الشعر الحر أحد أجناس الشعر الشهيرة والتي ثار فيها الشاعر العربي على أيقونية الشكل التقليدي للشعر القديم وتقليديته ببحوره وأوزانه وتفعيلاته، وقرر أن يخوض غمار المجهول فيجدد ويطور ليظهر الشعر الحر ويكون باكورة التجديد المطلق والتحرر المجرد من القيود الشعرية الأصولية، واليوم وفي ظل إطلاق السعودية على العام الحالي (2023) عام الشعر العربي، واحتفاءً بدوره الحضاري وقيمته المحورية في الثقافة العربية، سيدتي التقت بالشاعر ربيع زكريا عضو جماعة الزجالين وكتاب الاغاني وعضو اتحاد كتاب مصر في حديث حول الشعر الحر وكيف كانت بدايته
يقول زكريا لسيدتي: قبل نشأة شعر التفعيلة أو الشعر الحر وفي بداية القرن الماضي فقد بادر كثير من الشعراء المتجددون إثر النهضة العربية الحديثة ويذهب الفضل نحو التجديد إلى محمود سامي البارودي الذي بادر في تجديد الشعر التقليدي وقامت على فكرتة حركات أدبية واسعة وعلى رأسها حركة أبولو ومدرسة الديوان وغيرها، على أن الامر بواقعه أن المصادر تعددت حول الأسبقية بين نازك الملائكة وبدر شاكر السياب وأخرين، حيث استخدم الشعر الحر قبل الخمسينيّات، على أننا يمكننا القول أن بداية حركة الشعر الحر كانت عام 1947 في العراق وتحديداً ببغداد وبعدها أمتدت إلى أن ملأت الوطن العربي كله وكانت أول قصيدة ( الكوليرا ) (وهل كان حباً) لبدر شاكر السياب من ديوان (أزهار ذابلة) هي باكورة أعمال هذا الجنس الشعري المميز,
يقول زكريا: الشعر الحر هو شعر بلاعجز، خرج عن عباءة الشعر التقليدي كماً وكيفًا فقد تحرر من وحدة الشكل والقافية ومن ثم أسماه مختصون وباحثون اسم معبر عن خواصه وخصائصه فما بين الشعر المرسل، والشعر الجديد، وشعر التفعيلة، اختلفت الآراء على اختيار اسم معين حتى أطلق عليه بالنهاية وبإجماع الكل من نقاد وشعراء ومثقفين وداعمين وحتى المعارضين تم الإجماع على مسمّى الشعر الحر.
يؤكد ظكريا أنه في الشعر الحر لا يلتزم الشاعر بعدد ثابت من التفعيلات، وقد تختلف عدد التفعيلات فيه من شطر لأخر دون تقييد ولكن يشترط أن تكون التفعيلات متسقة مع جميع الأشطر، حيث يعتمد الشاعر على موسيقى التفعيلة في شعره، وعلى الموسيقى الداخلية المناسبة بين الألفاظ، لتحقيق الوزن الموسيقى المتزن للقصيدة والشاعر يستخدم هذا كطريقة للتعبير عن نفسيته، وأفكاره وآراؤه، وطموحه، وآماله، بحيث تكون أبياته موزونه أكثر من كونها أبيات منتظمة مصفوفة.
ويتميز الشعر الحر كذلك بعدة خصائص أيضاً كالقوة في اللفظ والصورة ووضوح البيان وجزالة الألفاظ وصدق المشاعر والوضوح والدقة والرقة كذلك سلامة علوم النحو والصرف وألأدب والبلاغة في التعبير ويأتي ذلك لشد انتباه القارئ أو المستمع والتأثير فيه.
يمكنك متابعة المزيد من خلال تعرفك على أنواع القافية في الشعر الحر
بعدما فرض الشعر الحر وجوده على الساحة توالت الدوواين والقصائد الشعرية وذهبت دعوة شعر التفعيلة إلى رحاب أوسع فظهر العديد من الشعراء المؤمنون به مثل صلاح عبد الصبور وأحمد عبد المعطى حجازى من مصر...ونزار قباني في سوريا وفدوى طوقان ومحمود درويش وسميح القاسم من فلسطين وأدونيس وخليل حاوي في لبنان ومحمد الفيتوري ومحيي الدين فارس من السودان...وكثير من الشعراء الحاليين لا يتسع المقام لذكرههم
لم يطوها الموت
كان لنا ماض وقد مرّا
ولّفه الصمت
سراب لا شيئين, لا معنى
لا لفظ لا ظلاّ
تدفعنا الآهات والأحزان
وما لنا مأوى
نبكي فلا تحنو علينا يد
بربتة من حنان
نحن هنا اللاأمس واللاغد
نحن هنا اللاكيان
إن يَغفر القلبَ جرحي من يداويه.
