جحود الأبناء لآبائهم من الأمور المحرمة سواء دينياً وإنسانياً، لكن هناك بعض القصص المأساوية التي يعشيها الآباء بسبب قسوة أبنائهم وغلظتهم، ومن تلك الماسي قصة يعيشها أبوان مسنان في محافظة كفر الشيخ بعد أن قضيا أغلب سنوات عمرهما في تربية وخدمة أبنائهم، وتمكنا من إتمام زواج 4 منهم، وتبقى ابن واحد، وفي نهاية مشوار كفاحهما كان جزاؤهما الطرد من منزلهما بعدما بلغا من العمر أرذله، فأراد اثنان من أبنائهما الاستيلاء على مدخراتهما، ليبدأ الزوجان رحلة معاناة في الانتقال من مكان لآخر، حتى استقرا بمنزل زوج ابنتهما.
روى الأب المسن جمال أبوالعينين، 65 عاماً تفاصيل قصته قائلاً: «أعمل مزارعاً، لا أعرف سوى هذه الحرفة، وشقيت حتى تمكنت من توفير حياة كريمة لأولأدي الـ5. كافحت أنا وزوجتي حتى استطعنا تزويج 4 منهم، ولدين وبنتين، وحينما أردنا بناء منزل والمساهمة في زواج الابن الأخير، وقف لنا أبنائي الذكور ومنعوني، رغم أني توليت تجهيزهما بشكل كامل، وقاما بطردنا من منزلنا واستوليا على ممتلكاتنا، من أموال وماشية وأسمدة.
وشرح الأب تفاصيل مأساته قائلاً: «لم أتخيل بعد فناء عمري في رعايتهم أنا وزوجتي أن يكون مصيرنا الطرد، كنا نعمل باليومية في بداية حياتنا، وربيناهم وعلمناهم وزوّجناهم، وصرنا من الأجداد وطُردنا أمام أحفادنا، وعندما تدخلت بناتنا اعتديا عليهن بالضرب، وأقمنا لدى أقاربنا، ثم لجأنا إلى منزل إحدى بناتنا، وفشلت محاولات الصلح التي تبناها عدد من أبناء القرية، فلجأنا للشرطة لتحرير محضر في مركز شرطة الرياض، وناشدنا مدير الأمن ومحافظ كفر الشيخ إعادتنا لمنزلنا».
وأشار الأب إلى أنه اعتبر ولديه بمثابة «زرعة»، ولكنها للأسف باتت فاسدة، بعد موقفهما القاسي: «هان عليهم شقانا وتعبنا سنين طويلة، وأناشد المسؤولين التدخل وإعادتي لمنزلي، وأخذ تعهد على أولادي بعدم التعرض لي ولزوجتي من قبل ابني الجاحدين».