تراجعت أهمية مكاتب البريد عالمياً وعربياً بعد اعتماد الناس على البريد الإلكتروني عبر الإنترنت، كما تراجعت بتقديم خدمة إيداع الأموال، بهيمنة البنوك وتقديمها خدمات مالية أسرع وأكثر تطوراً منها، واعتبرها البعض عبئاً مالياً، وفي طريقها للاندثار، ورغم إغلاق الكثير من مكاتب البريد حول العالم أبوابها؛ فهناك مكتب بريد -هو الأقدم في العالم- ما زال يقاوم ويحمي وجوده حتى الرمق الأخير رغم مرور أكثر من 300 عام على افتتاحه في أسكتلندا.
أقدم مكتب بريد في العالم، حسب موسوعة غينيس للأرقام القياسية، قد يغلق أبوابه بعد مرور أكثر من 300 عام من افتتاحه في دامفريز وغالاوي باسكتلندا، إذا لم يتمكن من إيجاد مشترٍ جديد للعقار يحافظ على خدماته، حسبما أفادت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، و«البيان».
مكتب البريد الذي افتُتح في سانكوهار عام 1712 قد يُغلق تحت رغبة أصحابه في التقاعد، ويفقد، في سياق ذلك، موقعه في موسوعة غينيس العالمية، لصالح فرع آخر في السويد تم افتتاحه في عام 1720.
كان المكان قد تحول إلى نقطة جذب سياحي لجامعي الطوابع، فضلاً عن تأمينه «شريان حياة» للمسنين في المجتمع الذين يعتمدون عليه في خدماتهم المصرفية.
في عام 2015، وصل المكتب إلى حافة الإغلاق، فاشتراه الدكتور منزور علم «77 عاماً» وزوجته نزرا «67 عاماً». يأمل الثنائي الآن في إيجاد مشترٍ جديد؛ لإبقائه مفتوحاً عندما يتقاعدان في نهاية مايو 2020.
وقالت نزرا علم لـ«ديلي ميل»: «أكره التفكير بأنه سيغلق أبوابه ويتحول إلى سوبرماركت أو شيء من هذا القبيل»، مضيفة: «لقد قمنا بالدعوة إلى اجتماع عام لمناقشة المسألة، وسوف نسعى بكل ما أوتينا من قوة؛ لنضمن وجود مشترٍ لمكتب البريد».
بدوره، قال المتحدث باسم مكاتب البريد: «نحن فخورون بإرث مكتب بريد سانكوهار، وملتزمون بالحفاظ عليه في المستقبل، وسوف نعمل مع المجتمع المحلي في محاولة إيجاد مشترٍ يحافظ على الفرع ويضمن بقاءه جزءاً من البريد».