كيفية التخلص من الشعور بالذنب واللوم الذاتي

شابة تلوم نفسها وتشعر بالذنب
الشعور بالذنب واللوم الذاتي

من منا لم يجرب الشعور بالذنب في مرحلة ما من حياته؟ من منا لم يجرب جلد الذات ولوم النفس وتحميلها أخطاء الكون في مرحلة ما؟، ربما كان هذا الشعور تجاه الزوج أو الصديق أو الزميل أو أحد أفراد الأسرة، وقد يكون بسبب الشعور بالتقصير في أمر ما، أو التعجل في اتخاذ قرار ما، أو حتى الإساءة لأنفسنا أو للآخرين بقصد أو بدون قصد.
هل هذا الشعور يكون لحظيًا أو وقتيًا ينتهي بزوال السبب أم شعور دائم ومستمر يطاردنا مع أقل المواقف فيقض مضجعنا ويؤرق سلامنا النفسي ورفاهيتنا؟ بالسياق التالي "سيدتي" التقت لبنى نبيل أبو شعر اختصاصي تنمية بشرية، لتعرفك ما هو بالضبط الشعور بالذنب، وكيفية التخلص من هذا الشعور وتجنب اللوم الذاتي.

ماذا يعني الشعور بالذنب وكيف يتضخم؟

فتاة تشعر بالذنب وتلوم نفسها حيث يتأثر الشعور بالذنب بالعوامل الثقافية والأخلاقية والبيئية - المصدر: freepik by benzoix


تقول لبنى نبيل أبو شعر اختصاصي تنمية بشرية لـ"سيدتي": الشعور بالذنب هو شعور معقد، يكتنف كل شخص في مراحل ومواقف مختلفة بطول حياته، وهو يتأثر بالعوامل الثقافية والاخلاقية والبيئية، وهناك آليات ينشأ منها من الممكن أن تغذيه وتساعده على النمو والتضخم فيتحول لشعور مرضي مؤذٍ حتى أنه قد يحيل حياتنا لجحيم إذا لم يتم إيقافه عند حده وتحجيمه.
تؤكد لبنى أن الشعور بالذنب يرتبط لحد كبير بالسياق الثقافي والإجتماعي، فما يعتبر خطأ في ثقافة ما قد يكون مقبولاً في ثقافة أخرى. لذلك فهو عاطفة ينشئها المجتمع أو تنشأ بسبب الحكم السلبي للآخرين، وترتبط القدرة على تجربة الشعور بالذنب ارتباطًا وثيقًا بميل الشخص إلى الانزعاج من الأذى المحتمل الناجم عن أفعاله، حتى لو كان غير مقصود، والشعور بالذنب هو أحد أكثر حالات القلق عمومًا التي يمكن تجربتها حيث تتعرض "الصورة الأخلاقية" للفرد للخطر عندما يعاني من شعوره المتفاقم والمبالغ فيه بالمسؤولية عن حدوث الأذى للآخرين والذي يزيد هذا الشعور ويضخمه اللوم الدائم للذات والمبالغة في تحميلها كافة الأخطاء ويكون ذلك في الأغلب بسبب انخفاض احترام الذات للفرد فيما يتعلق بالقيم الشخصية.
والسياق التالي يعرفك أكثر كيف تتوقفين عن لوم نفسك على كل خطأ صغير؟

متى يتحول الشعور بالذنب لشعور مرضي؟

شابة تشعر بالندم ولوم الذات بعد مناقشة حادة مع زوجها


تقول لبنى: يصبح الشعور بالذنب مرضيًا عندما يتجاوز ردود الفعل العاطفية العادية تجاه سلوكيات معينة، ويبدأ في التأثير سلبًا على الصحة النفسية والحياة اليومية للشخص بشكل كبير وطويل الأمد. يمكن أن يؤثر الشعور بالذنب على الصحة العقلية إلى جانب أعراض أخرى تشير إلى وجود مشاكل اكتسبت طبيعة مرضية. ومن بين الخصائص الرئيسية للشعور بالذنب المرضي تجدر الإشارة إلى:

