الحياة الزوجية مودة ورحمة وسكن، ومسؤولية وأمانة ورعاية، والأصل في الزواج أنه شراكة بين زوجين والتزام على القادر والكفؤ، لذلك الذي يستطيع أن يتحمل مسؤولية الزواج، والاستطاعة لا تكون فقط مادية، ولكن بالقدرة على المحافظة على العلاقة الزوجية، والقدرة على القيام بالمسؤولية على أكمل وجه، بالسياق التالي تعرفي إلى كيفية توزيع المسؤوليات بين الزوجين في الحياة الزوجية
الزواج مسؤولية وأمانة وليس أحلاماً
تقول استشاري العلاقات الأسرية أماني نبيل رضا لسيدتي : الزواج هو رابطة وثيقة وتشارك متواصل بين الشريكين، وهو مسؤولية وأمانة كبيرة ومشتركة وليست أماني ولا أحلاماً، لذلك لابد من التأكيد على قيمة وأهمية المسؤولية المشتركة، وما يترتب على ذلك من واجبات وحقوق، واحترامها والتزام كل طرف بها، ويجب أن يكون الشريكان فيها مبادرين كي يكونا مسؤولين عن مستقبلهما، حيث يتم تقسيم الوظائف وتوزيع المسؤوليات وتجزيئها على الشريكين فيما بينهما ليكملا بعضهما البعض.
أهمية توزيع المسؤوليات بين الزوجين
تقول أماني نبيل رضا إن هنالك العديد من الأسباب التي تحتم توزيع المسؤوليات بين الزوجين خاصة المسؤوليات والمهام اليومية والعائلية وهذه الأسباب هي:
- تخفيف الأحمال والمسؤوليات التي قد تقع على طرف واحد من أفراد الأسرة، وبالتالي التقليل من المشاحنات والمشكلات والخلافات الأسرية.
- إتاحة المزيد من الوقت لتعزيز الترابط والانسجام بين الطرفين، وممارسة العديد من الأنشطة المشتركة الممتعة لهما، وتخصيص الوقت لأداء أنشطة مشتركة بين الطرفين فيساهم ذلك في تقريب المسافات بينهما، وتعزيز التواصل الإيجابي، وإتاحة الفرصة للأزواج لتحقيق التوازن العادل في الحياة الأسرية.
- توزيع المسؤوليات يساعد على تعزيز التعاون بين الزوجين، فعندما يشعر كل طرف بأن له دوراً مهماً في إدارة الحياة الزوجية، يزيد ذلك من الترابط والانسجام بين الزوجين.
- الابتعاد عن الأفكار التقليدية المغلوطة، والتي يساء فهمها وينتهي الأمر بالخلاف، كالأفكار التي تنص على أن مهمة الزوج جلب المال فقط، والزوجة مهمتها إدارة شؤون البيت وتربية الأبناء، أي تقسيم الأعمال لمهام ذكورية وأنثوية، مما يؤدي إلى حدوث الخلافات بين الزوجين.
قد ترغبين في متابعة الرابط التالي: مسؤولية الزوج وتعاونه إحدى ركائز الزواج الناجح
كيفية تقسيم المسؤوليات في الزواج لحياة مستقرة
تقسيم المهام المنزلية
انحصار مهام المنزل على المرأة تقليد قديم لم يعد يتوافق مع التغيرات الاجتماعية الكثيرة التي شهدناها في السنوات الأخيرة، ولعل أهمها أن المرأة أصبحت تعمل اليوم خارج المنزل، وتقسيم الأعمال اليومية يشمل الطهي، والتنظيف، والتسوق، وغيرها من الأعمال المنزلية، فيمكن التعاون والتناوب في أداء هذه المهام مع الطرف الآخر، فذلك يساعد في تخفيف الضغط عن كل طرف، ومن المهم أن يكون هناك اتفاق مسبق على توزيع هذه المهام لضمان سلاسة الحياة اليومية.
