نالت خبيرة النفط العالمية السعودية عبير العليان براءة اختراع جديدة من المكتب الأمريكي، بالشراكة مع معهد ماساتشوستس للتقنية MIT، عن تطويرها مادة ذكية سائلة، تتحول إلى مادة صلبة في أقل من ثانية عند تعرضها إلى ضغط قوي، مثل الانفجار، أو التحريك الشديد.
وتتعلق براءة الاختراع بتطوير مادة ذكية سائلة تتحول إلى مادة صلبة في أقل من ثانية عند تعرضها لضغط قوي مثل الانفجار، أو التحريك الشديد.
من جهتها، تحدثت المخترعة السعودية عبير العليان في تغريدة على حسابها في "تويتر" عن الاختراع قائلةً: "تطبيقات هذه المادة المتقدمة عديدة، فعدا عن النفط والغاز، من الممكن أن تدخل في صناعة واقي الرصاص body armor بوصفه خط إنتاج في الصناعات الدفاعية".
وأضافت "الجميل في هذه المادة، أنها تعتمد في تصنيعها على مادة السليكا بوصفها مادة أولية، وهي المكوِّن الرئيس للرمل الذي يتوفر بكثرة في السعودية".
وتابعت العليان "مما لا شك فيه، أن تطوير المواد المتقدمة اعتماداً على الموارد البسيطة، سيخدم القطاع الصناعي من أجل التنمية المستدامة في السعودية".
وبدأت العليان عام 2013 العمل على مادة البوليمر لتحل تحدياً كبيراً، يواجه شركة أرامكو السعودية، وتقلل من فقدان سائل الحفر أثناء حفر آبار النفط والغاز، إذ تتحول هذه المادة من الحالة السائلة إلى الصلبة وقت وصولها إلى التصدعات الكبيرة التي تعد أحد التحديات التي تواجهها "أرامكو" أثناء الحفر لتسبُّبها في خسارة السائل الذي يساعد على استمرار الحفر، ودونه قد يتوقف الحفر، بالتالي التعرض إلى خسارة كبيرة في الوقت والمال، وفي أسوأ الظروف خسارة البئر نفسها.
وما يميز هذا الاختراع، أن المواد الخام لهذه المادة الكيميائية متاحة محلياً في السعودية، ويمكن أن تحل محل عديد من المواد التي كانت تستورد، والأهم من ذلك أنها صُنعت بنسبة 100% في البلاد.
واستطاعت العليان تطبيق هذا الاختراع، وتجربة هذه المواد بنفسها على أرض الواقع في حقول شركة أرامكو، ونجحت نجاحاً كبيراً، وتم تسجيل وتعريف هذا المنتج بوصفه أحد منتجات "أرامكو السعودية" المعتمدة.
وعبير العليان عالمة وباحثة في مركز البحوث المتقدمة لشركة أرامكو السعودية، ولديها خبرة وتجربة أكاديمية وصناعية لأكثر من 20 عاماً، وعملت أستاذاً مساعداً في قسم الكيمياء بجامعة الدمام قبل انضمامها إلى شركة أرامكو السعودية عام 2011.
حصدت جائزة "امرأة العام للنفط والغاز والبتروكيميائيات في الشرق الأوسط" لعام 2018/2019، إضافة إلى جوائز أخرى محلية، إقليمية وعالمية.
وتم اختيارها ضمن أهم 100 شخصية من النخبة في الطاقة العالمية من قِبل مجلة Petroleum Economist البريطانية.
وعُيِّنت لقيادة مبادرة تتعلق بتطوير منتجات كيميائية جديدة لشركة أرامكو السعودية باستخدام الموارد المحلية في السعودية، وتوجيه وإدارة عدد من المبادرات البحثية المتعلقة بتطوير المواد المطبقة على صناعة النفط، وهي أيضاً أستاذ زائر في قسم علوم المواد والهندسة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT، حيث قامت بتدريس منهج يتعلق بتمكين العلوم في صناعة النفط والغاز.
وتشغر عبير العليان حالياً رئاسة المشاريع في أرامكو السعودية بالظهران، ومراكز أرامكو السعودية للبحوث العالمية في الولايات المتحدة، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وهي حاصلة على شهادة تنفيذية عن الابتكار والاستراتيجية من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، كلية الإدارة، حول كيفية توسيع التحديات من البحث والتطوير للتصنيع والهندسة وإدارة المشاريع واستراتيجية المنتج والمشاريع الجديدة، إضافة إلى شهادات أخرى في إدارة المنتجات والتعاون التكنولوجي.
كما أسَّست شبكة المرأة العربية للعلوم والتكنولوجيا في البحرين عام 2005، وأول مؤتمر متخصص في مجال الطاقة المهنية للمرأة في العالم عام 2012 في الكويت. وهي عضو في جمعية الابتكار السعودية، ورئيس العديد من المؤتمرات وورش العمل.
وتسهم الدكتورة عبير بشكل مستمر في تطوير النساء في مجال الصناعة، وغالباً ما تتبرع من وقتها الخاص لدعم الجيل الشاب في مجال الابتكار وريادة الأعمال داخل أرامكو وخارجها من خلال المسابقات المختلفة بوصفها مرشدةً ومحكِّمة.
فيديو سابق تتحدث فيه