كيفية التخلص من التوتر والخجل من محاضرات الجامعة

طلاب الجامعة
طالبان يعانيان من الارهاق بسبب توتر المحاضرات الجامعية

يبدأ الطلاب بالشعور بالقلق بمجرّد التحاقهم بالجامعة. فهناك العديد من المحاضرات الجامعية التي تسبّب التوتر للطلاب، ومن الواضح أن غالبية طلاب الجامعات يعانون من مستويات عالية من التوتر أثناء دراستهم. لكن بعض تقنيات الحدّ من التوتر البسيطة والتغييرات الصغيرة في نمط الحياة يمكن أن تساعد في ذلك. لذلك إذا كنت طالباً، أو متوجهاً إلى الجامعة لأول مرة، فإليك ما تحتاج لمعرفته حول كيفية التخلص من التوتر والخجل من محاضرات الجامعة.
"سيدتي" التقت المتخصص في علم النفس العيادي سامي بيطار ليشرح أكثر حول هذا الموضوع .

 

تعريف القلق الدراسي من وجهة نظر علم النفس

تعاني من توتر الجامعة

يعتبر مفهوم القلق والتوتر من المفاهيم الملازمة للحضارة الإنسانية، فمنذ الأزمنة الغابرة وجد الإنسان نفسه في حيرة عند سعيه وراء مبتغاه، الأمر الذي جعل من مفهومي التوتر والقلق المحرك الأبرز نحو التقدم والنهوض بالحضارة الإنسانية.

إنّ زيادة القلق عن حدّه الطبيعي حوّل صاحبه من فالح الى كالح، ولعلّ أبرز مجالات هذا القلق انتشارًا هو القلق الدراسي، انطلاقاً من المرحلة المدرسية وصولًا إلى المرحلة الجامعية، إنما بفارق "عامل النضج"، حيث أنه مع نضوج الفرد، يتفاقم هذا القلق الدراسي ويتخذ لنفسه أساليب ملتوية أكثر "إقناعًا" للاستحواذ على ذهن صاحبه.
يمكنك متابعة طرق التعامل مع أساتذة الجامعة

في جملة تعريفات القلق الدراسي نذكر بأنه حالة نفسية تسبب للفرد الشعور بالتوتر والضيق، وهي تحدث بالتزامن مع المواقف الدراسية كالامتحانات، المحاضرات، عرض عن موضوع معين، توزيع العلامات، والجدير بالذكر أن هذه الحالة تترافق -إضافة للقلق المفرط- مع مشاعر الخوف حيث يجد الفرد نفسه عاجزًا عن التذكر والتركيز، إضافة لأعراض جسدية جلية الوضوح كاصفرار الوجه وتبدل الملامح، تعرّق الأطراف مترافقًا مع رعشةٍ بارزة، فضلًا عن اضطراب النوم بشكل عام، وقبل يوم الاستحقاق المنتظر بشكل خاص، وغيرها العديد من الأعراض المتأتّية من القلق الدراسي.

بناءً على أهمية تأثير القلق الدراسي على إنتاجية الطلاب، تبرز الحاجة إلى التزويد ببعض الأساليب والإرشادات التي من شأنها تثبيط حدة القلق و إعادته إلى منصب "المحرّك". استنادًا إلى بعض الدراسات في هذا المجال، لا بد من تسليط الضوء على بعض النصائح والإرشادات التي من شأنها تحويل القلق الدراسي من نقمة إلى نعمة لعل أبرز هذه النصائح:

  • الحصول على مساعدة أكاديمية إضافية سواء من زملاء أو أساتذة بهدف الإحاطة بمواضيع المقررات بصورة أكثر شمولًا.
  • عدم المماطلة في متابعة الدراسة أو تأجيل القيام بالمهام الدراسية المطلوبة.
  • وضع برنامج دراسي ذاتي واضح على ضوء ما لكل مقرر من تعقيد والوقت المطلوب لدراسة موضوعاته، والوقت المتبقي لتسليم الوظائف الدراسية أو تقديم الامتحانات.
  • ضرورة تأمين بيئة دراسية هادئة وخالية من المشتتات والمثيرات الخارجية التي تحول دون تحقيق التوازن بين الوقت والطاقة المخصصين لدراسة المقرر.
  • الحصول على قسط وافر من النوم وعدم تخصيص عشية الامتحان للدراسة إنما للمراجعة الشاملة.
  • أما عن صباح الاستحقاق، فتناوُل فطور شامل العناصر الغذائية، والذهاب إلى موقع الجامعة باكرًا تفاديًا لتأجيج التوتر من التأخر، يساهم في تخفيف حدة وتأثير القلق على الطالب.
  • الحفاظ على الهدوء والإيجابية والنظر إلى الاختبارات من شأنها اختبار وتقييم أهداف المقرر المرجوة وليس اختبار وتقييم التلميذ بشخصه.

الأسباب الشائعة لتوتر الطلاب في الجامعة

وفقاً لتقرير APA 2023 Stress in America، فإن الجيل Z وجيل الألفية الأصغر سناً يشعرون بتوتر الجامعة. تعود أسباب هذا التوتر إلى المخاوف المالية، الوحدة والعزلة، المخاوف المناخية، الوباء العالمي، والأحداث العالمية الأخرى التي تلعب دوراً في الضغط على الشباب اليوم.

وجدت دراسة أخرى أن الكثير من توتر الطلاب يأتي من المدرسة والأنشطة، وأن هذا التوتر يستمر في الدراسة الجامعية ويؤدي إلى فك الارتباط الأكاديمي ومشاكل الصحة العقلية.

تشمل أسباب توتر الطلاب التالي:

  • المدرسة
  • الواجبات المنزليه
  • الأنشطة اللامنهجية
  • التحديات الاجتماعية
  • التحولات (التخرج، العيش بشكل مستقل)
  • العلاقات
  • الضغط من أجل النجاح
  • العمل
  • الأحداث العالمية

يستمر هذا الضغط إذا قرر الطلاب الالتحاق بالكلية. التوتر جزء لا مفر منه من الحياة، لكن الأبحاث وجدت أن زيادة الضغوطات اليومية تعرض الشباب في سن الكلية لخطر أكبر للإجهاد من الفئات العمرية الأخرى.

إن تكوين صداقات جديدة، والتعامل مع عبء عمل أكثر تحدياً، والشعور بالضغط للنجاح، وعدم دعم الوالدين، والتنقل في ضغوط العيش الأكثر استقلالية، كلها تحديات إضافية تجعل هذا الانتقال أكثر صعوبة. كذلك تضيف العلاقات الرومانسية دائما طبقة إضافية من التوتر المحتمل.
ما رأيك الاطلاع على أسباب النجاح في الدراسة الجامعية

غالبا ما يدرك الطلاب أنهم بحاجة إلى تخفيف التوتر. ومع ذلك، فإن جميع الأنشطة والمسؤوليات التي تملأ جدول الطالب تجعل من الصعب أحياناً إيجاد الوقت لتجربة مسكنات التوتر الجديدة للمساعدة على تخفيف هذا الشعور.