أصدر وزير الداخلية السعودي، الأمير عبد العزيز بن سعود، الضوابط الخاصة بتطبيق لائحة الذوق العام، التي دخلت حيز النفاذ في السعودية، ابتداءً من يوم السبت الموافق 28 سبتمبر 2019، وحددت لائحة الذوق العام 19 مخالفة، يعاقب مرتكبها بغرامات مالية، أقلها 50 ريالاً، وأعلاه 3000 آلاف ريال.
«سيدتي» استطلعت آراء الشباب والفتيات حول هذه اللائحة، ورأيهم بمن يخالفها:
تقول غدير مصلي (علاقات عامة): «من أكثر السلوكيات التي تُثير استيائي وتعتبر تشويهاً للمجتمع، هي الظهور بلباس المنزل أو النوم في الأماكن العامة، بدون أي احترام للآخرين؛ كون هذه الملابس غير مناسبة ولا تلقى القبول، ولا تتماشى مع ثقافة المجتمع».
وكان للدكتور خالد إدريس (طبيب) تصنيف مختلف لمخالفي الذوق العام، فهو يجد أن المتحدثين بأصوات مرتفعة على متن الطائرات هم أكثر الفئات استفزازاً بالنسبة إليه، مرجعاً ذلك إلى القصور في التربية منذ البداية، يقول: «هذه الفئة لا تراعي الذائقة العامة، ولا تحترم الجالسين في الطائرة أو المطاعم والأماكن العامة، كما أنهم لا يحترمون أنفسهم وخصوصياتهم قبل كل شيء».
احترام الخصوصيات
وشاركنا الحديث عماد السيد (طالب)، قائلاً: «لابد من احترام خصوصية الآخرين وعدم التطفل عليهم أو مضايقتهم بتصرفات غير أخلاقية، خصوصاً في حضرة الأطفال الذين من الممكن أن يقلدوا تلك التصرفات»، وأردف: «رأيت مجموعة من الشباب في منطقة الكورنيش وهم يتحدثون ويتمازحون بأصوات مرتفعة، مرددين عبارات لا تليق بمسامع الأطفال والعوائل، بحجة أن ذلك من باب التسلية».
النظافة والمظهر المحتشم
أما عبير عطوة (كاتبة)، فتقول: «بالرغم من تعدد مظاهر الذوق العام، إلا أنني أحرص على الالتزام بالنظافة على مستوى الطرقات والأماكن العامة، مثل الشكر والاعتذار في التعامل مع الأشخاص، الالتزام بالزيّ المحتشم وعدم التلفظ بالألفاظ السيئة، وأجد كل من يفعل ذلك يعكس صورة رائعة عن نفسه أولاً، وعن بلده ثانياً».
وأيّد ذلك أحمد با ناصر (موظف)، فهو يرى أن مظاهر الذوق العامة لا تعدّ ولا تحصى، ولكن أكثرها أهمية بالنسبة له استخدام منبه السيارة بطريقة لائقة، معتبراً أن من يطلقه دون حاجة هو إنسان «أرعن»، إضافة إلى الحرص على ترك المقاعد في الباصات لكبار السن والسيدات، خصوصاً إذا كانت محدودة، ويجد من يجلس بحضرة وقوف أحد كبار السن أو السيدات، ذكراً وليس برجل».
الرأي المختص
بيّنت خبيرة الإتيكيت، الأستاذة أميرة الصائغ، أن انتشار تدني الذوق العام والسلوكيات غير اللائقة اجتماعياً يعود إلى افتقار أفراد المجتمع إلى القدوة الحسنة والتهاون في التربية الصحيحة من الآباء والأمهات، إضافة إلى إغفال أهمية التوجيه السليم وتنمية الذوق العام في المؤسسات التعليمية ووسائل الإعلام والقنوات الفضائية.
وبسؤالها عن كيفية علاج هذه الظاهرة والارتقاء بالذوق العام في شتى مناحي الحياة، أجابت: «لا بد أن يوقن كل فرد من أفراد المجتمع أن حبه لوطنه لا يعني الشعارات والهتافات، بل هو انعكاس لمظاهر الارتقاء به سلوكياً، وإجادة ممارسة فن الذوق والسلوك الحسن في كل مكان، كذلك لابد من تأسيس النشء في المراحل المبكرة من العمر على السلوكيات الحسنة، حتى تكون عادات يمارسونها تلقائياً في الكبر».
ما هي المخالفات المنصوص عليها في لائحة الذوق العام؟
• ارتداء اللباس غير اللائق في الأماكن العامة أو الملابس الداخلية وثياب النوم، أو تلك التي تحمل عبارات أو صوراً أو أشكالاً تخدش الحياء.
• وضع الملصقات وتوزيع المنشورات التجارية في الأماكن العامة دون ترخيص، وإشعال النار في الحدائق والأماكن العامة في غير الأماكن المسموح بها، والتلفظ بقول أو الإتيان بفعل فيه إيذاء أو إخافة لمرتادي الأماكن العامة أو تعريضهم للخطر.
• تصوير الأشخاص بشكل مباشر دون استئذانهم، أو تصوير الحوادث الجنائية أو المرورية أو العرضية دون الحصول على إذن أطرافها.
• الكتابة أو الرسم على وسائل النقل، أو على جدران الأماكن العامة دون ترخيص.
• التصرفات الخادشة للحياء التي تتضمن تصرفات ذات طبيعة جنسية، ورفع صوت الموسيقى داخل الأحياء السكنية.