ثمة أسماء تكون هي الحدث، فلا تستكين في ظلال دار مهما بلغت عراقتها، وهكذا هو حال مارك جاكوبس Marc Jacobs الذي اشتهر في سنوات عمله لدى لويس فويتونLouis Vuitton، فكاد يكون هو الحدث نفسه. وبمناسبة ميلاده نستعرض جولة على أهم تصاميمه، وأهم العروض التي أطلقها لماركته الخاصة.
منذ انطلاقته في العام 1984 عُرف المصمم المبدع مارك جاكوبس بالتصاميم التي تزدان بدوائر كبيرة على أزيائه، فراجت كنزاته التي صممها في معهد بارسونز؛ لتصميم الأزياء المزدانة بها في الدخول إلى كبرى متاجر مانهاتن في الولايات المتحدة الأمريكية. وأنشأ المصمم ماركة باسمه، ولكنه تولى العديد من المهام الإبداعية لدى الكثير من الدور ومنها بيري أليس Perry Eliis، ولويس فويتون وغيرهما.
كان مارك جاكوبس مؤمناً بأن النجاح لن يأتي سهلاً، ويتمتع بميزات جعلته يحتل مساحة كبيرة من الأضواء، فهو لم يكتفِ بكونه مصمماً لدى دار، بل بات المصمم النجم وصديق النجوم الذين كانوا يلبون دعوته، ويدعمون عروضه، ومنها كريستي تورلنغتون، ووشالوم هارلو، وجيجي حديد وشقيقتها بيلا وغيرهن.

"قليل من الأناقة، قليل من الرتابة، قليل من الرقي".. عبارات لطالما رددها المصمم مارك جاكوبس، ونجحت في تقريبه من النجمات أمثال صوفيا كوبولا وينونا رايدر وكيت موس، فلقد أنفق زهاء ثلاثين عاماً على تنفيذ تصاميم بألوان مرحة تعتمد تقنية الكولور بلوك بألوان متنافرة ولكنها جميلة، واتسعت تصاميمه؛ لتشمل الأكسسوارات والعطور، فاستوحى عطره الشهير Daisy من شخصية البطلة في فيلم the Great Gatsby الشهير ومن حقبة العشرينيات.

لقد طبعت سنواته لدى لويس فويتون والتعاونات التي كان يصممها مع الفنانين أمثال ستيفن سبراوز وتاداشي مراكامي أعماله ضمن ماركته الخاصة، فطغت عليها الألوان الصاخبة النارية والأحذية اللامعة وقبعات "فيدورا" الأنثوية والأوشحة المتموجة بألوانها والعقود الطويلة المتعددة الأطواق. لقد تلاعب المصمم بألوان باردة ودافئة معاً كالبرتقالي والكاكي والزهري والرمادي المطفي.

اشتهر المصمم بتصاميمه المنحوتة كعمل فني مبدع، وببراعة تنفيذه الأكسسوارات كالجوارب الشبكية والكابات المنفوخة والفساتين المزدانة بفيونكات منفوخة، والتي تجسد تحفاً فنية، الأمر الذي جعل دار لويس فويتون تختاره مديراً إبداعياً لمجموعاتها، فطوَّر المصمم الدار من دون المسّ بهويتها، ولكنه أدخل دم الشباب إليها، وترك مع رحيله الدار واحدة من أكبر الدور الفرنسية وأكثرها مبيعاً في العام 2013. ويعتبر المصمم مطلق "أسلوب الغرونج" في الأزياء والذي طبع حقبة التسعينيات، فرأينا الكنزات الواسعة والأوشحة الطويلة بكثرة.

"يجب على الموضة أن تكون مرحة وساخرة لتترك بصمة"، بهذه العبارات نختتم هذه الإضاءة على أبرز التصاميم التي طبعت مسيرته الفنية منذ إطلاقة ماركة خاصة باسمه، فالموضة الآمنة مملة كما كان يردّد، ويفترض بكل مجموعة لديه أن تحتوي على شعلة الإبداع؛ لتستمر وتبقى محفورة في الذاكرة".
مارك جاكوبس يستعيد مارلين مونرو

ومن أبرز التصاميم التي نفذها ولفتت انتباهنا ما أطلقه في العام 2024 من أزياء مستوحاة من مارلين مونرو، فتخيل لو أنها تعيش في زمننا، وابتكر لها ملابس، وكان أجملها الفستان الأبيض الشهير الذي يستعيد الفستان الذي تطاير لدى وقوفها فوق فتحة هوائية في ستينيات القرن الماضي. وما يميز المصمم أنه لم يكتفِ بتصميم الملابس بل ابتكر أجمل الأكسسوارات، واحتلت حقيبته The Tote Bag قائمة الحقيبة الأكثر مبيعاً، والتي تشبه ما ابتكره لدار لويس فويتون إثر تعاونه مع الفنان ستيفن سبراوز. وفي هذه المرة استقدم العارضة صديقته آدريانا ليما Adriana Lima وجعلها تصور جلسة إعلانية للحقيبة الجديدة بلمسات سبراوز.
مما لا شك فيه أن صداقته الوطيدة بالعارضات العالميات سهلت له العبور بماركته الخاصة؛ لتنافس أرقى الدور، ومن الإطلالات المطبوعة في ذاكرة الموضة ما صممه مارك جاكوبس لبيلا حديد، وهو تصميم كلاسيكي عبارة عن فستان سهرة أسود منفذ من الباييت، ويتسم بحمالات رفيعة وقصة ضيقة طويلة، أرفقها بقفازات من الساتان في وقت لم تكن فيه القفازات من الموضة. وتوج الإطلالة بتسريحة من الأربعينيات، فما يميز هذا المصمم هو خياله الذي لا ينضب في التعامل مع التصاميم القديمة وتطويرها؛ لتواكب العصر الذي ننتمي إليه.

ورغم شيوع تصاميمه للأزياء، ولكن الخط الذي يلاقي شهرة واسعة لديه هي الحقائب التي تحملها مغنيات الروك وموسيقى الراب أمثال دوجا كات وكاردي بي وغيرهما كالليدي غاغا التي قامت خلال حضورها حفل الاستماع الخاص بألبوم Harlequin، بارتداء فستان بتصميم القميص مستوحى من حقبة السبعينيات، بتقليمات عامودية عريضة تجمع بين الأزرق والبيج، وأكمام قصيرة ومنفوخة، ونسَّقت معه جوارب طويلة مزينة بنقشات هندسية، وحذاء بلاتفورم بأربطة الساق من توقيع مارك جاكوبس Marc Jacobs.
اليوم، بات اسم مارك جاكوبس يُذكر إلى جانب كل من شانيل وديور، ومعروف أن حقائبه من الجلد الطبيعي أو من الترتر أو الجاكارد. وهو يعتبر من أوائل المصممين الذين برعوا في تنفيذ حقائب الباغيت أو التي تجسد شكل القمر أو الدلو، ومن الرسوم التي كان مولعاً بتنفيذها الدوائر الكبيرة والنجوم والملصقات المرحة التي تشبه الإيموجي. ويعتبر المصمم بارعاً في تنفيذ فساتين بتقنية الكولور بلوك؛ إذ يستعين بألوان قوية قد تبدو للوهلة الأولى متنافرة، ولكنه ينجح بطريقة ما في تقريبها من أسلوب حياتنا؛ لنتقبلها ولنجد أنفسنا نرتدي منها من دون أن ندري، وهي فلسفة ذكية في فهم سيكولوجية الألوان.

تابعي المزيد عن إيرينا شايك وجه العلامة الجديد للمصمم مارك جاكوبس Marc Jacobs