يحب الأطفال حكاية قبل النوم فهي تعني لهم السكينة والطمأنينة عدا عن المعرفة التي يكتسبونها من الحكاية، فما بالك إذا تم ربطها بالعودة إلى المدارس؟
تعلمي معنا لتروي له سلسلة من القصص المدرسية كل مساء
رامي صبي عمره 11 سنة، تلميذ في المدرسة الابتدائية، يظل وحيداً في المدرسة، ويذهب في الصيف مع أمه إلى المدينة الساحلية.
أمه تخاف عليه، ولذلك فهو لا يقف في الشرفة، ولا ينزل إلى الشارع، ولا يلعب في البحر، ولا يجري في الحديقة.
أمه تحكي له الحكايات، وهو يستمع لها باهتمام وشغف وانبهار، فهو يخاف على الفارس من مكر العجوز الشريرة، ويبكي عندما يهاجمه الساحر بالسيف، ويكتم أنفاسه عندما يحاول الهرب، ويفرح بانتصاره على عصابة الأشرار.
يرى رامي في البدر وجهاً باسماً، ويرى في أحلامه مهرجاً في السيرك، وعندما يصحو ينادي عليه ويبحث عنه.
ذات يوم جلس رامي مع أمه تحت المظلة أمام البحر، كانت الشمس تغطس في الماء ساعة الغروب، قالت أمه في هذه الساعة تخرج من البحر نداهة: وجهها جميل وشعرها طويل وصوتها ساحر... تظل تنادي على الأولاد حتى يذهبوا إليها، تخطفهم وتنزل مرة أخرى في البحر.
تمنى رامي أن يرى النداهة الجميلة، وأن يذهب معها إلى مدينتها في أعماق البحر.
وذات يوم آخر تسلل من بيته وذهب إلى البحر ساعة الغروب، هناك رأى النداهة وسمعها كانت تنادي رامي... رامي ي ي ي ي ي
جرى رامي إليها، وظل يندفع في الماء حتى غمرته الأمواج وغطت وجهه ورأسه وجعلته يترنح، انتشله الغواص وخرج به إلى الشاطئ، أرقده على الرمل وراح يضغط على صدره، وينفخ الهواء في فمه.
فتح رامي عينيه وراح يتلفت باحثاً عن النداهة، قال له الغواص: كنت على وشك الغرق، قال رامي: ولكن لماذا؟
قال الغواص: لأنك لم تتعلم السباحة؟ قال رامي: لو أني أسبح الآن لرأيت النداهة، قال الغواص: لم أر في حياتي أي نداهة على الشاطئ في أي وقت.
تعجب رامي من كلامه ثم ضحك وظل يضحك بينما كان يمشي عائداً إلى بيته، وكلما توقفت ضحكاته قال لنفسه رامي ي ي ي ي ي ي فيعود إلى الضحك من جديد.