رغم تأكيد باحثين بريطانيين على أن القصيرة أكثر أنوثة وجذباً للرجال، ولديها القدرة على إقامة علاقة زواج ناجحة، وأكثر ميلاً للإنجاب، وأنها لا تنافس الرجل في الطول، وتبدو بعمر أصغر من الحقيقي، وأنها في حالة نشاط دائم، لكن هذا لم يمنع من أن يشار إليها بالبنان، فكيف هو حال القصيرات العربيات؟ اللاتي قدر الخبراء أن عددهن يتجاوز الـ75% في بلدان الخليج؟
في السعودية.. نسبتهنَّ تجاوزت الـ75%
قصيرات القامة يطلن ما تعجز عنه الطّويلة في السعوديَّة
رغم أنَّ أكثر من 75% من السعوديَّات قصيرات القامة، حسب رأي المختصين، إلا أنَّهن ذوات حظ أوفر من الطَّويلات، سواءً في الجمال أو العمل أو الذَّكاء، لكنَّ بعضهنَّ واجه سخريةً من حولهن، وتعامل معهنَّ على اعتبار أنهنَّ صغيرات السِّن، فهل قصر المرأة السعودية يعد وراثياً، أم يتعلق باختلال في وظائف بعض الغدد، ما دفع منظمي مؤتمرات الدراسات الطبية إلى وضع قصر الطول مع مرض السكر والغدد على طاولة البحث والدراسة.
«أنا أكبر واحدة بين أخواتي، وأقصرهنَّ»، بهذه الجملة بدأت اختصاصيَّة أشعَّة رنين مغناطيسيّ في مستشفى الملك فيصل التخصصي، سارة باسلم، كلامها عن قصر قامتها، التي لا تتجاوز الـ155 سنتمتراً، لكنها تعتبر نفسها مميَّزة، فقد أوفدتها إدراة المستشفى إلى أميركا لإكمال الدِّراسة، حتَّى أنها ضمنت عملها قبل انتهاء دراستها، وعن السخرية التي من الممكن أن تتعرَّض لها سارة، تقول ضاحكة: «حتَّى الآن يعتبرني البعض طالبة أو صغيرة السِّن، ولا يأخذونني بجديَّة منذ البداية، لكني اعتدت على الأمر، فالإنسان يقنع الآخرين بشخصيَّته، وليس بطول قامته».
في الإمارات.. انتقاء دقيق لملابسهن يظهرهن فاتنات
في دبي الموضة والشباب، ما يهم النساء جميعاً هو أن يحافظن على نضارتهن، وتجارتهن، فكيف إذا كنّ قصيرات؟ فإن ما يلفت النظر نشاطهن الدائم، بأناقتهن اللافتة؛ فهن يخفين عيب قصر القامة، ويبتعدن عن كل ما يظهر حجمها الحقيقي.
لم يكن سهلاً أن تتقبل الشخصية العربية سؤالاً عن قصر قامتها، ولكننا عندما سألنا سيدة الأعمال، نهى سعد، صاحبة شركة بسمات، ضحكت، وقالت: «تقصدين زمكّة وفعلها كبير»! تتابع: «يعني ليس معقولاً أن ألبس بنطلون سروال، سأظهر مثل كيس (اللبنة)، فعادة ألجأ للبنطلونات على مقاس الجسد تماماً، حتى الفساتين الواسعة؛ أعرف أنها ليست مناسبة لي، وليس كل ما يدرج في الموسم ألبسه».
تتفهم نهى قصر قامتها والمناسبات التي تحضرها، فهي مثلاً لا تنتعل حذاءً بكعب عال في العمل؛ لأنه برأيها يلفت النظر، تستدرك: «ألجأ إليه عندما يكون عندي مقابلة في شركة أو دعوة، ولا يكون عالياً جداً؛ حتى أتمكن من الحركة في المطعم مثلاً».
لم تتعرض نهى لأي موقف يسخر من قصر قامتها، وتعتبر كل ما يقال مجرد مزاح.
كيف تبدين طويلة؟
نصائح تقدمها مستشارة الأزياء، لطيفة الزرعوني، صاحبة دار العنود لتصميم الأزياء للنساء قصيرات القامة:
- اتبعي قاعدة الثلثين والثلث عند تنسيق الملابس، أي ارتدي قطعة فوقية طويلة نسبياً وواسعة مع سروال ضيق أو قطعة فوقية قصيرة وضيقة مع سروال واسع.
- ابتعدي عن الملابس الفضفاضة جداً، أو الطويلة؛ لأنها تظهرك قصيرة جداً.
- ابتعدي عن الأحزمة العريضة عند الخصر، وارتدي سراويل الجينز الضيقة، أو التي تعرف باسم «سكيني».
- قصري سروال الجينز لدى الخيّاط؛ لأن الطويل جداً؛ يظهرك أقصر.
- تجنبي الملابس ذات الكشكشة والفضفاضة؛ لأنها تعطيك طلة فتاة صغيرة.
- لا تنتعلي الأحذية المسطحة بشكل عام؛ كونها تبرز قصر القامة؛ بل متوسطة الطول والعريضة نسبياً.
- اختاري إكسسواراتك بذكاء، وحافظي على وزنك المثالي.
