تُسهم السياحة مساهمة فعالة في زيادة الدخل للدول وارتفاع معدلات النمو، ولم يغفل شباب وفتيات السعودية عن ذلك، فمنذ أنّ أعلنت المملكة العربية السعودية، عن إصدار تأشيرات سياحية للمرة الأولى، بادر الكثيرون لطرح مقترحاتهم حول آلية الاستفادة من هذه الفرصة وتطوير هذا القطاع بالعديد من المشاريع؛ حتى يُصبح منافساً عالمياً.
وفي هذا السياق، التقت «سيدتي» بعض الشباب والفتيات ليُخبرونا عن بعض أفكارهم في هذا السياق.
أفكار لتطوير القطاع السياحي في السعودية
السائح سيتكفل بالدعاية مجاناً!
يرى ثابت السناني، المحلل الإحصائي والمحب للسفر، أنّ السائح يُسافر وينفق المال؛ لذا على الشباب والفتيات توظيف ذكائهم للاستفادة من هذه الفرصة، فمثلاً يستطيع البعض عرض شقة للإيجار عبر خدمة «Airbnb»، ومن يمتلكون المطاعم والمقاهي عليهم تحسين جودة خدماتهم والطعام، فالسائح سيتوجه بناءً على السمعة، كذلك ممن يتقنون اللغة الإنجليزية ولديهم إلمام بالتاريخ، يمكنهم العمل كمرشدين سياحيين».
وأضاف: «فيما يخص الأسر المنتجة، ومن يعرضون المأكولات في الأكشاك البسيطة، تستطيع هذه الفئات المشاركة في المعارض والاحتفالات وأماكن الجذب السياحية وعرض منتجاتهم بطريقة جذابة والتركيز على النظافة وجودة الطعم فيما يتعلق بالمأكولات، كما يُمكن لمُلاك سيارات الأجرة والسائقين عمل بعض الاتفاقيات مع الشركات السياحية والفنادق، والأهم من ذلك الإحسان في أداء الخدمة للسائحين، فهم سيتكلفون بالدعاية لك مجاناً».
تطبيق ذكي للدليل السياحي
ويقول خبير التسويق والعلاقات العامة، نايف القناص: «على الشباب والفتيات تعلم عبارات الترحيب وبعض العبارات من اللغات العالمية، فذلك يفتح لهم قنوات تواصل عديدة ولطيفة مع الزوّار، وشخصياً، أمتلك خبرة في الدلالة السياحية، لذا تمكنت من التقديم على رخصة الدليل السياحي، وبدأت مع أحد الزملاء بإنشاء تطبيق ذكي كدليل للأدلاء السياحيين».
مؤسسات تدريبية
اقترحت أسماء فهد، مستشارة التأمين في أحد البنوك، إنشاء معاهد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وضرورة إنشاء مؤسسات للإرشاد السياحي، يتمّ فيها تدريب وإعداد المرشد السياحي السعودي من حيث المعرفة بالسياحة والتدريب على اللغات، وأنّ يتم التسويق لهذه المؤسسات على نطاق عالمي.
مستضيفة!
وذكرت المعلمة، خلود الرميح، أنّها بلا شك ستصبح مستضيفة للسائحين عبر خدمة Airbnb.
مجالات عديدة وعوائد مرتفعة
ويعتقد أحمد الصوفي، مدير تطوير الأعمال، أنّ هناك العديد من المجالات، يُمكن استهدافها بعد إطلاق الفيزا السياحية وتحقيق عوائد مرتفعة، على سبيل المثال لا الحصر:
- فتح متاجر متخصصة في القطع التذكارية بالأماكن السياحية، على أنّ تحوي كل ما يعكس ثقافة وهوية المملكة من المشغولات اليدوية أو الطينية أو النحاسية والقطع الممغنطة، مع ضرورة إنتاجها محلياً من خلال الأسر المنتجة أو المصانع الوطنية المحلية لتحقيق مبدأ الاستدامة الاقتصادية.
- العمل كمرشد سياحي للمجموعات، حيث إن السياح الذين سيتوافدون إلى أرض المملكة، سيكونون في حاجة ماسة إلى متخصصين في السياحة الداخلية لأخذهم في جولات تعريفية بالمناطق المرشحة للزيارة، وهذا يُعزز انتشار وظيفة المرشد السياحي.
- تصميم برامج سياحية، فبعض الأشخاص يرغبون في الخصوصية عند السفر، لذلك بالإمكان تصميم برامج سياحية يومية أو أسبوعية وبيعها للسائح.
الرأي الاقتصادي
أوضح المستشار المالي والكاتب الاقتصادي/عاصم الرحيلي، أن متوسط مشاركة قطاع السياحة في الدول الكبرى في العالم بما يُقارب 10% من الناتج المحلي الإجمالي، وقال «المملكة العربية السعودية تطمح لرفع المعدل الخاص بها في هذا القطاع لمقاربة هذه النسبة، وبلا شك أنّ للسياحة أهمية جوهرية وأساسية كمصدر دخل اقتصادي للدولة، ولأنّ طالبي العمل المتخصصين كالأطباء والمهندسين سيجدون لهم أماكن عمل في قطاعاتهم المختلفة، في حين أنّ البعض الآخر لا يمتلك سوى إصراره وجهده ومهارات التواصل العالية وحبه للعمل، فيرغب هؤلاء في استثمار طاقاتهم وأنّ يكون لديهم مصدر دخلهم الخاص، والذي بدوره سيعود أيضاً بالنماء على اقتصاد الدولة، لذا يُمكنهم البدء في المجال السياحي فهو مورد اقتصادي مهم، وشبابنا وفتياتنا اليوم على استعداد للبدء، وبانتظار من يقوم بفتح الأبواب لهم فقط، وأرى أنّ المجال سيُصبح واسعاً وسنرى العديد من المبدعين».
وأضاف: «ثقافتنا السعودية لا يُمكن تصغيرها أو تحجيمها، السياح لا يأتون فقط للترفيه، بل يرغبون بعيش التجارب ورؤية الثقافات، وثقافتنا العربية والسعودية بلا شك مثيرة للاهتمام، وبالتالي فهذا المجال واسع للشباب والفتيات؛ كي يستثمروا فيه ويشاركوا الآخرين بما لديهم، كما ويجنون الأموال مقابل ذلك».
أهمية القوانين والأنظمة
ولفت الرحيلي إلى ضرورة اتباع القوانين والأنظمة دون الإفراط بالقيود والتوجيهات، وقال: «أنا ضد القيود والتوجيه المفرط، وأرى أهمية وجود القوانين والأنظمة التي تحمي السائح والعاملين في هذا القطاع فقط، دون فرض عوائق أخرى، فذلك سيُساهم في إثراء المحتوى والمجال السياحي، فعلى سبيل المثال البعض ممن يمتلكون المخيمات سيستطيعون القيام بجولات فريدة للسياح وإمدادهم بالعديد من التجارب الجديدة عليهم، بما فيها الاطلاع على عادات وتقاليد البلد والطعام الشعبي والأمور الشائعة، والتي يتميز فيها شعبنا عن غيره وتزويدهم ببعض الهدايا التذكارية وغيرها، وبلا شك أنّ الشباب السعودي مطلع من خلال السفر والتجوال على كيفية ترويج الآخرين لما لديهم من حضارة وتراث، وبالتالي الدور اليوم يقع على عاتقهم للقيام بذلك».