أفاقت مدينة إيسلستاين في ولاية أوتريخت وسط هولندا، على جريمة غير متوقعة ثاني أيام العام الجديد، حيث أقدمت أم مغربية مهاجرة لا تتجاوز 43 عاماً، على طعن ابنتها مريم ذات الستة عشر ربيعاً بسكين حاد فأردتها قتيلة، قبل أن يصل إليها الإسعاف، بعدما أخبر أحد الجيران الشرطة بالحادث الأليم.
ويبدو أن خلافات بين الأم وابنتها تعقدت لتصل إلى حد أن تفقد الأم أعصابها وترتكب جريمة شنعاء في حق ابنتها المراهقة، وقالت وسائل الإعلام الهولندية إن الخلافات بين الابنة ووالدتها كانت بسبب علاقة الأولى بشاب هولندي في مثل سنها، والتحرر الذي أبدته الضحية في علاقتها بهذا الشاب، الأمر الذي أزكى إشاعات كثيرة في الوسط الهولندي بأن تكون الجريمة جريمة شرف، علماً أنها المرة الأولى التي تكون فيها الأم هي الجانية لأن مثل هذه الجرائم يكون المنتقم عادة الأب أو الأخ، ثم إن العائلات المغربية تبقى أكثر تسامحاً وانفتاحاً على المجتمع الهولندي، وإن غالبية جرائم الشرف تحدث في أوساط المهاجرين الأفغان والإيرانيين والعراقيين والأتراك حسب بعض المحللين الهولنديين، والذين حذروا في الوقت نفسه من استباق الأحداث فقد يكون الأمر مجرد تصعيد في النقاش أفضى إلى جريمة غير متوقعة.
ووصفت كثير من وسائل الإعلام المرئية منها والمكتوبة أن الضحية تعيش في وسط مغربي محافظ، ومازالت التحقيقات جارية لمعرفة سر هذه الجريمة الأسرية المأساوية، والتي كان فيها والد الضحية خارج البيت، والشرطة هي من أخبرته بما حدث.
وبسبب هذه الجريمة التي اهتز لها سكان المدينة وكل الضواحي، قررت بلدية المدينة إلغاء احتفال سنوي يقام في قاعة البلدية مع بداية كل عام جديد. واستبعدت بعض صديقات الضحية أيضاً أن تكون الجريمة انتقام للشرف، واعتبرن صديقتهن فتاة مقبلة على الحياة وخلافاتها مع والدتها كانت عادية بسبب نمط حياتها المنفتح على المجتمع الهولندي، حيث كان لها صديق مقرب يدعى ستيفان يكبرها بسنة واحدة، وقد كان أول المصدومين بخبر مقتلها على يد والدتها، فكتب على صفحته على الفيسبوك: "ارقدي عزيزتي مريم بسلام، سأذكرك دائماً مع الحب".