من الصعب تخيل عالم لا توجد فيه القهوة. وأنت محق في هذا التفكير، فالجزء الأكبر منا ينظر للقهوة على أنها أسلوب حياة، وعلى الرغم من أن القهوة موجودة منذ آلاف السنين، ولم يُعرف عن بداياتها الأولى الكثير، إلا أنّ كل ما نعرفه هو ذلك الشعور المدهش اللذيذ الذي لايقاوم والذي يتولد لدى كل منا لحظة ارتشاف قطرات من فنجان قهوة مرة المذاق تسري في الأوردة لتعيد سريان دم تباطأ تدفقه، وتوقظ عقل ما زال هادئًا هائمًا لم يبرح أغطية أحلامه، ليكون خير بداية لأحد هذه الصباحات الباردة في عصر أنهكته التكنولوجيا بزخمها وصراعاتها وصرعاتها وأدواتها
• ملياري كوب قهوة يوميًا
حسب موقع bbc.com، تشير العديد من الدراسات لتصدر مشروب القهوة قائمة المشروبات العالمية في العصر الحديث، حيث يشرب أكثر من ملياري إنسان "كوب من القهوة" كل يوم ، وبالنسبة للكثيرين ، فالحياة العملية ستكون مستحيلة بدونها. نظرًا لأن البلدان التي تشرب الشاي تقليديًا مثل الصين يغريها سحر القهوة ، فقد يصبح قريبًا المشروب المفضل في العالم والذي يدفعنا للتساؤل ما الذي يدفع هذا العطش النهم للقهوة، وكيف استطاع هذا المشروب المر غزو العالم وجعله أكثر حلاوة؟ هل هي النكهات والمذاقات أوالإضافات والنفحات العطرية، وتأثيراتها النفسية وآثارها الاجتماعية؟ وكيف يمكن لمزارعيها التغلب على التحديات التي يخلقها تغير المناخ من صنع الإنسان؟
• قصة بدأت بين أحضان المرتفعات
وفقًا للموقع السابق، وجدت القهوة طريقها إلى عالمنا الحديث عبر العرب، على أن قصة القهوة بدأت بالمرتفعات الخصبة في إثيوبيا ، الموطن الطبيعي لنبتة القهوة العربية الرقيقة، ويُعتقد أن شعب الأورومو في هذه المنطقة هم أول من لاحظ التأثيرات المحفزة لهذه "الحبوب" ، ولا تزال القهوة عنصرًا مهمًا في مطبخهم التقليدي. بالضبط كيف ومتى انتشر خارج إثيوبيا لا يزال موضوعًا للعديد من الأساطير ، لكن السجلات التاريخية المتاحة تشير إلى أن الصوفيين في اليمن كانوا أول من يشربونها خارج إفريقيا في العصور الوسطى - حيث كانت مرتبطًة ارتباطًا وثيقًا بطقوسهم الصوفية.
• حرمان الزوجة من القهوة عذر قانوني للطلاق!
بعيدُا عن شرب القهوة بالساحات، ظهر أول مقهى معروف متخصص فى تقديم مشروب القهوة بتركيا بالعام 1440، وكان أول رجل مسجل لفتح وتشغيل مثل هذه المؤسسة هو كيفا هان في ما كان يعرف آنذاك بالقسطنطينية (اسطنبول)، وزاد الاهتمام كثيرا بالقهوة حيث تحتفي الثقافة التركية بالقهوة وتوليها اهتمامًا كبيرًا، حتى أن الزوج إذا لم يتمكن من إمداد زوجته بكمية كافية من القهوة، فيسمح لها قانونًا بتطليقه.
وقد انتشرت المقاهي في جميع أنحاء المناطق الحضرية في القسطنطينية، وفي كل تركيا.
• القهوة العربية تشق طريقها إلى أوروبا
في أوائل القرن السادس عشر ، غزا الجيش التركي فيينا. ولأن القهوة العربية كانت جزءًا أساسيًا من ثقافتهم، جلبها الأتراك معهم، فظهرت فى انجلترا وفرنسا ثم ظهرت فكرة تصفية القهوة وبيعها جنبًا إلى جنب مع المعجنات والكعك الحلو. الأوروبيون مسؤولون أيضًا عن إضافة طرق مختلفة للاستمتاع بالقهوة. كانت فكرتهم هي إضافة الكريمة والسكر لجعل المشروب أقل حمضية.