  • الجنوح إلى التعميم حيث يتجاوز الشعور بالذنب مواقف محددة ويصبح شعورًا دائمًا يدخل في مختلف جوانب حياة الشخص، بغض النظر عما إذا كانت هناك أسباب حقيقية للشعور به.
  • قد يكون الشعور بالذنب في شكل غير متناسب مع الموقف الذي أثاره. يمكن أن يشمل ذلك الشعور بالذنب الشديد تجاه الأخطاء الصغيرة أو الأفعال التي لا تستدعي عادةً رد الفعل هذا.
  • عندما يبدأ الشخص بالتفكير بأن “الذنب يقتلني” ويتجنب المواقف أو المهام الاجتماعية خوفاً من ارتكاب الأخطاء التي قد تؤدي إلى شعور أكبر بالذنب، مما يؤدي إلى العزلة.
  • صعوبة مسامحة النفس فعلى الرغم من مرور الوقت أو حل الموقف الذي أثار الشعور بالذنب.

كيف يمكننا التغلب على الشعور بالذنب؟

الشعور بالذنب
فتاة تلوم نفسها وتبدو علامات الأسف على وجهها


تقول لبنى: الشعور بالذنب ليس أمرًا مرفوضّا جملة وتفصيلًا، حيث يمكن للشعور بالذنب أن يفتح مساحات للتفكير، ويمكنه أيضًا تشجيع مبادرات لتعويض من أسأنا إليهم، على أننا لا يمكننا القضاء على الشعور بالذنب تمامًا والتخلص بشكل كامل من اللوم للذات مهما كانت أخطاؤنا، إلا أننا يمكننا أن نحاول احتضان ما نشعر به وفهم نوع الإشارة التي يمثلها الشعور بالذنب بالنسبة لنا، فيمكن:

  • الاعتراف وقبول مشاعرك بالذنب من دون الإفراط في لوم النفس فالشعور بالذنب هو شعور إنساني طبيعي ويمكن أن يكون الخطوة الأولى لعيش علاقتك مع نفسك بسلام أكبر.
  • قم بتحليل الموقف من خلال سؤال: "من أين يأتي الشعور بالذنب الذي أشعر به؟"، فتفتح المجال للتفكير في الأفعال التي تسببت في هذه المشاعر ولماذا تجعلك تشعر بالذنب.
  • التعلم من التجربة حيث تحديد الأخطاء التي ارتكبت والتفكير في كيفية تجنبها في المستقبل يمكن أن يكون فرصة للنمو الشخصي .
  • محاولة إصلاح الضرر الناتج: والذي، إذا رغبت في ذلك، يمكن القيام به بطرق مختلفة مثل:
  1. طلب المغفرة بصدق.
  2. محاولة تقديم التعويض.
  3. إظهار التزامك بتغيير سلوكك من خلال اتخاذ عدد من الإجراءات.
  • سامح نفسك حيث التسامح مع الذات هو خطوة أساسية حتى لا نبقى عالقين في شعورنا بالذنب. إن التمييز بين مشاعر الذنب والمسؤولية يمكن أن يسمح لنا بالتعلم من أخطائنا.
  • إذا كان الشعور بالذنب مفرطًا أو مستمرًا أو يتعارض مع حياتنا اليومية، فقد يكون من المفيد طلب الدعم من متخصص في الصحة النفسية. يمكن للخبير المساعدة في استكشاف جذور الشعور بالذنب ووضع استراتيجيات لإدارته بطريقة صحية.

بالنهاية فالتعامل مع الشعور بالذنب يتطلب الوقت والصبر والالتزام. ولكن، مع الدعم المناسب، من الممكن أن نتعلم كيف نتقبل مشاعرنا ونفهمها ونعيش حياة أكمل وأكثر وعيًا.
ونحو المزيد هذه طرق لوقف الشعور بالذنب طوال الوقت