انطلقت الدورة الجديدة لهذا العام من جوائز نوبل، التي تقدمها الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم في ستوكهولم، لتسفر عن فوز مجموعة من العلماء عن أبحاثهم وابتكاراتهم القيّمة في مختلف المجالات العلمية.
الطب
جاءت جائزة نوبل للطب أولى الجوائز التي يُعلن عنها كل عام، وفاز بها للعام الحالي الأميركيان وليام كايلين وجريج سيمنزا والبريطاني بيتر رادلكيف عن أبحاثهما الناجحة في اكتشاف كيفية تحسس الخلايا وتكيفها مع كمية الأكسجين المتوفرة، ما يتيح ابتكار علاجات جديدة لمكافحة أمراض السرطان وفقر الدم، ويمهد الطريق لإستراتيجيات واعدة للتصدي لأمراض أخرى.
وحلل مجلس نوبل في معهد كارولينسكا، أن «أهمية الأكسجين الجوهرية معروفة منذ قرون، إلا أن عملية تكيف الخلايا مع تقلبات مستوى الأكسجين بقيت لغزاً لفترة طويلة. وكافأت جائزة نوبل للعام الحالي أعمالاً كشفت آليات جزيئية مسؤولة عن تكيف الخلايا مع مستوى الأكسجين المتقلب في الجسم».
الفيزياء
وفي مجال الفيزياء؛ فاز ثلاثة فيزيائيين بجائزة نوبل لهذا العام؛ تقديراً لأبحاثهم واكتشافاتهم الرائدة في مجال تحسين فهمنا لتطور الكون ومكان الأرض في الفضاء؛ وهم الكندي الأمريكي جيمس بيبلز والسويسري ميشيل مايور والسويسري ديدييه كيلو.
وأعلن جوران هانسون، الأمين العام للأكاديمية الملكية السويدية للعلوم في ستوكهولم، يوم الثلاثاء، عن حصول جيمس بيبلز على نصف الجائزة وقيمتها 9 ملايين كرون سويدي (نحو 905 آلاف دولار) عن اكتشافاته النظرية عن تطور الكون.
وتشارك الثنائي السويسري من علماء الفلك، النصف المتبقَّى من الجائزة؛ لاكتشافهما أول كوكب خارج المجموعة الشمسية على بعد 50 سنة ضوئية في كوكبة الفرس الأعظم يدور حول نجمة شبيهة بالشمس؛ إذ تسهم هذه الاكتشافات للعوالم خارج نظامنا الشمسي بتعزيز فهمنا للكون ومجرة درب التبانة ومكاننا داخلها.
الكيمياء
أما في مجال الكيمياء؛ ففاز بالجائزة، الأميركي جون بي جوديناف، والبريطاني ستانلي ويتينجهام، والياباني أكيرا يوشينو؛ لتطويرهم بطاريات الليثيوم أيون القابلة للشحن، وبذلك أصبح جوديناف البالغ 97 عاماً عميد الفائزين بجوائز نوبل.
وبعد أزمات النفط في سبعينيات القرن الماضي، باشر ستانلي ويتينجهام بحثه عن مصادر طاقة غير أحفورية. فطور قطباً سالباً في بطارية ليثيوم بالاستناد إلى تيتانيوم الديسولفيد.
وتوقع جون جوديناف إمكانية زيادة خصائص الأقطاب السالبة هذه في حال أنتجت استناداً إلى الأكسيد المعدني وليس الديسولفيد. وفي العام 1980 أثبت أن الجمع بين أكسيد الكوبالت وأيونات الليثيوم يؤدي إلى إنتاج 4 فولطات فأنتج أكيرا يوشينو بعد ذلك أول بطارية تجارية العام 1985.
وتستخدم بطاريات الليثيوم في تقنيات الحياة اليومية وتمتاز بوزنها الخفيف وتخزينها كميات كبيرة من الطاقة الشمسية والريحية؛ وذكرت الأكاديمية، في بيان صحافي، أن «بطاريات الليثيوم- أيون أحدثت ثورة في حياتنا وتستخدم في كل شيء من الهواتف النقالة إلى أجهزة الحاسوب المحمولة والمركبات الكهربائية».
وأضافت أن «الحاصلين على جائزة الكيمياء لهذا العام وضعوا الأساس لمجتمع لاسلكي خال من الوقود الأحفوري».
في الأدب
على غير العادة جاء الفائزون بعيدين كل البعد عن الأسماء المدعمة إعلامياً؛ حيث فاز بها النمساوي (بيتر هاندكه) لهذا العام، والبولندية (أولغا توكارتشوك) لعام 2018 التي كانت قد حجبت في العام الماضي.
جائزة نوبل للسلام
جائزة نوبل للسلام لعام 2019 منحت لرئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد علي؛ «لجهوده في تحقيق السلام والتعاون الدولي، وخاصة لمبادرته الحاسمة لحل النزاع الحدودي مع دولة الجوار إريتريا من قبل، وحددت لجنة نوبل النرويجية الفائز الجديد آبي أحمد، من بين المرشحين بقوة الناشطة في مجال البيئة ومكافحة تغير المناخ السويدية غريتا تونبرج، والبيئي البرازيلي راؤني ميتوكتيري، ومنظمة «مراسلون بلا حدود»، التي تدعو إلى حرية المعلومات وحرية الصحافة ليكون خليفة طبيب التوليد الكونغولي دينيس موكويغي والعراقية الأيزيدية نادية مراد، اللذين حصلا على الجائزة مناصفة السنة الماضية لأجل مكافحة أعمال العنف الجنسية.
عن الجائزة
جائزة نوبل هي مجموعة من ست جوائز دولية سنوية تمنحها عدة فئات من قبل المؤسسات السويدية والنرويجية؛ تقديراً للأكاديميين والمثقفين أو للتقدم العلمي. والأب الروحي لجائزة نوبل هو الصناعي السويدي ومخترع الديناميت «ألفريد نوبل»، الذي صادق على الجائزة السنوية في وصيته الموثقة في النادي السويدي النرويجي، في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 1895.
وبدأت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم بمنح الجوائز في الفيزياء والكيمياء والأدب والسلام والطب أو علم وظائف الأعضاء، للمرة الأولى في العام 1901.
وفي العام 1968، أسس البنك المركزي السويدي جائزة في العلوم الاقتصادية، في ذكرى ألفريد نوبل، وباتت تُعرَف باسم جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية.
ويجري تسليم الجوائز للفائزين سنوياً في 10 ديسمبر/كانون الأول يوم ذكرى وفاة رجل الصناعة السويدي ألفريد نوبل. وتبلغ قيمة كل جائزة من جوائز هذا العام 9 ملايين كرونة سويدية (905 آلاف دولار).
أكثر 10 دول فائزة بجائزة نوبل
وتتصدر الولايات المتحدة القائمة بحصول علمائها على 100 جائزة، تليها المملكة المتحدة بـ30 جائزة، فألمانيا 17، فرنسا 11، السويد 8، أستراليا 7، سويسرا 7، النمسا 7، ثم الدنمارك 5، وإيطالياً 5 جوائز أيضاً.
يُذكر أن العالِم الكيميائي المصري الراحل، أحمد زويل، هو العربي الوحيد الحاصل على جائزة نوبل في مجال العلوم، عن عمله الريادي الذي لم يشترك به مع أحد في مجال كيمياء الفيمتو.
أبرز الأحداث التي شهدها العالم في 2019
أغنى 10 أشخاص في العالم لعام 2019
أحداث أثرت على منصات التواصل الاجتماعي خلال عام 2019
أشهر التحديات التي انتشرت في عام 2019