إن الزواج الناجح لا يعتمد فقط على اختيار شريك مناسب، بل الحرص أن يكون كل طرف هو أيضاً شريكاً مناسباً للآخر، والعلاقة الناجحة بين الأزواج تتطلب بعض السمات والطباع والاجتهادات، فتضع الود والرحمة أساساً لها إلى جانب التمتع بثقافة التقدير والامتنان، بالسياق التالي "سيدتي" التقت استشاري العلاقات الأسرية منال خليفة؛ لتخبرك عن أمور تجعلك تتأكدي من نجاح العلاقة الزوجية.
العلاقة الزوجية تقوم على أسس وقواعد ثابتة
تقول استشاري العلاقات الأسرية منال خليفة لـ"سيدتي": إن الحياة الزوجية عبارة عن شريكين يتشاركان في بناء حياة مشتركة تتضمن العواطف والمسؤوليات، والحفاظ على علاقة قوية بين الزوجين ليس أمراً بسيطاً، وهي ليست عشقاً وحباً فقط، بل احتراماً متبادلاً ومودة ورحمة وسكن، وتفاﻋل إﻴﺠﺎﺒﻲ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﻥ، ويقوم نجاح العلاقة الزوجية على الكثير من الأسس والقواعد التي تضمن نجاحها واستقرارها، كالتفاهم، والتغاضي عن الهفوات، ولا بُدَّ من بذل الكثير من الجهود من الشريكين لكي تساهم في إرساء دعائم الاستقرار في علاقتهما.
علامات توضح أن العلاقة الزوجية ناجحة وصحية
تقول منال خليفة إن علامات نجاح العلاقة الزوجية السعيدة عديدة، ومتنوعة وهي كالآتي:
المودة العفوية
نجاح العلاقة الزوجية يقوم على تبادل كلا الطرفين الحب من دون تملقٍ أو مجاملة، وأيضاً على تبادل المشاعر رغبة لا رهبة، وتعني قلباً منفتحاً للمحبة مقبلاً على الحياة، وصدراً منشرحاً برضا؛ فالعفوية سر من أسرار التأثير وسر من أسرار نجاح العلاقة الزوجية.
المساواة في الحقوق والواجبات
العلاقة الزوجية الناجحة تعتمد على التضحية المتبادلة بين الطرفين، حيث يلزم على كل من الزوجين حقوق للآخر، كحسن المعاشرة بينهما بالمعروف، وتبادل الاحترام بينهما، وعدم إضرار أحدهما بالآخر مادياً أو معنوياً، وعدم جبر أحد الزوجين الآخر على التخلي عن شخصيته واهتماماته، واحترام الزوجة شأنها شأن الرجل؛ فهي تستحق العيش بكرامة وأمان، فالمساواة في الحقوق والواجبات يوصل حياتك الزوجية إلى بر الأمان.
الاستقرار العاطفي
الاستقرار العاطفي أحد أهم سياقات نجاح العلاقة الزوجية ويعتمد على حفاظ الزوجين على توازنهما النفسي وسعادتهما العاطفية؛ فذلك يؤثر في قدرة الزوجين على التعامل مع التحديات والضغوط اليومية لتحقيق الاستقرار العاطفي، ويساعدهما على تحسين جودة حياتهما وتعزيز سعادتهما العاطفية، وهو يعني استقرار عاطفة الزوجين من دون أي هزات عاطفية تزعزع استقرارهما، ويزيد قدرتهما على التعامل مع الضغوط الحياتية، وهي علامة تدل على نجاح علاقتهما، وكذلك نجاح حياتهما الزوجية.
الانسجام
وهو من أول المراحل التي تؤدي إلى الحب والمودة والسعادة والنجاح في العلاقة الزوجية، فهو الذي يجلب المحبة ويقوي العلاقات، ومن ثمرات الانسجام بين الزوجين هو التضامن والتعاون على حل خلافاتهما باعتبارهما شيئاً واحداً، وبذلك تتجسد أجمل صورة للحياة الزوجية، فنجد أن الزوج والزوجة يواجهون الشدائد بروح عالية من الصبر والتحمل، وهو يعني وجود تآلف بين الزوجين، وهو يُعَدُّ من أحد المقومات المهمة التي تقوم عليها الحياة الزوجية المستقرة الهادئة الناجحة.
قد ترغبين في التعرف إلى: عبارات عن الصدق كأحد أسرار نجاح العلاقة الزوجية
الصدق والثقة
الصدق والثقة هما الأساس لزواج متين وسعيد، وهما يساعدان على الشعور بالأمان والحب في العلاقة الزوجية لأنهما بمنزلة بر الأمان للطرفين؛ فالزواج الناجح يُبنى على الثقة الكاملة بين الزوجين، والصدق والثقة تزيد من الألفة وتقوي الحب وتساعدهما في إقامة علاقة متوازنة سليمة وناجحة.
تبادل المشاعر بينهما
تبادل المشاعر بين الأزواج من أسمى وأجمل المشاعر التي تقوِّي العلاقة الزوجية؛ فالتعامل بلطف ومودة يعزز الحب والمحبة بين الزوجين، ويؤدي إلى استمرار الحب واستدامته وتقوية الروابط الأسرية، وينعكس إيجاباً على مختلف جوانب الحياة الزوجية، وهي علامة قوية من علامات نجاح الحياة الزوجية.
سعادة كل من الطرفين
الحياة الزوجية الناجحة هي التي تتحقق فيها سعادة كلا الطرفين، وتكون مبنية على التفاهم والحب بينهما، وتقبل كل طرف عيوب الآخر، وتقوم على تقاسم المشاعر، والآمال، والطموحات، والتعاون، والتفاهم، وكذلك الرحمة والمودة بين الزوجين، لأنهما يُعتبران سر نجاح السعادة الزوجية.
القدرة على حل المشاكل
القدرة على حل المشاكل الزوجية، والابتعاد عن تكبير المشكلات وتضخيمها، وفي الوقت نفسه عدم إهمالها وتجاهلها، والنظر بصورةٍ موضوعيَّة إليها، يعمل على نجاح العلاقة الزوجية ويقضى على التوتر والقلق ويساعد في إعادة الهدوء والاستقرار للحياة الزوجية، كما أنه يساعد ذلك في حل المزيد من المشاكل في المستقبل، والحصول على علاقة مستقرة وناجحة.
الإخلاص
يُعتبر الإخلاص من سمو المشاعر بين المحبين فهما كيان واحد لا يتجزأ، وهو لا يقتصر على الإخلاص الجسدي فقط، بل إخلاص العين، والعقل، والقلب، والروح، ويتحقق الإخلاص بين الزوجين عندما تكون العلاقة من البداية سليمة وراسخة، وعادة ما يتحقق ذلك من خلال المحبة والإيمان؛ فالإخلاص يعني البذل والعطاء والتضحية والصبر، ولكي يتحقق الإخلاص بين الزوجين يلزمهما الاهتمام بالآخر، والحرص عليه، وتقدير جهوده، وعدم إفشاء سره، والعمل على إسعاده، حتى تكون العلاقة ناجحة.
نحو المزيد تابعي الرابط التالي الذي يحدثك عن: كيف تكون ناجحاً في حياتك الزوجية؟
