قد تكون العلاقة مع شخص يعاني من القلق أمراً صعباً في بعض الأحيان، خاصة لو كان الزوج، فالقلق بالإضافة إلى التسبب في عدم الراحة في مواقف معينة، يمكن أن يؤثر على علاقتك بشريك حياتك، حيث يتولد شعور بعدم السيطرة والعجز بسبب عدم معرفة كيفية المساعدة. الأمر الذي سيؤدي بالنهاية لتضرر العلاقة، لذلك، فإن المساعدة في إدارة قلق شريك الحياة ورفيق العمر قد يكون أمراً ضرورياً.
بالسياق التالي سيدتي التقت استشاري العلاقات الأسرية والإنسانية د. وفاء الأنصاري في حديث حول كيف يؤثر الزوج القلوق على الحياة الزوجية؟
القلق أحد أمراض العصر
تقول د. وفاء الأنصاري لسيدتي: "القلق أحد أمراض العصر المزمنة والتي يعاني منها الكثيرون، بسبب ضغوط المادة والمخاوف من المستقبل والتي كرست إليها التكنولوجيا وأججها الصراع والتكالب على الحياة، والمدهش أن الشخص الذي يعاني من القلق قد يكون قلقه مزمناً ومتفاقماً فينتهي به الأمر إلى إزعاج شريكه وإشراكه في مخاوفه وبث موجات القلق في حياته".
تؤكد د. وفاء أن الزوجة يجب أن تتأكد أن علاج قلق زوجها ليس مسؤوليتها المباشرة، فهي ليست مختصة، وإنما وجودها سيعني الكثير له عندما يشعر أنها تدعمه، فظهور القلق عامة في أي علاقة قد يتسبب في تدهورها، فما بالنا بالعلاقات الإنسانية القوية مثل الزواج، بيد أن بذل الجهد للعمل على التخلص مما ألم بها في الوقت المناسب يمكن أن يمنعها من التدهور.
علامات تخبرك أن زوجك من النوع القلوق
- فقدان الاهتمام بالأنشطة الزوجية المشتركة.
- التردد والعصيبة أحياناً.
- صعوبة التركيز أو صعوبة اتخاذ القرارات.
- يفضل الظهور بمظهر الغائب عن الحدث.
- قلة الاهتمام بالزوجة.
- الإحباط.
- اضطرابات النوم.
وإذا تابعتِ هذا الرابط ستتمكنين من التعرف إلى نصائح تساعدك في التخفيف من توتّر الزوج في رمضان
كيف يمكنك مساعدة شريك حياتك في التعامل مع القلق؟
تقول د. وفاء: "لحماية العلاقة الزوجية، فإن الخطوة الأولى هي فهم ما هو القلق، وما يشعر به الشخص الذي يعاني منه، وكيف يحد من قدرته على التواصل مع الآخرين ومع شريكه؟ بهذه الطريقة فقط ستتمكنين من التعاون بشكل فعال في هذه العملية لإدارة القلق الذي يؤثر على الزوج، كذلك لا بد من الانتباه أن موجات القلق تظهر في إدارة المواقف السلبية، كما أننا لا بد أن نضيف القلق الاستباقي الذي قد يعاني منه الزوج أو الخوف من التوقعات بحدوث شيء سيء.
قد تعتقدين أن الأشخاص الذين يعانون من القلق لديهم أيام جيدة وأيام سيئة، تماماً مثل أي شخص آخر، ولكن هناك فارق بسيط مهم: سواء في يوم جيد أو يوم سيء، فإن القلق موجود وبالتالي الطريقة التي يتفاعل بها الشخص تتأثر بكل موقف بطريقة مختلفة، ففي يوم جيد، قد تكون التفاصيل الصغيرة فقط هي التي تصنع الفارق، ولكن في يوم سيء، يمكن أن تؤدي الطريقة المختلفة جداً لإدارة المواقف إلى استجابات غير مناسبة، ويكون القلق مزعجاً ومعيقاً وقد يتسبب بأعراض جسدية في حين أنه غالباً ما يُفترض أن الانزعاج الذي يولده هو مجرد شعور عاطفي".
