ الأطفال الأكبر في عائلة الأب تزيد لديهم نسبة الخطورة بأن يكونوا ضحايا للعنف الجنسي.

الاختصاصيَّة الاجتماعيَّة والمستشارة النفسيَّة التربويَّة، الدكتورة نادية نصير، روت لنا قصصاً واقعيَّة مرَّت عليها خلال مراحل علاجها لبعض الحالات.

غياب الأب
السيدة (ع. س) تحكي قصة طفلها (9 سنوات)، قائلة: كان طفلي دائماً ما يلعب مع ابن الجيران الذي يسبقه في العمر، وقد استغل انشغال الأب في العمل، حيث يعود متأخراً، وطلب مني أن يظل مع الطفل إلى أن يعود والده من العمل، لكنَّه بدأ يستميله بكل الحبِّ والعطف والهدايا ويأخذه معه إلى كل مكان ويختفي لمدة ومن ثم يعود به إلى المنزل، والغريب في الأمر أنَّ الأب لم يلحظ أي تغيير على الطفل مع أنَّ كل من حوله من الجيران وجدوا الطفل شاحب اللون ويرفض الطعام فذهبت إحدى الجارات إلى منزل الأم التي تقيم مع والدها وأخبرتها وبالطبع سألتها ألم تكوني على صلة بالطفل على الأقل في كل نهاية أسبوع فقالت: إنَّ الأب منع الطفل من زيارتها وبينها وبينه قضايا كثيرة وانهارت من البكاء وهي تقول ماذا أفعل فقلت أولا اذهبي بالطفل إلى الطبيب. وثانياً افتحي بلاغاً رسمياً عن المتحرش، لكن أول شيء نطقت به: أخاف من الفضيحة.

أما القصة الثانية فكانت للسيدة (ن م)، معلمة، ومطلقة وتعيش وحدها مع ابنتها (8 سنوات) ولديها خادمة سافرت في إجازة سنويَّة ما اضطرها لإيجاد أخرى من العمالة الموجودة داخل البلد عمرها (24 سنة) لم تشك بها ولا لحظة لذكائها ونظافتها. لكن وفي يوم دخلت على ابنتها فجأة ووجدتها تشاهد شيئاً على الكومبيوتر، لكن الطفلة ارتبكت وقامت بإغلاق الجهاز، فما كان من الأم إلا وأن أعادت فتح الموقع فصعقت مما رأت، فقد كان موقعاً إباحياً محظوراً كيف دخلت عليه الطفلة وبعد استجوابها اتضح أنَّ الخادمة هي من علمتها، بل كانت تستغلها في ذلك وتعبث لها بأعضائها. كادت الأم تصاب بشلل، ولم تستطع الحراك لدقائق ولا تعرف ماذا تفعل وظلت تتساءل ما هو مصير ابنتها وكيف سيتم علاجها من هذه الحادثة.

وعن الحالات النفسيَّة التي يصاب بها الطفل الذي وقع عليه التحرش تضيف الدكتورة نادية نصير: هناك حالات عديدة وعوارض تظهر على الطفل الذي تعرض لهذه الجريمة وهي:
1 - يصاب الطفل بنوبات ذعر وقلق ويشاهد كثيراً من الكوابيس المزعجة فيصحو أكثر من مرة أثناء الليل باكياً.
2 - بعض الأطفال يصبح سلوكه عدوانياً فجأة على غير عادته التي يعرفها الأهل.
3 - قد يصاب بعض الأطفال بحالة من الحزن الشديد والانطواء على ذاته ويصبح لديه نوع من الرهاب الاجتماعي.
4- النوم الكثير كهروب من الواقع، وتدني المستوى الدراسي من دون أي أسباب واضحة.
5- الخوف الشديد من الظلام والأماكن الضيقة والامتناع من اللعب مع أقرانه ظناً منه أنَّه إنسان غير مرغوب به.
6- التبول اللاإرادي لكي يجذب والدية أو أن يقول أنا لدي مشكلة بطريق غير مباشرة
7- ربما تظهر على الطفل بعض العلامات الجسديَّة إذا كان المتحرش قاسياً معه.

زوج الأم:
وجود زوج الأم في المنزل يزيد نسبة خطورة العنف الجنسي؛ فهنالك كثير من القصص التي مرَّت علينا وتعرضت فيها الفتيات إلى التحرش والاغتصاب من طرف زوج الأم، ومعظمها بدأت بمحاولات للإغراء والتودد ثم تحولت إلى تهديدات أوقعت بفتيات صغيرات في هذه الدوامة الكبيرة.