في ظل الحاجة الملحة لغرس ثقافة السلام من أجل حياة أفضل في عالم ينعم بالرخاء والرفاهية والعدالة، يحتفل العالم باليوم العالمي للسلام «IDP» في 21 من سبتمبر من كل عام، وتأتي الاحتفالية من أجل رفع الوعي بأهمية العمل على تعزيز مُثُل السلام، وقيمه الإنسانية الرفيعة داخل جميع الدول والشعوب. ففي الوقت الذي يحتدم فيه الصراع وتتفاقم الخلافات التي تشعل فتيل الحرب والعنف، يُعد اليوم العالمي للسلام بمنزلة تذكير ملهم لما يمكن للبشرية تحقيقه.
تاريخ اليوم العالمي للسلام
وفقاً للموقع الرسمي للأمم المتحدة un.org، يتم الاحتفال باليوم العالمي للسلام في جميع أنحاء العالم في 21 من سبتمبر، إلا أن هذا اليوم لم يكن هو التاريخ المقترح للاحتفال منذ البداية، ففي عام 1981، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء الثالث من شهر سبتمبر يوماً عالمياً للسلام. وتزامن هذا اليوم مع يوم افتتاح الدورات السنوية للجمعية العمومية. وكان الغرض من هذا اليوم -ولا يزال- هو تعزيز مُثُل وقيم وقيمة السلام في جميع أنحاء العالم، وقد تم تم التبرع بجرس السلام من قبل رابطة الأمم المتحدة اليابانية في عام 1954. وقد أصبح من التقاليد قرع الجرس مرتين في السنة: في اليوم الأول من فصل الربيع، عند الاعتدال الربيعي، وفي 21 من سبتمبر للاحتفال باليوم العالمي للسلام.
بعد عقدين من تحديد يوم الاحتفال باليوم العالمي للسلام، في عام 2001، نقلت الجمعية التاريخ ليتم الاحتفال به سنوياً في 21 من سبتمبر. لذا، بدءاً من عام 2002، لا يمثل يوم 21 من سبتمبر وقتاً لمناقشة كيفية تعزيز السلام والحفاظ عليه بين جميع الشعوب فحسب، بل أيضاً فترة 24 ساعة من وقف إطلاق النار العالمي واللاعنف للمجموعات المشاركة في القتال الفعلي.
موضوع احتفالية 2023: العمل من أجل السلام: طموحنا لتحقيق #الأهداف_العالمية
السلام ممكن، فعلى مر التاريخ؛ فقد عاشت معظم المجتمعات في سلام معظم الوقت، على أننا اليوم أقل عرضة للموت في الحرب من آبائنا وأجدادنا؛ فمنذ إنشاء الأمم المتحدة وإنشاء ميثاق الأمم المتحدة، أصبحت الحكومات ملزمة بعدم استخدام القوة ضد الآخرين ما لم تكن تتصرف دفاعاً عن النفس أو بترخيص من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
الحياة أفضل في عالم ينعم بالسلام، واليوم، نتطلع إلى أولئك الذين كانوا صانعي السلام وحفظة السلام؛ لنتعلم ما يمكننا القيام به بشكل فردي لجعل العالم مكاناً أكثر سلاماً.
موضوع هذا العام هو «أعمال من أجل السلام: طموحنا لتحقيق #GlobalGoals»، وهو يمثل دعوة للعمل من أجل الاعتراف بمسؤوليتنا الفردية والجماعية لتعزيز السلام. حيث يساهم تعزيز السلام في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، كما أن تحقيق أهداف التنمية المستدامة سيخلق ثقافة السلام للجميع.
حسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة يقول الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، «إن السلام مطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى؛ فالحروب والصراعات تطلق العنان للدمار والفقر والجوع، وتدفع عشرات الملايين من الناس إلى ترك منازلهم. والفوضى المناخية منتشرة في كل مكان. وحتى السلمية تعاني البلدان من عدم المساواة الهائلة والاستقطاب السياسي».
أهداف التنمية المستدامة تتماهى مع الاحتفال
يمثل عام 2023 نقطة المنتصف في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة؛ إذ يتزامن الاحتفال باليوم العالمي للسلام لعام 2023 مع قمة أهداف التنمية المستدامة «18-19 سبتمبر»، وتهدف أهداف التنمية المستدامة إلى تقريبنا من وجود مجتمعات أكثر سلماً وعدلاً وشمولاً، وخالية من الخوف والعنف، ولكن من دون تأييد ومساهمة مجموعة واسعة من الجهات الفاعلة، بما في ذلك 1.2 مليار شاب على قيد الحياة؛ لن تتحقق الأهداف.
وقد دعت الأمم المتحدة «حسب موقعها الرسمي» الجميع للانضمام من أجل اتخاذ إجراءات من أجل السلام ومكافحة عدم المساواة، ودفع العمل بشأن تغير المناخ، وتعزيز حقوق الإنسان وحمايتها، حيث يصادف عام 2023 أيضاً الذكرى السنوية الخامسة والسبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان واتفاقية منع الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، ويشجع «IDP 2023» جميع الشباب على أن يكونوا طموحين في مشاركتهم بوصفهم عناصر اجتماعية إيجابية وبناءة، للانضمام إلى الحركة للوصول إلى أهداف التنمية المستدامة والمساهمة في بناء السلام المستدام. «معاً يمكننا المساعدة في قيادة عالمنا نحو مستقبل أكثر اخضراراً وإنصافاً وعدالة وأماناً للجميع» حسب الأمم المتحدة.
ملاحظة: تم التبرع بجرس السلام من قبل رابطة الأمم المتحدة اليابانية في عام 1954. وقد أصبح من التقاليد قرع الجرس مرتين في السنة: في اليوم الأول من فصل الربيع، عند الاعتدال الربيعي، وفي 21 من سبتمبر للاحتفال باليوم الدولي للسلام.