إذا كنت من محبي القهوة، فأنت تعلم أن شرب فنجان من القهوة يُعد أحد أكثر الطقوس المهمة والدقيقة التي لا بد أن تجتازها كل صباح، فبالإضافة للرائحة الغنية التي تملأ المكان، والدفء المريح الذي يتسلل للأركان، والانتعاش الفريد الذي يملأ النفس والوجدان، الذي يرسل لك رسائله الصباحية الفاعلة الباعثة للنشاط والحيوية والتركيز، القاهرة للكسل والدعة والنسيان، تلك الرسائل المحفزة الدافعة للمضي قدمًا في صباحات العمل المتخمة بالضغوط والصراع والتحديات المحيطة كفيضان، والتي تتوقف فقط برشفة طويلة زكية من ذات الفنجان.
1- الكافيين
2- الكينين (الذي يعطي الماء المقوي نكهته المرة)
3- بروبيل ثيوراسيل، وهو مركب مر اصطناعي.
ثم ربطوا هذه البيانات بمعلومات حول كمية القهوة التي يشربها الأشخاص، وقد كشفت الدراسة عن:
- يميل الأشخاص الذين لديهم جينات تشير إلى حساسية عالية تجاه الكينين وبروبيل ثيوراسيل إلى شرب كمية أقل من القهوة في المتوسط.
- الأشخاص الذين لديهم حساسية تجاه مرارة الكافيين يميلون إلى شرب المزيد من القهوة. (لم يكن ذلك متوقعًا)
بمعنى آخر، إنه تكييف كلاسيكي، فنحن نتعلم العلاقة بين محفزين: الطعم المر للكافيين وزيادة الطاقة التي نحصل عليها منه. وبعد تجارب قليلة مع الارتباط، تأكد العلماء أن المرارة تشير إلى الطاقة، فالكافيين هو المنشط النفسي الأكثر شعبية في العالم، لذا فمن المنطقي أن يُتقبل طعمه، حتى لو لم يكن لطيفًا، وهذا الطعم المميز هو ما يشير إلى وجوده.
وبالنهاية تُعد الدراسة حول مرارة طعم القهوة مثيرة للاهتمام، حيث يمكن أن تطغى جوانب أخرى أكثر لذة على مرارة القهوة إلى حد ما، مثل الرائحة، والنكهات المضافة والتي تشكل جزءًا كبيرًا من إدراكنا للنكهة، ويجعلها متقبلة بالبنسبة للكثيرين، على أنه بحسب دراسات أخرى فاهتمامنا أو عدم اهتمامنا بالقهوة قد يكون متوارثًا في الجينات. فإذا كان لديك ميل (مسبق) لشرب عدة فناجين من القهوة يوميًا، فربما لا يكون هذا أمرًا إراديًا بحتًا..!
يذكر أن (بحسب nationaltoday.com) ووفقًا للسجلات التاريخية، يعود أصل القهوة إلى إثيوبيا، ففي القرن السابع الميلادي، بدأ قطيع من الماعز يتصرف بغرابة، كما لو كان يرقص. اكتشف مالكهم، كالدي، أنهم كانوا يأكلون نوعًا من الفاصوليا الحمراء وخلص إلى أن هذا هو سبب سلوكهم. قرر كالدي مشاركة النتائج التي توصل إليها مع راهب كان يحتاج إلى شيء يمكن أن يساعده على البقاء مستيقظًا طوال الليل أثناء صلاته؛ لكن قصة أخرى تزعم أن الراهب رفض وألقى الفول في النار وكانت الرائحة الطيبة التي جاءت منه رائعة، لتشق القهوة طريقها عبر الشمال إلى اليمن في القرن الخامس عشر حيث وصلت الحبوب باسم "موكا". وبعد فترة وجيزة، أصبحت معروفة في مصر وبلاد فارس وتركيا باسم "النبيذ العربي"، وبدأت المقاهي تفتح أبوابها باسم "مدارس الحكماء".
وبعد ذلك، أصبحت الجزيرة العربية هي حارسة بوابة القهوة، وعقب الفتح العربي بدأت زراعة حبوب البن بعد ذلك على نطاق واسع في جنوب الهند. في عام 1560، شقت القهوة طريقها عبر أوروبا وسرعان ما أصبحت شائعة، لتنتشر المقاهي في جميع أنحاء أوروبا، اتبعت الحبوب موجة الاستعمار ووجدت نفسها في أمريكا،وأخيرا، وبعد فترة طويلة بين الإنسانية في عام 2014، أعلنت "المنظمة الدولية للقهوة" أن يوم 1 أكتوبر هو اليوم العالمي للقهوة، وهي مناسبة للاحتفال بالقهوة كمشروب الطاقة المنعش الذي لا يمكن الاستغناء عنه...!
• المذاق الفعلى للقهوة مُر..!
