يشهد العالم إطلاق جمعيات متخصصة في أمراضٍ معينة هدفها الوقاية من الأمراض الذكورية، لا سيما سرطان البروستات، وتقديم سبل العلاج منها، بخاصة بعد ازدياد الأمراض نتيجة تطور الحياة العصرية.
يكثر في السعودية هذا النوع من الجمعيات، منها الجمعية السعودية لصحة الرجل، والمبادرة الرائدة التي أُطلقت بهدف وضع استراتيجية وطنية هدفها تعزيز وحماية صحة الرجل.
"سيدتي. نت" التقى الدكتور صالح بن عبد الرحمن بن صالح، رئيس الجمعية وأستاذ الجراحة واستشاري جراحة المسالك البولية وأمراض الذكورة والعقم، في كلية الطب والمستشفيات الجامعية، للحديث عن الجمعية، وكشف أهدافها، ودورها التوعوي والتثقيفي.
-بدايةً، حدِّثنا عن مبادرة تأسيس الجمعية السعودية لصحة الرجل وأهدافها؟
-تأسست الجمعية في 25 صفر 1439هـ، تحت مظلة جامعة الملك سعود، وهي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، والهدف منها رفع الوعي الصحي عند الرجال، وتقديم المشورة لهم، وإجراء الدراسات اللازمة لرفع مستوى الأداء في ما يخص صحة الرجال في المؤسسات والهيئات المختلفة.
وتضم الجمعية فريقَ عملٍ متكاملًا من الاستشاريين، والاختصاصيين من ذوي المؤهلات والخبرات.
-خصَّص العالم شهر نوفمبر لصحة الرجل بإطلاق حملات توعوية وتثقيفية، أيّ الأمراض تستهدف هذه الحملات؟
-يشهد شهر نوفمبر من كل عام، إطلاق حملات صحية هدفها التوعية حول أخطر الأمراض والمشكلات التي تصيب الرجال، منها حملة بعنوان "نوفمبر"، وشعارها "الشارب"، إذ يمتنع الرجل خلالها عن حلق شاربه للفت الانتباه إلى ضرورة اتّباع الطرق الصحيحة للوقاية من سرطان البروستات، وإجراء الفحوص الدورية اللازمة.
وانسجامًا مع هذه التوجهات العلمية والصحية، شاركت الجمعية السعودية لصحة الرجل هذا العام في فعاليات شهر التوعية بصحة الرجل محليًّا وعالميًّا، من خلال إطلاق حملتها التوعوية الأولى لصحة الرجل.
-لماذا شهر نوفمبر على وجه التحديد؟
-تمَّ اختيار نوفمبر شهرًا لصحة الرجال، كونه يأتي مباشرةً بعد أكتوبر الذي يُخصَّص سنويًّا لإطلاق حملات توعوية خاصة بسرطان الثدي عند النساء.
-كيف أسهمت الجمعية في حملة "نوفمبر" هذا العام، وما الفعاليات التي أطلقتها؟
-نظَّمت الجمعية الحملة التوعوية الأولى لصحة الرجل، وقدمت خلالها عددًا من الخدمات المجتمعية، وحرصت على نشر الثقافة التوعوية بأمراض الرجال، كما نظَّمت معرضًا مصاحبًا للحملة، في البهو الرئيس لجامعة الملك سعود خلال الفترة من 4-7 نوفمبر 2019م، اشتمل على أجنحة وأركان عدة، منها ركن أمراض السُّمنة، وركن مرض السكري، وركن أمراض البروستات، وركن أمراض الذكورة. كما نظَّمت لقاءً علميًّا ومحاضرات طبية للأطباء المتخصصين في نادي الرياض لصحة الرجل، بفندق الشيراتون. وعالميًّا تشارك في المنتدى الصحي الثاني لصحة الرجل في مدينة برشلونة الإسبانية.
-ما مدى خطورة أمراض الذكورة على الرجال؟
-بدايةً، أود أن أشير إلى وجود حالات مرضية تصيب الجنسين، لكنَّ نسبة تعرّض الرجال إلى هذه الحالات، أعلى من النساء، مثل أمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، والسكري. في المقابل هناك حالات مرضية حصرية بالرجال، مثل نقص هرمون الذكورة "التستوستيرون"، وتضخّم أو سرطان البروستات، وحبس البول، وأمراض الخصية والضعف الجنسي. هذه الأمراض تشكِّل خطرًا ملموسًا على حياة الرجل، خصوصًا وأنها لا تُكتشف إلا في وقت متأخر، بسبب الحرج والخجل منها، وتفادي إجراء الفحوص الطبية، لذا تهدف الجمعية إلى إطلاق حملات توعوية، هدفها حثّ الرجال على الالتزام بإجراء فحوص دورية حفاظًا على حياتهم.
-سرطان البروستات، الورم الأكثر شيوعًا عند الرجال، هل يمكن اعتبار هذا المرض "القاتل الصامت" للرجال؟
-نعم، يعدُّ سرطان البروستات الورم الأكثر شيوعًا عند الرجال، والأكثر تسبُّبًا للوفاة لديهم، بعد أورام الرئة والقولون، إذ يصيب واحدًا من كل خمسة رجال، وتبلغ نسبة الوفاة بسببه 3%، ويصيب نحو 30% من الرجال من دون أيّ أعراض سريرية، بعد تجاوزهم سن الـ 50 عامًا، وينتشر هذا المرض في كل أنحاء العالم لكن بنسب مختلفة. وفي السعودية مثلًا تظهر ما بين 500 إلى 800 حالة جديدة سنويًّا، معظمها متقدمة وغير قابلة للشفاء.
وبفضل التقدم الذي حققته البحوث العلمية العلاجية الحديثة لتضخّم البروستات في السنوات الأخيرة، أصبح العلاج الدوائي ممكنًا لهذا المرض، ما أدى إلى تراجع العلاج الجراحي لتضخم البروستات والضعف الجنسي في السنوات الأخيرة.