مقاومة المضادات الحيوية أو مضادات الميكروبات، مشكلة صحية باتت شائعة، وهي تعود إلى سوء استخدام المضادات الحيوية، ويُتوقع أن تحصد الملايين حول العالم بحلول العام 2050 .
في مبادرة منها لنشر الوعي والحث على الاستخدام الحكيم للمضادات الحيوية، تفاديًا لمخاطرها، أقامت الجمعية اللبنانية للأمراض المعدية والجرثومية (LSIDCM) التي تُعنى بتعزيز جودة رعاية المرضى، من خلال المؤتمرات والأبحاث التي تقودها والمتعلقة بالأمراض المعدية بالتعاون مع شركة MSD، حلقة نقاش للإعلاميين جمعت عددًا من الاختصاصيين في هذا المجال.
أجمعت كل من الرئيسة الحالية للمنظمة الدكتورة مادونا مطر، والرئيس الأسبق الدكتور زاهي حلو، والاختصاصيين في الأمراض الجرثومية، البروفسور جاك مخباط، والبروفسور غسان مطر، والبروفسورة ريما مغنية، على مدى خطورة مقاومة مضادات الميكروبات وضرورة الإرشاد حول الاستعمال الحكيم لها، لتفادي مخاطرها وتداعياتها على المرضى والقطاع الصحي بشكل عام في لبنان.
مخاطر الإفراط في تعاطي المضادات الحيوية
استهلت الدكتورة مادونا مطر الرئيسة الحالية للجمعية اللبنانية للأمراض المعدية والجرثومية (LSIDCM)، الجولة الأولى من الحوار، بالتعريف عن مقاومة مضادات الميكروبات، مشيرةً إلى مخاطر الإفراط في استعمال المضادات الحيوية وسوء استخدامها، كما حثت في الجولة الثانية على أهمية الاستخدام الحكيم لها، وأشادت بهذه المبادرة التي تُعرف بـ“Antimicrobial stewardship” والتي ستطبّق على مستوى المستشفيات، وتشكل خطوة أولى في فصل جدّ مهم، تريد العمل عليه مع جميع أعضاء المنظمة، لإطلاق برنامج الاستخدام الحكيم لمضادات الميكروبات في جميع مستشفيات لبنان. وأكدت أهمية النشاطات التثقيفية والأبحاث التي ستقوم بها المنظمة في السنتين المقبلتين، والتي ستساعد في تطبيق برنامج الاستخدام الحكيم لمضادات الميكروبات، بالتعاون مع وزارة الصحة العامة ومنظمة الصحة العالمية، لإحراز خطوات متقدمة في هذا المجال.
10 ملايين شخص سيموتون من جرّاء الاستعمال العشوائي للمضادات الحيوية
من جهته تحدث الرئيس الأسبق لمنظمة (LSIDCM)الدكتور زاهي حلو في الجولة الأولى، عن آليات المقاومة الجديدة الآخذة في الظهور والانتشار عالميًّا، والتي تهدد قدرة الاختصاصيين على معالجة الأمراض المعدية الشائعة، فيطول المرض، أو يؤدي إلى عجز أو وفاة، إضافة إلى ارتفاع تكلفة الرعاية الصحية بسبب البقاء مطوّلًا في المستشفيات، وزيادة الحاجة إلى العناية المركزة.
كما أشار إلى تأثيرات مقاومة مضادات الميكروبات غير الآنيّة، وتحوّلها إلى تهديد صحي سيتزايد في المستقبل، ويتسبب في قتل 10 ملايين شخص سنويًّا بحلول العام 2050 بحسب منظمة الصحة العالمية، في حال لم تُتخذ أية إجراءات للتصدي لها.
وتحدّث في الجولة الثانية عن الإنجازات التي استطاعت الجمعية اللبنانية للأمراض المعدية والجرثومية (LSIDCM) تحقيقها، مؤكدًا أنّ مقاومة مضادات الميكروبات والاستخدام الحكيم لها، من أهم المواضيع التي عملت المنظمة على نشر التوعية حولها.
مشكلة عالمية
أما البروفسور جاك مخباط، فأكد أنَّ مقاومة مضادات الميكروبات، مشكلة عالمية، وسلّط الضوء في الجولة الثانية من الأسئلة التي وُجّهت إليه، على الدور الذي تقوم به وزارة الصحة العامة.
علمًا أنّ كلًّا من وزارة الصحة العامة ومنظمة الصحة العالمية، أعد خطة وطنية للسيطرة على مشكلة مقاومة مضادات الميكروبات، وتحفيز الاستخدام الحكيم لها، وهما توصيان اليوم كل المستشفيات بإنشاء برنامج حول الاستخدام الحكيم لمضادات الميكروبات، يكون معتمَدًا علىالأراضي اللبنانية كافة.
مقاومة المضادات الحيوية تعزز البكتيريا
وتحدّث البروفسور غسان مطر في الجولة الأولى، عن قدرة المقاومة القوية للمضادات الحيوية في تعزيز البكتيريا وجعلها مقاومةً لأدوية متعددة، شارحًا الآليات الأخرى التي تساهم أيضًا في ذلك. لافتًا في الجولة الثانية، إلى الدور الإيجابي للتشجيع على الاستخدام الحذر للمضادات الحيوية واسعة المجال، من خلال برنامج واضح للاستخدام الحكيم وإزالة الضغط النشوئي للمضادات الرئيسية في تقليص التهابات مقاومة بشكل كبير.
عبء المرض كبير
وأشارت البروفسورة ريما مغنية في الجولة الأولى، إلى عبء المرض في لبنان، وحددت مصادر التقاط العدوى من المجتمع وفي المستشفيات، حيث مقاومة مضادات الميكروبات منتشرة جدًّا، من خلال البكتيريا التي تُلتقط من جرّاء عملية جراحية، أو الالتهاب الرئوي من جرّاء عدوى من جهاز التنفس الاصطناعي، أو عدوى المسالك البولية أو التهابات الدم. وأكدت أهمية الاستخدام الحكيم لمضادات الميكروبات، ودوره الفعّال في حل المشكلة التي تُعرف طبيًّا بمصطلح “Antimicrobial stewardship” كالتالي: "المضاد الحيوي المناسب للمريض المناسب، في الوقت المناسب وبالجرعة والطريقة المناسبة، لتقليص الضرر بأقل نسبة ممكنة على المريض ومرضى المستقبل".
شراكة مع القطاع الخاص
وبالمناسبة، حبّذ السيّد حسن بيبي، مدير الوصول إلى الأسواق والسياسات والاتصالات في شركة MSD المشرق، هذه الشراكة مع الجمعية اللبنانية للأمراض المعدية والجرثومية، التي ترتقي بالقطاع الصحي اللبناني إلى أرقى مستويات الوعي، وأكد استعداد شركة MSD الدائم للتعاون الوثيق مع الجمعيات الطبية.
مضيفًا: "نحن في MSD نواصل دعم مثل هذه المبادرات، إذ إنّ إحدى مهمّاتنا هي تسليط الضوء على أهمية مقاومة مضادات الميكروبات والحث على الاستخدام الحكيم لها، تفاديًا لمخاطرها".
شاهدوا أيضاً:أخطاء شائعة في الحمية ...تجنّبيها