قلبي وعيناكِ والأيام بينهما
دربٌ طويلٌ تعبنا من مآسيه
إن يخفقِ القلب كيف العمر
نرجعه كل الذي مات فينا كيف نحييه
أَمْ جنونًا بالأماني؟
أم غرامًا؟ ما يكون الحبُّ؟ نَوْحًا وابتسامًا؟
أم خُفوقَ الأضلعِ الحَرّى،
إذا حانَ التلاقي بين عينينا،
فأطرقتُ، فرارًا باشتياقي
عن سماءٍ لَيسَ تسقيني ، إذا ما جئتُها مستسقيًا،
إلاّ أواما العيون الحور، لو أصبحنَ ظلًا في شرابي
جفّتِ الأقداحُ في أيدي صحابي
ونحو المزيد عن الشعر الحر يمكنك متابعة موضوع: الشاعر جابر بسيوني وقوانين الشعر الحر
- ما هو الشعر الحر، وكيف كانت بدايته؟
يقول زكريا لسيدتي: قبل نشأة شعر التفعيلة أو الشعر الحر وفي بداية القرن الماضي فقد بادر كثير من الشعراء المتجددون إثر النهضة العربية الحديثة ويذهب الفضل نحو التجديد إلى محمود سامي البارودي الذي بادر في تجديد الشعر التقليدي وقامت على فكرتة حركات أدبية واسعة وعلى رأسها حركة أبولو ومدرسة الديوان وغيرها، على أن الامر بواقعه أن المصادر تعددت حول الأسبقية بين نازك الملائكة وبدر شاكر السياب وأخرين، حيث استخدم الشعر الحر قبل الخمسينيّات، على أننا يمكننا القول أن بداية حركة الشعر الحر كانت عام 1947 في العراق وتحديداً ببغداد وبعدها أمتدت إلى أن ملأت الوطن العربي كله وكانت أول قصيدة ( الكوليرا ) (وهل كان حباً) لبدر شاكر السياب من ديوان (أزهار ذابلة) هي باكورة أعمال هذا الجنس الشعري المميز,
- ما الخصائص الأسلوبية للشعر الحر وكيف اختلف عن أنواع الشعر الأخرى
يقول زكريا: الشعر الحر هو شعر بلاعجز، خرج عن عباءة الشعر التقليدي كماً وكيفًا فقد تحرر من وحدة الشكل والقافية ومن ثم أسماه مختصون وباحثون اسم معبر عن خواصه وخصائصه فما بين الشعر المرسل، والشعر الجديد، وشعر التفعيلة، اختلفت الآراء على اختيار اسم معين حتى أطلق عليه بالنهاية وبإجماع الكل من نقاد وشعراء ومثقفين وداعمين وحتى المعارضين تم الإجماع على مسمّى الشعر الحر.
يؤكد ظكريا أنه في الشعر الحر لا يلتزم الشاعر بعدد ثابت من التفعيلات، وقد تختلف عدد التفعيلات فيه من شطر لأخر دون تقييد ولكن يشترط أن تكون التفعيلات متسقة مع جميع الأشطر، حيث يعتمد الشاعر على موسيقى التفعيلة في شعره، وعلى الموسيقى الداخلية المناسبة بين الألفاظ، لتحقيق الوزن الموسيقى المتزن للقصيدة والشاعر يستخدم هذا كطريقة للتعبير عن نفسيته، وأفكاره وآراؤه، وطموحه، وآماله، بحيث تكون أبياته موزونه أكثر من كونها أبيات منتظمة مصفوفة.
ويتميز الشعر الحر كذلك بعدة خصائص أيضاً كالقوة في اللفظ والصورة ووضوح البيان وجزالة الألفاظ وصدق المشاعر والوضوح والدقة والرقة كذلك سلامة علوم النحو والصرف وألأدب والبلاغة في التعبير ويأتي ذلك لشد انتباه القارئ أو المستمع والتأثير فيه.
