رغم حرص الشاب- أو الشابة- الشديد على إخفاء تدخينه للسجائر، إلا أن معرفة الوالدين لهذه الحقيقة تسبب لهما قلقاً شديداً..خاصة إن كانت الأسرة سوية ومتزنة في أسلوب تربيتها واتجاهاتها؛ مجرد تدخين الابن لأول سيجارة قد يجره إلى مرحلة الإدمان عليها، إضافة إلى أثارها السلبية على العينين ولون الوجه والأسنان والشفتين ورائحة الفم..الخ

عن العلاقة بين تدخين المراهق والأسرة..أفردت الباحثة الاجتماعية، علياء عبد المجيد، بالمركز القومي للبحوث دراسة قصيرة ضمت ثلاثة أجزاء تحكي عن: مظاهر هذه العادة، أسبابها، والطرق الممكنة لعلاجها.

المظاهر
تبدأ منذ اللحظة الأولى لتدخين أول سيجارة في سن صغيرة..حتى وصل الأمر إلى مرحلة الإدمان:

- ظهور سحابة سوداء تحت العينين واصفرار في الوجه والأسنان، وتغير في لون الشفتين، ورائحة غير مستحبة بالفم، إلى جانب البقع بين الأصابع.

- الانتقال التدريجي من التدخين إلى تعاطي المنبهات أو المهدئات..وصولا إلى المخدرات.

وماذا عن الأسباب؟
-انقطاع الصلة بين الوالدين وأولادهما؛ للانشغال أو الإهمال وعدم الشعور بالمسؤولية.

- الضغوط النفسية الزائدة على الابن من قبل الأهل-افعل لا تفعل، ذاكر دروسك، تفوق، تميز، قلة المصروف اليومي-.

- أصدقاء السوء، القدوة السيئة في أب مدخن، أخ أكبر، أو معلم، أو بطل فيلم.

- محاولة تعويض نقص عنده، أو فشل دراسي أو اجتماعي.

- التدليل الزائد أو الرفاهية الزائدة.

- اعتقاد الابن- أو الابنة- الخاطئ في أهمية التدخين.مثل أنه يضفي رجولة، قوة، صحة ، قدرة.

- الفراغ الكبير أيضا من الأسباب.

وكيف يكون العلاج؟
حصرتها الباحثة، علياء عبد المجيد، في ثماني نقاط:

- شغل أوقات الفراغ بما ينفع من قراءة ومذاكرة والعاب ورحلات جماعية.

- دمج الابن في مجتمع صالح من الأصدقاء والأقارب، وإبعاده عن صديق السوء بالحكمة واللين.

- إقلاع الأب أو الأم عن التدخين، أو الاستتار بعيدا عن ناظر الأبناء داخل البيت.

- التوازن في المعاملة بين الرفق والحزم..أن تكون العلاقة تواد ورحمة وتعاون واهتمام.

- عدم الاستجابة لكل مطالب الابن وبخاصة المادية، ومحاولة التعرف على فيم ينفق المال؟

- معالجة ماقد يكون عند الابن من مشاكل نفسية؛ علاقة متوترة مع الأب، الخال أو العم، عيب شكلي يخجل منه، عدم الرضا بما هو عليه،وكله يتم بالحوار الطيب.

- طرح الحوارات الغير مباشرة مع الابن وتنبيهه إلى خطورة التدخين، وأثاره السلبية في المستقبل.

- محاولة تصحيح المفاهيم الخاطئة الثابتة بذهن الابن، وإقناعه بأن الإنسان لا تتحكم فيه سيجارة،التدخين ليس من الرجولة في شيء، ولا يمد بالقوة أو الصحة...والعكس هو الصحيح.