على الرغم مما تطلقه وسائل الإعلام من دفاع عن المرأة وإنتاجها الأدبي وخروجها من مرحلة التأطير «أي تقسيم الأدب إلى نسوي وذكوري»، إلا أن البعض أيضاً لا زال يحصر أدب المرأة في أنه أدب نسوي؛ جاء نتاجاً لأوضاعها الخاصة، وتعبيراً عنها، ولذلك فقد التقت «سيدتي نت» بكاتبات شابات فلسطينيات، وسألتهن عن رأيهن بهذا التقسيم، وهو حصر أدب المرأة عموماً؛ بأنه أدب نسوي.
أدب إنساني، وليس نسوياً
الكاتبة المقدسية الشابة، ميس داغر عبدالهادي، قالت بأن الأدب النسوي مصطلح دارج إلى حد ما، لكنها لا تحبذه، وتتابع: «لا أعلم ما الداعي لتصنيف ما تكتبه المرأة، أو تصنيف الكاتبات أنفسهن في خانة (أدب نسوي)، فالمرأة الكاتبة كما الرجل الكاتب، عنصر أساسي في المجتمع، وجزء لا يتجزأ منه، وما تكتبه يعبر عن مجتمعها وعنها كإنسان، لا يهم رجلاً كان أو امرأة في ذلك المجتمع»، وقد نشرت ميس داغر عبدالهادي أول إصداراتها، وهو بعنوان «الأسياد يحبون العسل»، ولم تطبع قصصها في ذلك الكتاب بطابع نسوي؛ بل على العكس؛ فقد عمدت لتعرية كل فئات المجتمع وعيوبه.
الأدب والإبداع
ولا تؤمن الكاتبة، ديمة جمعة السمان، أبداً بتصنيف الأدب إلى أدب نسوي وآخر رجالي، فالأدب هو الأدب، والإبداع هو الإبداع، وتعبر عن رأيها قائلة: «لم يعد هناك فرق بين الرجل والمرأة في الأدب والفنون؛ فالمرأة دخلت جميع ميادين الحياة كالرجل تماماً، وبالتالي اكتسبت خبرة الحياة بكل ما فيها، وأبدعت في تجنيد قلمها وجميع أدواتها الإبداعية في خدمة وطنها ومجتمعها؛ فلماذا التصنيف»، وديمة جمعة السمان، اختيرت شخصية القدس الثقافية؛ لأن معظم رواياتها تناولت تاريخ مدينة القدس على مر العصور، وبالتالي فهي لم تكن كاتبة متخصصة إطلاقاً.
موضة ليس أكثر
وتؤكد الروائية والممثلة، مايا أبوالحيات، على رفضها مصطلح الأدب النسوي بقولها: «الأدب عبارة عن مواضيع، ولا يوجد حكر لموضوع على جنس دون آخر، إذاً كيف يمكن تصنيف الأدب بالنسوي أو غيره؟ فنحن دوماً ندافع عن موضوع الأدب الجيد كتصنيف لأي نوع من الأدب؛ فهناك نساء يكتبن بمنظور ذكوري، ورجال يكتبون بمنظور نسائي؛ فكيف يمكن تصنيف هؤلاء؟
في فلسطين للأسف، هناك موضة الأدب النسوي، وهو باعتقادي استغلال لموضوع المرأة وحقوقها وكونها ضحية ومضطهدة لتسويق العمل، وهناك رجال أدباء أيضاً يستغلون الموضوع للأسف للتسويق لأنفسهم.
ومايا أبوالحيات كتبت مؤخراً رواية؛ ترصد أوضاع المرأة في المهجر الفلسطيني، ما بين فلسطين والأردن وبلاد عربية أخرى، وحيرتها وضياعها بسبب الأوضاع السياسية، وبالتالي فهي لم تنحصر داخل قضية المرأة ومشاعرها وتناقضاتها كما يقولون؛ بل هي اعتبرت أن ما تمر به أي امرأة؛ هو نتيجة حتمية لكل الظروف حولها، وقد لقيت روايتها نجاحاً كبيراً، وهي حملت عنواناً ليس نسوياً بالطبع «لا أحد يعرف فئة دمه».