مشاركة المسؤوليات المالية
من الضروري الاتفاق بين الزوجين على مستقبل الأسرة المالي وإدارة الميزانية المشتركة من خلال وضع خطة مالية للصرف والتخطيط للمستقبل، وتعليم الأبناء وتحديد النفقات والادخار للمستقبل لأي خطط أخرى تطمح لها الأسرة، لذلك من الضروري التخطيط للمدى القصير والمتوسط والطويل، ومن المهم أن تكون هناك شفافية وتوافق بين الزوجين في الأمورالمالية، كما يمكن توزيع المسؤوليات وتقسيم الأدوار المالية بحيث يتولى كل طرف جزءاً من المسؤولية كإدارة الحسابات، أو دفع الفواتير، أوالتخطيط للاستثمارات، فبالتأكيد سيعمل هذا التقسيم على الاستقرار في الأسرة.
التعاون في تربية الأطفال
الطفل مسؤولية مشتركة بين الزوجين، لذلك عندما يخطئ الولد في سلوك ما، ينبغي على أحد الطرفين عدم لوم الطرف الآخر على ذلك، فالطرفان يتحملان المسؤولية معاً، وتربية الأطفال تحتاج إلى تعاون وثيق بين الزوجين، لذلك لابد أن يكون هناك اتفاق على القيم والمبادئ التي يجب تعليمها للأطفال، كما يمكن تقسيم الأدوار على الأبناء مثل المساعدة في الواجبات المدرسية، والذهاب إلى الأنشطة، والتربية اليومية. يجب أن يكون هناك توافق على هذه الأدوار لضمان تربية صحية للأبناء.
دعم الطموحات المهنية لكل طرف
النجاح المهني لكلا الطرفين يمثل نقطة مشتركة هامة، وهي رفع سقف الطموح مما يعزز قيمة النجاح بين الزوجين، فالنجاح يرفع من المناعة النفسية لدى الشريكين مما يوفرعلاقة زوجية هادئة وناجحة قوامها الحب والإحساس بقيمة الآخر في الحياة، ودعم الطموحات المهنية يكون عن طريق تقديم الدعم النفسي والعاطفي للطرف الآخر، أو تشجيعه بعبارات تمنحه الثقة لتحقيق أهدافه المهنية، وتقديم النصائح، والمساعدة في إدارة الوقت، والتفهم لحاجته للعمل، وتحقيق التوازن بين الحياة المهنية والشخصية يتطلب تخطيطاً جيداً وتفاهماً متبادلاً.
الاهتمام بالمساحة الشخصية
ومن المهم جداً أن يحصل الشريكان على بعض الوقت، والمساحة الخاصة للاسترخاء والتأمل والتفكير، لذا لابد من احترام الوقت الشخصي لكل طرف، فذلك يعزز من الشعور بالاستقلالية والرضا الشخصي، كما يجب أن يكون هناك اتفاق على تخصيص مساحة ووقت لكل طرف لممارسة هواياته واهتماماته الشخصية، فهذا سيساعد على تقوية الروابط العاطفية وزيادة الشعور بالثقة والاحترام المتبادل.
التعامل مع الأزمات
مواجهة الأزمات معاً تتطلب التكاتف والتعاون وتوزيع المسؤوليات بين الزوجين، وهو أن يتحد الزوجان معاً ضد أى تيار خارجي، لذلك لابد أن يكون هناك دعم متبادل واستراتيجيات مشتركة، لحل المشكلات والنزاعات بفعالية، كذلك لابد من وجود جسور من الثقة والأمان بين الزوجين، كعامل أساسي فى تخطي الأزمات، و من احترام وتقدير الآخر مهما كان سبب الخلاف أو مداه، بل وفهم الآخر وطبيعة تفكيره ومعرفة أى من الزوجين أجدر على احتواء الأزمة، كما لابد من وجود الحوار والتواصل والتفاوض مع الطرف الآخر، من أجل توضيح الآراء والتوصل إلى حلول لوجهات النظر المختلفة.
ونحو المزيد من ذات السياق تابعي الرابط: كيف تتحقق المسؤولية في الحياة الزوجية؟