انطلقت صباح السبت النسخة الثالثة من "قمة المليار متابع" في دبي تحت شعار "المحتوى الهادف"، مقدمةً نموذجًا فريدًا لصناعة المحتوى الرقمي، حيث تستمر فعالياتها حتى يوم الاثنين 13 يناير 2025. القمة، التي تُنظم برعاية المكتب الإعلامي لحكومة الإمارات، تُقام في مواقع مميزة شملت أبراج الإمارات، مركز دبي المالي العالمي، ومتحف المستقبل، مما أضفى طابعًا خاصًا على الحدث.
الافتتاح الكبير: منصة للإبداع والتأثير
شهدت صالة "الاتحاد" في أبراج الإمارات حضورًا جماهيريًا كثيفًا، حيث افتتح الإعلامي الإماراتي أنس بوخش الفعاليات بجلسة حملت عنوان "التأثير عبر منصات التواصل الاجتماعي". تحدث بوخش عن الجوانب الإيجابية والسلبية للتأثير الرقمي، ليعقب ذلك حوار مع رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، الذي استعرض تجربته الشخصية مع الإعلام الرقمي وكيف أسهم في نجاح أعماله وتعزيز تأثيره الاجتماعي.
الشيخ محمد بن راشد:ستبقى الإمارات وجهة لكافة المواهب في هذا القطاع
شهد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ، جانبًا من فعاليات النسخة الثالثة من قمة المليار متابع. وأكد أن صناعة المحتوى تمثل صناعة للوعي والثقافة وداعمًا أساسيًا لمسيرة التنمية البشرية، مشيرًا إلى دورها المؤثر في بناء المجتمعات والارتقاء بمنظومة العمل.
وقال : "قمة المليار متابع هدفها المساهمة في تشكيل قطاع اقتصادي مستدام قائم على المحتوى. نفخر باستضافة 15 ألف صانع محتوى يتابعهم أكثر من 2.3 مليار متابع وستبقى الإمارات حاضنة ووجهة لكافة المواهب في هذا القطاع".
كما تفقد جناح كبرى منصات التواصل الاجتماعي المشاركة في القمة، مثل "يوتيوب" و"تيك توك" و"ميتا" و"سناب شات"، حيث اطلع على رؤاها المستقبلية لدعم صناع المحتوى. كذلك، اطلع على عمل لجنة تحكيم برنامج "الاستثمار مع صناع المحتوى"، الذي يهدف إلى دعم الأفكار الإبداعية والمشاريع الناشئة في مجال صناعة المحتوى.
رافقه خلال جولته الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي للإعلام، والشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي الرياضي، وعدد من المسؤولين.
الأرقام القياسية والتنظيم المحكم
تُعد النسخة الحالية من القمة الأكبر من نوعها عالميًا في مجال تشكيل اقتصاد صناعة المحتوى، حيث يشارك فيها أكثر من 15 ألف صانع محتوى و420 متحدثًا بارزًا من الخبراء والمؤثرين، وتتضمن أكثر من 300 جلسة تخصصية مباشرة. وكان أعلن المنظمون عن نفاد جميع التذاكر قبل بدء الفعاليات، مع توقعات بحضور أكثر من 30 ألف زائر خلال الأيام الثلاثة.
عرض مذهل: يان روز في عرض استثنائي
ضمن فعاليات اليوم الأول، قدم محترف السير على الحبال "يان روز" عرضًا استثنائيًا على ارتفاع 224 مترًا بين أبراج الإمارات. روز، الحائز على بطولة العالم ثلاث مرات، مشى على حبل بطول 100 متر، مسجلًا بذلك إنجازًا عالميًا جديدًا. العروض المثيرة مثل هذه تضيف عنصر التشويق للحدث، مما يتيح للحضور فرصة التمتع بتجارب رياضية وفنية مميزة.
تابعوا المزيد: ما هي الثقافة الرقمية.. قراءة تفصيلية للفوائد والمخاطر
رسالة القمة: تطوير الاقتصاد الإبداعي
تسعى قمة المليار متابع إلى تعزيز رسالة الإمارات الحضارية المؤثرة ودفع عجلة الاقتصاد الإبداعي. ألقى وزير شؤون مجلس الوزراء الإماراتي، محمد عبدالله القرقاوي، كلمة في المؤتمر الصحفي المصاحب، أكد فيها أن الإمارات تعمل على بناء منظومة متكاملة لدعم صناع المحتوى، متحدثًا عن إنشاء صندوق بقيمة 150 مليون درهم لدعم الاستثمار في هذا القطاع، بالإضافة إلى افتتاح مقر خاص بالمؤثرين لتقديم خدمات مميزة لهم.
مشاركة عالمية واسعة
من بين أبرز ملامح القمة:
- 340 جلسة متنوعة: تضمنت جلسات رئيسية، ورش عمل، وحوارات تفاعلية.
- 420 متحدثًا: شملت خبراء عالميين ومديرين تنفيذيين بارزين.
- شراكات دولية: اجتمعت كبرى منصات التواصل الاجتماعي مثل "يوتيوب"، "تيك توك"، "سناب شات"، و"ميتا" مع المؤثرين لمناقشة مستقبل صناعة المحتوى.
- جائزة المليون دولار: تم الإعلان عن تكريم الفائز بأكبر جائزة عالمية لصناع المحتوى الهادف، والتي جذبت أكثر من 16 ألف مشاركة من 190 دولة.
أبعاد استراتيجية: نحو اقتصاد رقمي شامل
أكد الأمين العام السابق لمجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج، جمال بن سيف الجروان، أن الإمارات تقود التحول الرقمي في المنطقة عبر سياسات استراتيجية تشمل الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، المدن الذكية، وتقنيات البلوك تشين. كما أشار إلى مبادرات دعم الشباب من خلال برامج تدريبية تعزز مهاراتهم الرقمية.
الختام: تأثير يمتد للعالم
يُعتبر اليوم الأول من قمة المليار متابع بداية قوية لحدث عالمي يُسلط الضوء على أهمية صناعة المحتوى الهادف. بفضل المشاركات الواسعة، العروض المميزة، والمبادرات الابتكارية، تُواصل الإمارات تعزيز ريادتها في الاقتصاد الإبداعي، مرسخة مكانتها كمركز عالمي لصناعة المحتوى.
ختامًا، القمة ليست مجرد حدث، بل هي منصة تُعيد تشكيل مستقبل الإعلام الرقمي، محتضنةً صناع المحتوى والمبتكرين في رحلة نحو بناء عالم أفضل.
يمكنك أيضًا الاطلاع على خبراء في الإعلام الرقمي يشيرون إلى خطر انتشار المعلومات المضللة على منصات التواصل الاجتماعي
