حققت المرأة السعودية في السنوات الأخيرة تقدماً ملحوظاً في العديد من المجالات، ونجحت فيها على المستوى المحلي والعالمي، ولم يقتصر ذلك التفوق على فئة الرائدات فقط، بل وظهرت الموهوبات والمبدعات من كافة المراحل العمرية، ومن المعروف أنّ المرأة السعودية استطاعت أنّ تتربع على عرش الرياضة في الآونة الأخيرة، وظهر ذلك في الكم الهائل من المبادرات المحلية والمشاركات الدولية والإنجازات التي حظيت بها.
مؤخراً ظهر أحد الفرق النسائية لركوب الدراجات والذي يُعرف باسم «Brave Cyclist» وتمكن من كسر تحدي 100 كلم في ساعات قليلة، لذا التقت «سيدتي» بالشريك المؤسس لهذا الفريق «سمر رهبيني» لتُخبرنا عن ذلك الفريق، فقالت:
بداية الفريق شخصين!
«بدايةً لم أكن المؤسس الوحيد لهذا الفريق، بل بمشاركة «هاني الصيرفي»، الذي كان لدى شقيقته الرغبة بالانضمام أيضاً، ومن ثمّ بدأنا الترويج للفكرة بين الصديقات وفتيات الجامعة، أصبحنا حينها 20 فتاة وخلال 6 شهور، تمكنّا من جذب عدد كبير، فاليوم عدد الفريق يتجاوز 1500 شخصاً».
لماذا الدراجات دون غيرها؟
بلا شك أنّ لركوب الدراجات أهمية وفوائد صحية، ومن المعروف أنّ التمارين الرياضية أياً كان نوعها، تساعد على تفريغ الطاقات السلبية لدى الشخص والناجمة عن المشاكل والضغوط اليومية، فتمنح الشخص الشعور بالإيجابية، إضافةً لعدم وجود فرق نسائية في الساحة الحالية، لذا أنشأنا هذا الفريق ونطمح أنّ نصبح نادياً احترافياً، يُساهم في تشكيل مستقبل هذه الرياضة».
الجانب القانوني والتحديات
وعن الجانب القانوني والتحديات، تقول: «أما فيما يتعلق بركوب الدراجات قانونياً، فقيادة المرأة للدراجة حق مكفول في المملكة العربية السعودية، وفي بعض الأحيان، نجد الكثير من التسهيلات والتعاون من قِبل رجال الأمن، ولم نواجه أي صعوبة أو تحديات تتعلق بالمجتمع، بل على العكس من ذلك كنّا نجد نظرات الفخر والاعتزاز من قِبل المارة، كما نسمع الكثير من كلمات الثناء والإطراء من قِبل النساء خاصة.
وأضافت: «التحدي الذي يُقابلنا حالياً هو الشوارع، حيث لا توجد مسارات للدراجات، فنضطر إلى تحديد المسار بأساليب صعبة، بالإضافة إلى عدم وجود رعاية من قِبل جهات خاصة، حيث نتكفل بجهودنا الشخصية، قيمة الدراجات لكل عضو جديد والحصص التدريبية للفريق».
في كل بيت دراجة!
عن طموحات الفريق، تقول: «إنجازاتنا لم تكنّ مقتصرة على خوض تحدي الـ 100 كلم فقط، بل قمنّا سابقاً بممارسة ركوب الدراجة في مدن أخرى من المملكة مثل الطائف، مكة وغيرها، وطموحاتنا الآن أنّ نصل إلى أكبر عدد من النساء في كافة مناطق المملكة، وبلا شك هو أمر محقق بإذن الله خاصةً مع وجود شبكات التواصل الاجتماعية، والخطة القادمة هي جولة حول المملكة العربية السعودية، ومن ثمّ أن نصل إلى الانتشار العالمي كفتيات سعوديات استطعنّ القيام بذلك بدءاً من الوطن».
واستطردت: «أبرز أهداف الفريق أنّ نؤسس نادياً احترافياً يُشارك في العديد من المسابقات الدولية ويُمثل وطنه، كذلك من رؤية الفريق أن يكون في كل بيت «دراجة»، وأنّ يتم استخدامها كأداة مواصلات بمجرد توفر المسارات، فهي تُخفف من الازدحام المروري وتُقلل من التلوث البيئي، إضافةً إلى أنّها مفيدة للبدن فتقلّ نسبة السمنة، والفريق موجه بالدرجة الأولى للنساء، لأنّهن المحرك الرئيسي للعائلة وهنّ من سيتمكنّ من نشر هذه الثقافة والتوعية بها في محيطهنّ بشكل كبير، وتجدر الإشارة إلى أنّ الفريق قد شارك سابقاً في موسم جدة 2019، في تمارين للعائلات، وهو أحد الأهداف أيضاً، أنّ نقوم بنشر تمارين للعائلات يخرج فيها كل من الأب والأم والأبناء على الدراجات».
التنوع والجمال في المدينة
وأخيراً ذكرت «رهبيني» أنّ أبرز الفعاليات التي يقوم بها الفريق هي الحصص التدريبية للمبتدئات بشكل أسبوعي، وأشادت أنّ الكثيرات يتقنّ ركوب الدراجة والسير بها لمسافات طويلة في فترة قصيرة، بالإضافة إلى تقديم تمارين للمسافات الطويلة، ففي الأسبوع الواحد هناك تمارين خاصة لقطع مسافة 20 كلم، وآخر 30 كلم، وثالث لـ 60 كلم، وتمرين صباحي في حي البلد والمنطقة التاريخية، كما نوهّت بأنّهم يزاولون التمارين في أماكن متفرقة كحي البلد، الواجهة البحرية، أبحر وخليج سلمان، وأخبرت أنّ الفكرة من تعدد أماكن التمارين بجانب الإتقان، هي إدخال المتعة البصرية للأشخاص الذي يسكنون خارج عروس البحر الأحمر «جدة»، من خلال الصور ومقاطع الفيديو التي تُنشر عبر شبكات التواصل الاجتماعية، فرؤيتهم لأشخاص يؤدون التمارين في أماكن مختلفة، يُظهر وينشر فكرة التنوع والجمال في المدينة.