المدهش أنك على الرغم من جمال طقوس الجلوس مع فنجانك الطازج المنعش من القهوة، إذا ركزت على المذاق الفعلي لدقائق الحبيبات الساحرة ذات اللون البني الداكن الفاخر على لسانك، فلا مفر من حقيقة أنها مريرة تمامًا، والمرارة هنا ليست دائمًا هي الطعم الأكثر لذة. ومن ثمّ فقد بذل الكثيرون جهودًا فائقة للتغلب على تلك المرارة ولكن وفقا لدراسة جديدة من جامعة نورث وسترن northwestern.edu، فإن محبي القهوة ليسوا أقل حساسية للطعم المر، كما قد تتخيل؛ إنهم في الواقع أكثر حساسية تجاهها، مما يشير إلى ظاهرة نفسية مثيرة للاهتمام وراء حبنا للقهوة، وفي ظل الاحتفال باليوم العالمي للقهوة والذي يواكب 1 أكتوبر، سيدتي تطلعك على تفاصيل الدراسة حول المرارة بطعم القهوة وكيف هي مؤثرة لمحبي هذا المشروب السحري المثير.• كيف ترتبط حساسية الناس للمذاق المر للقهوة بمستوى شربهم لها
بحسب forbes.com، أراد الباحثون أن يروا كيف ترتبط حساسية الناس لمختلف الأذواق المرة بمستوى شربهم للقهوة. لذلك نظروا في بيانات من أكثر من 400 ألف شخص، من البنك الحيوي في المملكة المتحدة، والذي يحتوي على معلومات وراثية عن المشاركين فيه. ركز الفريق على ثلاثة مذاقات مرة مختلفة:1- الكافيين
2- الكينين (الذي يعطي الماء المقوي نكهته المرة)
3- بروبيل ثيوراسيل، وهو مركب مر اصطناعي.
ثم ربطوا هذه البيانات بمعلومات حول كمية القهوة التي يشربها الأشخاص، وقد كشفت الدراسة عن:
- يميل الأشخاص الذين لديهم جينات تشير إلى حساسية عالية تجاه الكينين وبروبيل ثيوراسيل إلى شرب كمية أقل من القهوة في المتوسط.
- الأشخاص الذين لديهم حساسية تجاه مرارة الكافيين يميلون إلى شرب المزيد من القهوة. (لم يكن ذلك متوقعًا)
• تُقبل مرارة القهوة لأسباب نفسية..!
وبحسب الباحثين "نفورنا الفطري من المرارة، وهي آلية دفاعية تمنع تناول الطعام السام"، ومن ثمّ يمكن إرجاع الأمر للناحية السيكولوجية حيث من الممكن أن يتقبل مستهلكو القهوة (أويسعوا لتقبله على أمل اكتشاف) طعم الكافيين نظرًا للتعزيز الإيجابي المكتسب (أي التحفيز) الذي يثيره الكافيين .بمعنى آخر، إنه تكييف كلاسيكي، فنحن نتعلم العلاقة بين محفزين: الطعم المر للكافيين وزيادة الطاقة التي نحصل عليها منه. وبعد تجارب قليلة مع الارتباط، تأكد العلماء أن المرارة تشير إلى الطاقة، فالكافيين هو المنشط النفسي الأكثر شعبية في العالم، لذا فمن المنطقي أن يُتقبل طعمه، حتى لو لم يكن لطيفًا، وهذا الطعم المميز هو ما يشير إلى وجوده.
وبالنهاية تُعد الدراسة حول مرارة طعم القهوة مثيرة للاهتمام، حيث يمكن أن تطغى جوانب أخرى أكثر لذة على مرارة القهوة إلى حد ما، مثل الرائحة، والنكهات المضافة والتي تشكل جزءًا كبيرًا من إدراكنا للنكهة، ويجعلها متقبلة بالبنسبة للكثيرين، على أنه بحسب دراسات أخرى فاهتمامنا أو عدم اهتمامنا بالقهوة قد يكون متوارثًا في الجينات. فإذا كان لديك ميل (مسبق) لشرب عدة فناجين من القهوة يوميًا، فربما لا يكون هذا أمرًا إراديًا بحتًا..!
• قصة القهوة... في اليوم العالمي للقهوة
يذكر أن (بحسب nationaltoday.com) ووفقًا للسجلات التاريخية، يعود أصل القهوة إلى إثيوبيا، ففي القرن السابع الميلادي، بدأ قطيع من الماعز يتصرف بغرابة، كما لو كان يرقص. اكتشف مالكهم، كالدي، أنهم كانوا يأكلون نوعًا من الفاصوليا الحمراء وخلص إلى أن هذا هو سبب سلوكهم. قرر كالدي مشاركة النتائج التي توصل إليها مع راهب كان يحتاج إلى شيء يمكن أن يساعده على البقاء مستيقظًا طوال الليل أثناء صلاته؛ لكن قصة أخرى تزعم أن الراهب رفض وألقى الفول في النار وكانت الرائحة الطيبة التي جاءت منه رائعة، لتشق القهوة طريقها عبر الشمال إلى اليمن في القرن الخامس عشر حيث وصلت الحبوب باسم "موكا". وبعد فترة وجيزة، أصبحت معروفة في مصر وبلاد فارس وتركيا باسم "النبيذ العربي"، وبدأت المقاهي تفتح أبوابها باسم "مدارس الحكماء".
وبعد ذلك، أصبحت الجزيرة العربية هي حارسة بوابة القهوة، وعقب الفتح العربي بدأت زراعة حبوب البن بعد ذلك على نطاق واسع في جنوب الهند. في عام 1560، شقت القهوة طريقها عبر أوروبا وسرعان ما أصبحت شائعة، لتنتشر المقاهي في جميع أنحاء أوروبا، اتبعت الحبوب موجة الاستعمار ووجدت نفسها في أمريكا،وأخيرا، وبعد فترة طويلة بين الإنسانية في عام 2014، أعلنت "المنظمة الدولية للقهوة" أن يوم 1 أكتوبر هو اليوم العالمي للقهوة، وهي مناسبة للاحتفال بالقهوة كمشروب الطاقة المنعش الذي لا يمكن الاستغناء عنه...!