افهمي كيف يؤثر قلق شريكك؟
إذا حاولتِ فهم القيود المحددة التي يولدها القلق، يمكنك الحصول على فكرة عن صراع شريكك المستمر ومعرفة ما يحاربه. كل المعلومات التي تحصلين عليها عن حالة شريكك، عن الأعراض أو الأسباب ستجعلك على دراية بالعملية والخوف والعبء الذي تشكله، وبالتالي ستعرفك كيف يمكن أن يؤثر هذا الأمر على علاقتكما؟
أفضل مساعدة له هي التواصل
إن شعور الشخص بأنه مسموع هو نقطة أساسية في علاقتكما. اللحظات التي تظهر مع القلق تكون غير سارة وغير مريحة لكما، لكن تغيير انتقاد طريقة سلوكه تجاهها سيجعله يشعر بالتحسن ويقلل من انزعاجه الجسدي والعاطفي. واعلمي أن الاستماع والحساسية تجاه شريكك أفضل بكثير من تقديم النصائح.
أنتِ لن تعالجي قلق شريكك
إنه شريكك وأنت تهتمين أن يكون بخير وأنكما تستطيعان الاستمتاع بالحياة معاً، ولهذا السبب يمكنك أن تكوني جزءاً أساسياً في التعافي وأن تكوني المخلص له. ولكن تأكدي أن ما يحدث له ليس خطأك ولا يلقي على كاهلك أي مسؤولية، هناك أشياء لا يمكنك فعلها لأنها بعيدة عن متناولك. المحترفون هم المسؤولون عن الشفاء، لكن طريقتك في إدارة الصراعات يمكن أن تساعد في تحسين الوضع أو تفاقمه.
كوني جزءاً نشطاً من عملية التعافي
الخطوة الأولى، إذا لم يقم شريكك بأي علاج فهي بتشجيعه على طلب المساعدة. اجعليه يرى أن الإجابة على كيفية السيطرة على القلق تكمن في العلاج النفسي واشعريه أنك ستساعدينه في البحث، واعلمي إن كونك جزءاً نشطاً من العلاج يمنحك الأمان عند مواجهة أصعب اللحظات، فالشخص الذي يعاني من القلق يعلم مسبقاً أن الأمر ليس ممتعاً.
إن رؤية التوتر المستمر والهموم والأفكار السلبية لدى شريكك ليس أمراً مريحاً بالنسبة لك، كما أنه أسوأ بكثير بالنسبة للشخص الذي يعاني منه، ومن ثمّ فليست هناك حاجة لتذكيره بمدى إزعاجه، فهو يعرف ذلك جيداً. ومن هذا المنطلق، احرصي على ألا تشعريه بالخجل من مشكلته، وتجنبي الحديث عن القلق، وتقبليه وكوني رمزاً وقائياً له.
ليكن سلاحك هو الصبر
عليكِ أن تضعي في اعتبارك أن التخلص من القلق قد يستغرق وقتاً، وعلى طول الطريق ستظهر المواقف التي تجعلك تشعرين بالسوء، ويمكن أن تكون معرفة كيفية التسامح عاملاً أساسياً في تعافي شريك حياتك وفي تعزيز علاقتكما. إن إظهار دعمك ومحاولة أن تكوني متاحة لمساعدته في التغلب على اللحظات الحرجة سيعزز ثقته بنفسه ويمنع تدهور العلاقة.
اعتني بنفسك
بالنهاية تقول د. وفاء: "كما رأينا فإن هذا الموقف يؤثر على علاقتكما حتى لو لم تكن لديك المشكلة، فالإحباط في أوقات معينة يكون منطقياً وردود الفعل السيئة تكون مفهومة ومنطقية، ولذلك فمن الضروري أن تحافظي على هدوء نفسك، وألا تتخلي عنه، وأن تحافظي على هواياتك وأنشطتك، فهذا سيمنحك مصدر راحة وسيخرجك من طور الاستياء باستمرار تجاه شريك حياتك".
إذا تابعتِ السياق التالي ستتعرفين إلى: التوتر والقلق: أربع تقنيات لتخفيف الحالة وِفق طبيب أعصاب