السعادة هدف إنساني يسعى إليه كل البشر، على أن العثور على المعنى الحقيقي للسعادة يظل طموحاً يشترك فيه جميع البشر ويسعون إليه، ولذلك فالسعادة يعُدها الكثيرون رحلة وليست وجهة، وفي تلك الرحلة، تكون عاداتنا اليومية هي الخطوات التي نتخذها للتحرك في الاتجاه الذي يشعرنا بالسعادة، وفي ظل الاحتفال باليوم العالمي للسعادة "سيدتي" التقت استشاري التنمية البشرية والعلاقات الأسرية والدعم الذاتي نبيلة رياض عبد الرحيم لتخبرك عادات يومية بسيطة يمكنها أن تزيد من سعادتك.
السعادة مهمة لصحة الإنسان

تقول نبيلة رياض عبد الرحيم لـ"سيدتي": في ظل سياقات هذا العصر التكنولوجية وطبيعته المادية الصلدة اختفت السعادة بشكل كبير من حياتنا، فالكل منشغل تحت وطأة كثير من التحديات والصعوبات واللهاث المستمر لتحقيق المزيد من رفاهية الحياة، على افتراض أن الرفاهية والحياة الرغدة هي مصدر السعادة، فيجد الإنسان نفسه بطول الطريق مستنزفاً مستهلكاً فاقداً الطاقة والحيوية لا يشعر بالسعادة في كل ما حوله، وتستمر حالات التباعد بين الإنسان وسعادته بدون أن يدرك أن السعادة ليست في المادة والمال والحياة الرغيدة، بل هي مرتبطة بشكل مباشر بعواطفنا ومشاعرنا وطرق رؤيتنا للحياة.
تقول نبيلة: انطلاقاً من الإيمان بكل هذه الأمور يحتفل العالم باليوم العالمي للسعادة بعد أن تأكد من أهميتها لصحة الإنسان وسلامته وزيادة إنتاجيته وتطور وتنمية ذاته، ويوم السعادة العالمي نعده فرصة طيبة للجميع لإعادة النظر في سياقات حياتنا وعاداتنا، وما اعتدنا القيام به حتى نغير ما يمكن تغييره لنشعر بالسعادة.
وللمزيد عن اليوم العالمي للسعادة حيث تذوق أجمل اللحظات مع من نحب
8 عادات يومية بسيطة لتحقيق السعادة
تقول نبيلة: للوصول للسعادة لا بد أن نوقف هذه الدورة اللامتناهية من الصراع، وأن ننظر للحياة بطريقة أخرى ونسلك عادات أخرى، عادات بسيطة صحيحة تقودنا للسعادة.
تؤكد نبيلة أن هذه العادات البسيطة، والتي يمكنك دمجها في حياتك اليومية، سوف تساعدك على جعل السعادة جزءاً من حياتك شيئاً فشيئاً.
احرص على عادات نوم جيدة
تقول نبيلة: إن النوم الجيد والحصول على قسط كافٍ من الراحة أمر ضروري لمواجهة يومك بالطاقة الإيجابية والمزاج الجيد، ومن ثم الشعور بقبس من السعادة يتزايد بطول اليوم، فبحسب الدراسات 48% من الشباب البالغين الذين يشتكون من عدم شعورهم بالسعادة يفتقرون إلى النوم الجيد، حيث النوم الجيد جانب ضروري يجب الاهتمام به لتخفيف التوتر وتقليل المشاعر السلبية والتعامل بشكل أفضل مع التحديات اليومية، كما أن هناك استراتيجية جيدة يمكن اعتمادها للحصول على السعادة والراحة، وهي عندما يتذكر عقلنا لحظة سعيدة قبل النوم؛ ومن ثم يزيد شعورنا بالسعادة والتحفيز لتجربة لحظات أكثر متعة.
تحدث مع نفسك بإيجابية

هناك عادة بسيطة أخرى يمكنك انتهاجها لتحقيق السعادة وهي التحدث إلى نفسك بطريقة إيجابية ولطيفة، هذه الطريقة لممارسة الرعاية الذاتية واللطف مع نفسك، ولكن أيضاً للحصول على السعادة من خلال تعزيز احترامك لذاتك.
التواصل الاجتماعي
الإنسان كائن اجتماعي ووفقاً للعديد من الأبحاث والدراسات، فإن أحد الأشياء المشتركة بين الأشخاص السعداء هو كونهم أكثر اتصالاً بأصدقائهم وعائلاتهم، كما أنهم ناجحون في إقامة علاقات وطيدة معهم حيث يعيش هؤلاء الأشخاص لفترة أطول، ويحققون أهداف حياتهم بسهولة أكبر، ويتمتعون بحياة أكثر صحة.
ممارسة الرياضة بشكل منتظم
إن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام مهمة أيضاً للحصول على صحة جيدة، هذه العادة لن تعتني بجسدك فحسب، بل بصحتك العقلية أيضاً؛ لأن النشاط البدني يزيد من إنتاج الإندورفين، وهو من النواقل العصبية الموجودة في الدماغ والتي تساعدنا على الشعور بالسعادة وتقلل التوتر.
استمتع بالوقت في الهواء الطلق

تؤكد نبيلة أن قضاء الوقت في الهواء الطلق يرتبط برفاهية عاطفية أكبر، حيث إن الإنسان يستمتع بفضاءات الكون الفسيحة فتنشرح نفسه وتنفرج أساريره في حين أن قضاء الوقت أمام الشاشات يشعرك بالإغلاق والوحدة، ويرتبط بمستويات أقل من السعادة.
عانق أحباءك واستمتع بمشاعرك
يرتبط تلقي العناق أو تبادله أيضاً بتحسن الحالة المزاجية وزيادة السعادة بعيداً عن السلام البارد الجاف بلا مشاعر، فللحضن تأثير قوى وسحري على جميع الأشخاص، فبالإضافة للشعور الممتع بالدفء والارتباط العاطفي، فالعناق يعمل على تخفيف التوتر، وتعزيز وظيفة المناعة، وتعزيز السعادة.
التفكير بإيجابية
التمرين العملي للوصول لشعور السعادة يبدأ بالتفكير فيما فعلته خلال اليوم، وما أنت فخور به أكثر، ولكن أيضاً ما كنت ترغب في القيام به بشكل مختلف طوال اليوم، ولذلك احرص على تدوين كلا الأمرين في دفتر ملاحظات لن يستغرق سوى بضع دقائق، ومن ثم كلما تعود لدفتر الملاحظات؛ ستجد نفسك تبتسم ويملأ قلبك سعادة غير متوقعة.
اسعَ لتقوية علاقاتك مع الآخرين
أحد مفاتيح النجاح والسعادة يكمن في حقيقة أن الأشخاص السعداء يميلون إلى إقامة علاقات حميمة قوية، هذه العلاقات لا تتوقف عند العلاقات الرومانسية، ولكن أيضاً علاقات الصداقة والعائلة، حيث العلاقات الآمنة والصحية مع الأصدقاء والعائلة وزملاء العمل تحمينا وتؤازرنا في أوقات الشدائد والتغيير وعدم اليقين، ومن ثم هذا الشعور الداخلي بالأمان يفتح أبواب السعادة على مصراعيها.
قد ترغبين في التعرف إلى المزيد في اليوم العالمي للسعادة: 6 تغيرات إيجابية عليك القيام بها