على أرض إسبانيا التي عشقها، وعن عمر يناهز 70 عاماً أهدى خلالها القارئ العربي أجمل ما كتب باللاتينية، رحل المترجم الفلسطيني السوري الكبير صالح علماني، تاركاً خلفه حصيلة 100 ترجمة لأهم الكتب الإسبانية، التي كان لها مكانة مرموقة في الأعمال المترجمة للعربية.
صالح علماني المترجم المبدع
ولد صالح علماني في مدينة حمص السورية عام 1949، من أسرة فلسطينية ودرس الأدب الإسباني، وعمل مترجماً في سفارة كوبا في دمشق، ثم تفرغ تماماً للترجمة عن الإسبانية.
يعد علماني من أشهر المترجمين العرب، وأشدهم غزارة وإبداعاً، أثبت من خلال أعماله دوره كمترجم ينقل الأدب بإبداع كاتب، جاعلاً من الترجمة ضرباً من ضروب الإبداع.
أبرز ما قدمه الراحل صالح علماني
ترجم علماني عشرات الأعمال الأدبية لأهم الكتاب باللغة الإسبانية، وعبره تعرف كثير من القراء العرب على غابرييل غارسيا ماركيز، وماريو بارغاس يوسا، وإيرزابيل الليندي، وجوزيه ساراماغو، وميغيل إنخل استورياس، ومن أبرز أعماله المترجمة لأعمال الأديب الكبير غابرييل غارسيا ماركيز، الحائز على جائزة نوبل للآداب، "الحب في زمن الكوليرا" و"قصة موت معلن" و"ليس لدى الكولونيل من يكاتبه" و"100 عام من العزلة" و"عشت لأروي" و"ذاكرة غانياتي الحزينات" و"ساعة الشؤم" و"الجنرال في متاهة".
كما ترجم للراوئي ماريو بارغاس يوسا "حفلة التيس" و"دفاتر دون ريغوبرتو" و"رسائل إلى روائي شاب"، فيما ترجم للروائية إيزابيل إليندي "إنيس حبيبة روحي" و"ابنة الحظ" و"صورة عتيقة" و"حصيلة الأيام" و"باولا".
وأشرف على ورشات عمل تطبيقية في الترجمة الأدبية في معهد ثربانتس في دمشق.
وفي الحديث عن التكريمات والجوائز التي حصدها، منحه الرئيس الفلسطيني محمود عباس وسام الثقافة والعلوم والفنون في عام 2014.
وحصل على جائزة "خيراردو دي كريمونا" الدولية للترجمة عام 2015. كما نال جائزة الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولية للترجمة عام 2016.
وكان لترجمات صالح علماني من الأدب الاسباني والأميركي اللاتيني فضل كبير في تعريف الكتاب والقراء العرب الى تيار "الواقعية السحرية" الذي وسم الحركة الروائية في أميركا اللاتينية، وكان لترجماته هذه أثر في تطور الرواية العربية وفتح آفاقها على ابعاد سردية وتقنيات وجماليات غير مألوفة.