يمكنك متابعة المزيد من خلال تعرفك على أنواع القافية في الشعر الحر
- هل الشعر الحر مناسباً لمقتضيات العصر الافتراضي أم أننا سنبحث عن نوعية أخرى من الشعر بخصائص أخرى تواكب العصر.
من الطبيعي والبديهي أن يواكب الشعر العصر الذي يُنظم فيه، فهو لسان حال الأمة والمعبر الأمين عن أحلامها وأحزانها وخصائصها وخواصها، ولا بد أن يحدث ذلك ومن يعاند أو يقف في وجه هذا التطور والتغيير ويظل متمسكًا بالقديم وقوانينه ومقتضياته فسوف يدهسه قطار الحاضر والحضارة الحديثة، ونحن لا ننكر إنكار واستغراب كثير من النقاد والمثقفين وأصحاب المدارس الشعرية القديمة وجود الشعر الحر، إلا أنه استطاع فرض نفسه و أصبح الآن حقيقية على الأرض وبين الناس وفرض نفسه على كل ساحات الأدب، واصبح له محبوه وداعموه ومريدوه بكل مكان، وهذا واقع الحياة فكيف لا نقبل بهذا التغيير والتجديد وقد قال رسولنا الكريم: " يبعث الله على رأس كل مائة عام من يجدد لهذه الأمة أمر دينها"؟ وإذا كان التجديد والتغيير مقبولًا في الأمور الفقهية لكي تناسب حياة الناس دون المساس بثوابت الدين، فكيف نقبل التغيير والتجديد في الدين ولا نقبله في الشعر، على أننا نعي ونتفهم أيضاً خوف الكثير من الأصوليين على مدارسهم القديمة في الشعر ولكن خوفهم هذا لن يمنع التغيير والتجديد الذي يتماشى مع حركة الحياة وهذا سمتها وديدنها.- أبرز شعراء الشعر الحر
بعدما فرض الشعر الحر وجوده على الساحة توالت الدوواين والقصائد الشعرية وذهبت دعوة شعر التفعيلة إلى رحاب أوسع فظهر العديد من الشعراء المؤمنون به مثل صلاح عبد الصبور وأحمد عبد المعطى حجازى من مصر...ونزار قباني في سوريا وفدوى طوقان ومحمود درويش وسميح القاسم من فلسطين وأدونيس وخليل حاوي في لبنان ومحمد الفيتوري ومحيي الدين فارس من السودان...وكثير من الشعراء الحاليين لا يتسع المقام لذكرههم
- أمثلة من قصائد من الشعر الحر
- تقول نازك الملائكة في قصيدتها عروق خامدة
يا حبّ لم تبق لنا ذكرىلم يطوها الموت
كان لنا ماض وقد مرّا
ولّفه الصمت
سراب لا شيئين, لا معنى
لا لفظ لا ظلاّ
تدفعنا الآهات والأحزان
وما لنا مأوى
نبكي فلا تحنو علينا يد
بربتة من حنان
نحن هنا اللاأمس واللاغد
نحن هنا اللاكيان
- ويقول فاروق جويدة في قصيدة لأن الشوق معصيتي
لا تذكري الأمس إني عشتُ أخفيهإن يَغفر القلبَ جرحي من يداويه.
قلبي وعيناكِ والأيام بينهما
دربٌ طويلٌ تعبنا من مآسيه
إن يخفقِ القلب كيف العمر
نرجعه كل الذي مات فينا كيف نحييه
- ويقول بدر شاكر السياب في قصيدة: هل كان حبًّا؟
هل تُسمّينَ الذي ألقى هُيامًا؟أَمْ جنونًا بالأماني؟
أم غرامًا؟ ما يكون الحبُّ؟ نَوْحًا وابتسامًا؟
أم خُفوقَ الأضلعِ الحَرّى،
إذا حانَ التلاقي بين عينينا،
فأطرقتُ، فرارًا باشتياقي
عن سماءٍ لَيسَ تسقيني ، إذا ما جئتُها مستسقيًا،
إلاّ أواما العيون الحور، لو أصبحنَ ظلًا في شرابي
جفّتِ الأقداحُ في أيدي صحابي
ونحو المزيد عن الشعر الحر يمكنك متابعة موضوع: الشاعر جابر بسيوني وقوانين الشعر الحر