العيش في عالم صامت، لا صوت يُسمع، ولا كلام يُنطق، يشعر البعض بالنقص والاكتئاب رغم كل الحب الذي يحيطه من الأهل والأصدقاء والشريك، ويتوق المصاب بالصمم أن يعيش كالناس العاديين، يسمع الموسيقى، ويستمتع بها، ويرقص مع من يحب على أنغامها، وأفضل المخترعين والعباقرة، من يخترع جهازاً أو سترة تحطم حاجز الصمت في حياة مرضى الصم في العالم، ويجلب لهم القليل من السعادة التي يستحقونها، وقد وصل هذا الابتكار الذي لا بد أن يحقق نجاحاً غير مسبوق عند طرحه لأول مرة.
لكن سعره مرتفع جداً، وسيكون متاحاً للأثرياء فقط، وحلماً بعيد المنال أمام الفقراء.
تعشق الشقيقتان التوأمتان هيرمون وهيرودا بيرهيني الرقص، لكنهما لا تستطيعان سماع الموسيقى بسبب معاناتهما من الصمم؛ لذا فإن اختراع سترة مزودة بأجهزة استشعار تمكنهما من الإحساس بالأصوات المختلفة أحدث تغييراً كبيراً في الليالي التي تمضيانها في نوادي لندن.
ويحتوي «قميص الصوت»، الذي ابتكرته شركة «كيوتسيركت» للموضة في لندن، على 16 مستشعراً مثبتاً في قماشه؛ لذا يتمكن من يرتديها، على سبيل المثال، من الإحساس بألحان الكمان عند الذراعين بينما يشعر بقرع الطبول عند ظهره.
وقالت الشقيقتان بيرهيني، اللتان فقدتا حاسة السمع في سن صغيرة، إن ارتداءهما للسترة لعرضها منحهما تجربة جديدة تماماً.
وأضافت هيرمون: «يشبه الأمر تقريباً الإحساس بعمق الموسيقى. نشعر كما لو أن بمقدورنا التحرك على وقعها».
وقالت فرانشيسكا روزيلا، التي شاركت في تأسيس شركة «كيوتسيركت» ومديرة الإبداع بها، إن السترة تسمح للصم بالشعور بالموسيقى عن طريق الإحساس.
وتصمم الشركة ملابس على الموضة مزودة بتكنولوجيا يمكن ارتداؤها.
وأضافت: «القميص مصنوع بالكامل من القماش، ولا توجد داخله أي أسلاك؛ أي أننا نستخدم أقمشة ذكية وحسب، ويوجد بداخله مزيج من الإلكترونيات الدقيقة وأقمشة رقيقة ومرنة وموصلة جيداً»، حسب وكالة «رويترز».
ومضت قائلة: «كل هذه المحركات الإلكترونية الصغيرة متصلة بهذه الأقمشة الموصلة؛ لذا تكون السترة ناعمة ومرنة».
ولن تكون «قمصان الصوت» رخيصة الثمن؛ إذ من المتوقع أن تُباع بأكثر من ثلاثة آلاف جنيه إسترليني «3673 دولاراً»، لكن هيرودا ترى أنه مبلغ يستحق أن يدفعه الصم الذين يحبون الموسيقى مثلها ومثل أختها.