في مصر.. قصة قصيرة وطاقتها الإيجابية
لا تعتبر الإعلامية نادية السباعي، قصر قامتها نقطة ضعف؛ لكنها ميزة استغلتها من خلال صوتها الذي داعب آذان كل من حرك موجة صوت العرب بالراديو، قدمت نادية أوراقها للوظيفة عن طريق إعلان في الجرائد، أبلغها إياه؛ ابن عمها، كان ذلك في اليوم الأخير من التقديم، وعندما حضرت المقابلة؛ فوجئت بوجود 350 متقدماً للالتحاق بالإذاعة المصرية، وأنه سيتم تصفيتهم إلى 5 فقط، عند المقابلة؛ لفت انتباهها أن كل متقدم لا يمكث أمام اللجنة الممتحنة سوى خمس دقائق، تتابع: «عندما دخلت الامتحان؛ فوجئت بهيئة مكونة من 12 ممتحناً من كبار الإعلاميين، استغرق اللقاء أكثر من 45 دقيقة، وبعد ذلك طلبوا مني الدخول إليهم بالأستديو الزجاجي، وبعدها علمت بقبولي بالإذاعة.
في لندن.. 3 قصيرات ناجحات
سلمى حايك.. ما العبرة في أن أكون طويلة؟
فالنجمة سلمى حايك، «مكسيكية من أصل لبناني»، لا تخفي حايك «48 عاماً» معاناتها الكبيرة من قصر قامتها في مرحلة الطفولة والشباب المبكر، حيث تقول: طولي هو 155 سنتمتراً، وهذا طول مربك كثيراً في بلد مثل المكسيك، حيث يظن بعضهم أن القصير مشوه، كنت أقول لأمي: «الكل يضايقني ويشاكسني ويعيرني بطولي».
سلمى، استجمعت ثقتها بنفسها وخرجت عن سلبيتها ذات يوم، وقالت بحزم: «من قال إن الطويل أفضل من القصير؟ ومن وضع هذه المعايير؟ ولماذا لا تكون الأمور عكسية، ونكون نحن الأفضل؟».
الأم تريزا.. جسد صغير، وعطاءات كبيرة
من منا لا يعرف الأم تريزا؟ أو «Mother Teresa»، التي صارت مثلاً يستشهد به للإشارة إلى جدية أي عمل خيري، ولكن ربما لا يعرف كثيرون أن هذه السيدة «1910–1997» التي حصلت على جائزة نوبل للسلام في عام 1997، كانت تعاني في طفولتها من مشاكسة الصغار، وتتألم من صفة «ضئيلة» التي كانوا يطلقونها عليها، ولكن هذه الضئيلة قد حققت ما لم تحققه أطول نساء العالم، أبحرت إلى الهند كي تشتغل بالتعليم، ثم حصلت على رخصة من حكومة «كلكتا» المحلية؛ للعمل مع الفقراء الهنود، ثم اتجهت إلى دراسة التمريض، واختارت مكاناً قرب أحد المعابد، وبدأت عملها الجدي لتأسيس جمعية Order of the Missionaries of Charity، وكان ذلك في عام 1948، والتي انضم إليها بعد ذلك عدد كبير من المتطوعين من أنحاء العالم.
إديث بياف .. العصفور الصغير
قامة عملاقة بإبداعها، وقصيرة بطولها، اسمها «إديث بياف» أو «أم كلثوم فرنسا»، كما يحلو للمهاجرين العرب في فرنسا أن يطلقوا عليها، والحديث عن هذه المطربة الكبيرة «1915 - 1963»، يعني الغوص في عوالم مؤلمة؛ فقد ولدت في باريس في عام 1915 لأم من أصول إيطالية، تعمل مغنية، وأب يعمل بهلواناً في الشوارع. إلى أن تبنى موهبتها أحد أصحاب المسارح الباريسية، وأطلق عليها اسم «بياف»، التي تعني باللهجة العامية الباريسية «عصفور الدوري»، في إشارة إلى قصر قامتها.
قصيرات لهن إنجازات
- جلوريا إستيفان، نجمة غناء أميركية ذات أصول كوبية، طولها 156 سنتيمتراً، عندما شاهدها الجمهور للمرة قالوا: كم هي صغيرة!
- إيفا لونجوريا، نجمة أميركية ذات أصول مكسيكية طولها 154 سنتيمتراً، فبجانب الشهرة الطاغية التي حققتها من مسلسل «ربات منزل يائسات»؛ فقد تزوجت لاعب كرة السلة توني باركر، الذي يبلغ طوله 192 سنتيمتراً.
- شاكيرا، نجمة غناء كولومبية، طولها 156 سنتيمتراً، تشترط وضع شاشات ضخمة على جانبي المسرح؛ لكي يراها الجمهور من مسافات بعيدة.
- ماري لو ريتون، لاعبة جمباز أميركية، طولها 153 سنتيمتراً، حاصلة على ميداليات ذهبية في الأوليمبياد.
- شارلوت برونتي، روائية وشاعرة إنجليزية، طولها 154 سنتيمتراً، كتبت روايتها الشهيرة جين إير، تحت اسم مستعار لرجل، كيور بيل.
- دوروثي باركر، شاعرة أميركية، طولها 165 سنتيمتراً، كاتبة قصة قصيرة، وناقدة ساخرة، اشتهرت بالطرافة، ورشحت مرتين لجوائز الأوسكار.