كانت المقاهي في فيينا منتشرة وبدأت في الظهور في مناطق أخرى أيضًا. كانت المقاهي هنا انعكاسًا لنفس التقاليد التركية المتمثلة في كونها مكانًا للتجمع الاجتماعي، ويُعتقد أن ظهور المقهى هو ما جعل القهوة تحظى بشعبية كبيرة ليس فقط في تركيا ولكن في بقية العالم.
تعرفي على أشهر المقاهي الثقافية حول العالم
• التوقف عن شرب القهوة أزمة وجودية..!
منذ تلك الفترة دأب المؤرخون على دراسة هذه القضية المتعلقة بكيفية مشاركة المواد الغذائية (مثل القهوة) في تشكيل حضاراتنا المعاصرة لفترة طويلة، حسب موقع .journals.uchicago.edu، التابع لجامعة شيكاغو والمختص بنشر الدراسات، تم دراسة التأثير المسيطر للقهوة بعد التوقف عن شربها، فقد لاحظ الخبراء التأثير "غير المرئي" ولكن "الشامل" للقهوة ، من "اضطراب نقص الانتباه" والذي دفع 90٪ من سكان العالم لاستهلاك القهوة بشكل منتظم، والذي كرس لاعتقاد بأن "التوقف عن شرب القهوة أزمة وجودية"، وهنا نقدم لك أفضل أنواع القهوة في العالم..
• قلي كيف تشرب قهوتك أقل لك من أنت!
حسب الموقع السابق journals.uchicago.edu، تم عمل استطلاع بين 1000 من شاربي القهوة وطرح عليهم أسئلة وكانت النتائج كالتالي..
- من يشرب القهوة السوداء:
أولئك الذين يشربون قهوتهم السوداء، مع عدم إضافة أي شيء لتحسين مذاقها ، يميلون إلى أن يكونوا أصوليين من المدرسة القديمة،. عادة ما يكونون مستقلين ومسؤولين ويمكن أن يكونوا رافضين أو يقاومون التغيير. إنهم متقلبون المزاج وعدوانيون ولكن يمكن أن يكونوا صبورين للغاية عندما يشعرون أنهم بحاجة إلى ذلك.
- من يشرب القهوة اللاتيه (وأولئك الذين يضيفون الحليب و / أو السكر):
يسعى شاربو اللاتيه إلى الراحة ويحبون إرضاء الناس ، وعادة ما يبذلون قصارى جهدهم لمساعدتهم. إنهم مثل الكتاب المفتوح، ولكنهم يميلون إلى الاعتناء بأنفسهم بشكل مبالغ فيه.
- من يشرب القهوة المجمدة أو المخلوطة:
أولئك الذين يشربون قهوتهم مجمدة أو ممزوجة بنكهات فهم عاشقون للموضة ويستمتعون بتجربة أشياء جديدة. وعادة ما يتخذون خيارات غير صحية ويمكن أن يكونوا طائشين وعفويين، وبعض الأحيان طفوليين في أفعالهم لكنهم أفراد مبدعون للغاية.
- من يشرب القهوة المصنوعة من فرابوتشينوس:
من يشربون فرابيه، وخاصة أولئك الذين يشربون فرابيه القائمة على القهوة ، هم مجموعة نشطة ومتفائلة وطموحة للغاية. إنهم يبذلون قصارى جهدهم لمشروع أو حدث حياة لكنهم يميلون إلى الإفراط في الالتزام ويصبحون منهكين.
- من يشرب القهوة المحددة:
أولئك الذين يطلبون مشروبات القهوة المحددة أو المعقدة التفاصيل ، يحبون أن يتحكموا في المواقف. يمكن اعتبارهم أنانيين يفضلون التركيز على القواعد المدروسة. إنهم يتخذون عمومًا خيارات صحية ويراقبون رفاهيتهم ، لكن يمكن أن يصبحوا قلقين بسهولة بسبب فرط حساسيتهم.
وأنت أخبرينا عن نوع قهوتك المفضلة وهل ينطبق عليك رأي الخبراء في تلك الدراسة أم تعتبرينها مجرد تكهنات وكل القهوة بأصنافها لذيذة وتداعب حواسنا وتعدل مزاجنا وتوحدنا بشكل ما؟
تابعي المزيد: الإيطاليون يستهلكون 30 مليون فنجان يومياً من “الإسبريسو”