أعلنت وزارة الصحة في بيان رسمي لها عن إعفاء عدد من المتورطين في قضية الطفلة رهام التي نُقل لها دم ملوث بفيروس الإيدز بمستشفى جازان العام، وجاء هذا الإعفاء على خلفية النتائج التي توصلت لها لجنة التحقيق، والتي تشكلت لمتابعة القضية ومعرفة الأسباب التي أدت للوقوع بهذا الخطأ الفادح.
وقالت الوزارة في بيانها أنها تعيش ألم الخطأ الجسيم الذي أصاب أحد بنات الوطن من منطقة جازان، كما أنها تقدِّم عميق اعتذارها للطفلة العزيزة ووالديها وأسرتها والمجتمع السعودي الكريم، وتؤكد الوزارة التزامها بمحاسبة كل مقصر ومتهاون، وحفظ الحقوق العامة والخاصة للطفلة وأسرتها.
وأضافت الوزارة أنها قامت بتشكيل فريق تحقيق عاجل يتكون من المختصين على أثر هذا الخطأ الجسيم، كما كلَّفت لجنة النظر في مخالفات أحكام نظام مزاولة المهن الصحية ولائحته التنفيذية بدراسة القضية، وبناء على توصيات هذه اللجان فقد أصدرت الوزارة قراراً بإغلاق التبرع ببنك الدم بمستشفى جازان العام على أن يقوم بنك الدم بمستشفى الملك فهد بجازان بتأمين احتياج مستشفى جازان العام من وحدات الدم ومشتقاته لحين تصحيح الوضع وتقييمه من لجنة مختصة .
كما أوصت اللجنة بما يلي:
1.إعادة هيكلة إدارة المختبرات وبنوك الدم بصحة جازان.
2. تكليف الإدارة العامة للمختبرات وبنوك الدم بتشكيل إدارة جديدة بالمنطقة بالتنسيق مع الشؤون الصحية بالمنطقة.
3. سحب ترخيص مزاولة المهنة وفصل فني المختبر المتسبب في نقل الدم من وظيفته، وإعفاء المشرف الفني على بنك الدم بمستشفى جازان العام وتغريمه الحد الأقصى المقرر نظاماً كعقوبة لمثل هذه المخالفة وهي 10 آلاف ريال.
4.إعفاء منسق برنامج الإيدز بالمنطقة من منصبه، وتغريمه الحد الأقصى المقرر نظاماً كعقوبة لمثل هذه المخالفة، وهي 10 آلاف ريال .
5. إعفاء مدير المختبرات وبنوك الدم بالمنطقة من منصبه، وإحالة القضية إلى الهيئة الصحية الشرعية بمنطقة جازان للحق الخاص .
6. إحالة موضوع المتبرع المصاب للجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة بحقه .
وقالت الوزارة أنها بإعلانها هذا تؤكد التزامها بمنهج الشفافية وتطبيق الأنظمة واللوائح لكل ما يحقق أمن وسلامة المريض، ولن تتهاون في سبيل ذلك .
كما تؤكد الوزارة على أن ما حصل كان نتيجة تهاون فردي بعدم الالتزام بتطبيق المعايير المعتمدة في بنوك الدم، ولقد قامت الوزارة فور اكتشاف هذا الخطأ الجسيم بعلاج الطفلة وفق أفضل المعايير المتاحة طبياً، وإعطائها العلاجات المضادة للفيروسات بإشراف فريق طبي متخصص في جازان، وحرصاً على سلامة الطفلة قامت الوزارة بنقلها إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض؛ حيث أكد المختصون توافقهم مع ما قدم لها فور اكتشاف الحالة، كما قامت الوزارة بتكليف الفريق الطبي المعالج بالتواصل واستشارة المراكز المتخصصة لمزيد من الاطمئنان، وستحظى الطفلة بالعناية الطبية في المكان المناسب لحالتها بحسب رؤية الكوادر المختصة.
وطمأن الفريق الطبي المختص أن هناك فرصة لعدم انتقال العدوى للطفلة نظراً لإعطائها مضادات الفيروس الحديثة فور اكتشاف الحالة مما يقلل فرص العدوى بإذن الله تعالى.
كما أوضحت الوزارة في بيانها أنها تطمئن الجميع أن كافة بنوك الدم ملزمة بتطبيق أحدث معايير الجودة والسلامة، وأنها تقوم بمحاسبة كل متهاون أو مقصر، وجددت الوزارة تأكيدها على مدراء الشؤون الصحية بالمناطق والمحافظات ومدراء المستشفيات والمختبرات وذوي العلاقة بمتابعة ذلك بكل حزم وصرامة.
والجدير بالذكر أن المتبرع بالدم الملوث كان قد تبرع منذ ثمانية أشهر بدمه في مختبرات مستشفى الملك فهد المركزي بجازان، وأخذ منه كيسان من الدم حينها وتم التخلص منها بعد اكتشاف إصابته بفيروس الإيدز عن طريق الطب الوقائي، ولم يتم التواصل معه بعد ذلك، ولم يهتم أحد بأمره، وفي الأسبوع الماضي تبرع بدمه الملوث الذي تم نقله للطفلة رهام ودون التأكد من سلامته.