أسست المغربية خديجة احميصة، تعاونية باسم «لمسات خديجة للحلي والمجوهرات»، تشرف من خلالها على تأطير مجموعة من النساء يشتغلن كخلية نحل في الحرير لصنع أطقم مميزة بلمسات عصرية، حاصلة على شارة الجودة الوطنية لسنة 2018، وجائزة «أمهر الصناع» لسنتي 2017 و2019 من وزارة الصناعة التقليدية في المغرب.
تقول خديجة: «يزخر التراث المغربي بذخائر من الحلي الحريرية أو حلي بلمسات من حرير، حيث نجد المجدول المشهور في الأناقة المغربية، فعندما يفتل الحرير يصبح «مجدولاً»، وهي عملية كانت من اختصاص «المعلم» الذي سمّي «المجادلي». أحسن أنواع المجدول وأغلاها تلك التي تصنع بمدينة «فاس» بتقنية عالية وإبداع يدوي متميز».
عقود وأحزمة متنوعة
تتنوع المَجَادل، فهناك «المجدول الحزام» الذي تضعه المرأة المغربية على خصرها فوق الألبسة التقليدية كـ«القفطان، التكشيطة»، وأيضاً «المدجة» و«اللبة» وهي نوع من العقود الخاصة التي تتزين به أعناق النساء، ولإعدادها يحول المجادلي الحرير لخيوط رفيعة لنظم الجواهر، وتعتبر الثانية أكثر كلفة ووجاهة من الأولى.
ومن المجدول أيضاً تصنع «التخليلة» التي تدخل ضمن طقوم الحلي التي تتزين بها العروس، كذلك «التشمار» الذي يشبه «التخليلة»، ويخص المرأة في حالة احتفال تَدعو له أو تُدعى إليه. كما يزين جبهة العروس «خيط الريح» الذي يصنع بخيوط رفيعة من الحرير، مقارنة مع ذلك الذي تضعه المرأة في المناسبات الاحتفالية المختلفة، يصنع من الحرير أو تضاف إليه مجوهرات أخرى كـ«الجاد» أو اللؤلؤ الحر.
شغف بصناعة الحلي
نشأت «خديجة» بمدينة «سلا» المغربية، وسط أسرة تحترف النسيج والزرابي أي صناعة البسط بألوانها الزاهية، واشتغلت في مرحلة أولى على خيوط الصوف بألوانها المختلفة «بقطيبين أو بقطيب واحد» لإنتاج ملابس صوفية عصرية، وهي موضة كانت متداولة في مرحلة سابقة، لكن شغفها بالحلي دفعها نحو عالم أنساها كل شيء. يكتسح الحرير بقية الحلي ليصل إلى الأقراط، ويصبح مادة أساسية في إعدادها بعد أن كانت تقتصر على المعادن، كالذهب، الفضة،... والجواهر فقط، وكذلك بالنسبة للأساور، والمجال مفتوح نحو حلي أخرى.
تصاميم تجمع بين التراث والعصرية
تعمل خديجة على الحرير الرفيع لصنع «الأقفال» و«الشوشات» وبقية الإكسسوارات التي تستعمل في زخرفة الزيّ المغربي التقليدي أساساً، وتستعمله، كما تقول مع منتوجات ذات جودة عالية، سواء كانت معادن أو مجوهرات، مستلهمة التصاميم من كنوز التراث المغربي العريق والمتنوع، مع إضفاء لمسات عصرية، ليحمل كل منتوج طابعه الخاص.
تخضع تصاميم الحرير لعدة اعتبارات منها، متطلبات السيدة من الزبائن، ذوقها، وتوجيهاتها، بحسب اختياراتها، وبحسب اتجاه الموضة في بعض الأحيان، تلي ذلك يد الصانع التي تخضع بدورها لمقاييس العمل في هذا المجال، ونوعية المواد المستعملة وتناسق الألوان. هذا وتؤكد «خديجة» أن حلي الحرير تعرف إقبالاً متزايداً، لتشكل مع القفطان المغربي العصري وبقية اللباس التقليدي أسلوباً عالمياً، فالمجال واسع للخلق والإبداع.
وتنهي حديثها لـ«سيدتي» قائلة: «لا مجال للخطأ مع الحرير، والتصاميم لا تكتمل إلا بلمسة عشق تقدّر قيمة الحرير».