الزواج هو شراكة بين شخصين يحبان ويهتمان ببعضهما البعض، ولكنه ليس دائمًا سلسًا، فلا تخلو أي حياة زوجية من مشاكل وخلافات وتحديات، فقد تكثرالمشاكل الزوجية في بداية الزواج وهذا الأمر طبيعي وليس مستغرباً، فعند اختلاف الثقافات والتجارب والأنماط الفكرية تحدث الخلافات الزوجيَّة التي تكون لها آثارٌ سلبيّة على الأسرة، وقد تكون أحياناً خطيرةً ومدمّرةً.
بالسياق التالي "سيدتي" التقت استشاري العلاقات الأسرية آمال إسماعيل في حديث حول مشاكل حديثي الزواج التي تؤثر على الأسرة بالمستقبل.
بداية الزواج هي الفترة الأصعب

تقول إستشاري العلاقات الأسرية آمال إسماعيل لسيدتي: السنة الأولى من الزواج أصعب فترة على الزوجين، فهي فترة تحديات كبيرة تواجهها الأسرة الجديدة سواء كان ذلك بسبب غياب التكيف مع الحياة المشتركة أو بسبب صعوبة التفاهم بين الزوجين، وبسبب اكتشاف الطباع المختلفة والتي لم تكن ظاهرة قبلها واختلاف الثقافات وأسلوب التربية، الأمرالذي يتسبب في حدوث كثير من حالات الانفصال في الشهور أو السنوات الأولى من الزواج حيث تبدو مشاكل حديثي الزواج ظاهرة على السطح وتنبئ بمشكلة حقيقية بين الزوجين إن لم يتم احتواؤها.
قد ترغبين في التعرف إلى: أهمية التعرف إلى العادات والاهتمامات المشتركة قبل الزواج
أبرز المشاكل التي يقع ضحيتها حديثو الزواج
تقول آمال إسماعيل: يبدأ الشريكان حديثا الزواج بمواجهة الحياة الجديدة وتحمل المسؤوليات والمتطلبات الحياتية، حيث يختلف نمط الحياة لكلا الطرفين وهذا يعرضهما للكثير من التحديات والمشكلات الآتية:
مشكلات اقتصادية وأموال
تعد واحدة من أكبر مشاكل حديثي الزواج شيوعاً في بداية الزواج، أو في نهايته مع ازدياد تكاليف المعيشة، وغالباً ما تكون ديون الزوج ونقص المال يؤدي في غالب الأحيان لحدوث مشاكل زوجية وأسرية، فقد ينفق أحد الزوجين بحكمة والآخر ليس له حدود لإنفاق الأموال، فتزداد الخلافات بينهما، وقد يكون تقسيم المصاريف المنزلية عبئًا في بعض الأحيان على الشريكين، لذلك فإن التخطيط ووضع ميزانية شهرية تتناسب مع الاحتياجات، وإنشاء حوار مفتوح حول الديون والشؤون المالية سيساعد في إنقاذ العلاقة بين الشريكين من الخلافات مستقبلاً.
المهام المنزلية
من أكثر الخلافات التي تحدث بسببها مشاكل في السنة الأولى من الزواج، هي عدم توزيع المهام المنزلية على كلا الطرفين بشكل عادل ومتزن، فأعباء المنزل ومهامه والعناية بالأطفال يُمكنها أن تسبب للمرأة الكثير من الضغط، والإجهاد وهذا ما ينعكس على المزاج الشخصي لها، ولتجنب الوقوع في هذه المشاكل يجب تقاسم الأعمال المنزلية وتحمل بعض المسؤوليات مع الزوجة من البداية، وتوضيح دور ومسؤولية كل منهما بشكل عادل وصريح.
الغيرة الزائدة

عند البدء في حياة زوجية يظهر كل من الطرفين الغيرة على شريك حياته، وتُعد هذه الغيرة لدى أحد الطرفين أو كليهما أكبرمحركات المشاكل الزوجية، وعندما تزداد الغيرة أكثر من حدودها تنقلب شكاً، فتصبحُ مُدمِّرة إذا تجاوزت هذه الحدود، وفي كثير من الحالات تؤدي الغيرة العمياء إلى حوادث عنف بين المرأة والرجل، فنار الغيرة تؤدي إلى انهيارالزواج وإلى شك مرضي من الصعب التخلي عنه، فتنعدم الثقة بين الزوجين، ما يؤدي إلى مشاكل لا تحمد عقباها، ولكن يُمكن التخلص منها من خلال مراعاة مشاعر الطرف الآخر والابتعاد عن مسبباتها.
وإذا تابعت السياق التالي ستتعرفين إلى: تحديات السنة الأولى من الزواج وكيفية التغلب عليها
قلة الشغف
بعد السنوات الأولى من الزواج غالباً ما يفقد الزوجان الشغف والحب، وتبدأ اهتمامات أخرى بسبب الالتزامات الواقعة على عاتق الزوجين، وخصوصاً الزوج، وبذلك يتسلل الفتور، والجفاف العاطفي إلى حياتهما، فتظهر مشكلة شائعة تبرز وهي قلة الشغف والألفة، إذ تتغيرالأولويات بعد الزواج، وتتراجع المشاعر وتقل، لذا على الزوجين بذل الوقت والجهد بنشاط لإشعال شرارة الحب والرومانسية وتحديد وقت لقضائه معًا.
مشكلة تدخل الأهل
إن تدخل الأهل في بداية الزواج تعتبرمن أكثر مشاكل حديثي الزواج التي تسبب خلافات وصراعات بين الطرفين، وقد يكون لها تأثير كبير على الحياة الزوجية، سواء من أهل الزوج أوأهل الزوجة، الأمرالذي يتسبب في تفاقم المشاكل بينهما، وأحياناً قد تصل إلى الانفصال، ولتجنب هذه المشكلة لابد أن يضع الزوجان حدوداً لتحجيم هذا التدخل من الأهل، كما ينبغي على الزوج أن يحتوي زوجته وألا يجعلها تلجأ للبوح والفضفضة لأهلها أو لأصدقائها حتى لا يتدخلوا ويفسدوا علاقة الزوجين.
المساحة الشخصية للطرف الآخر
قد يختلط مفهوم الحب عند أحد الطرفين أنه لا حدود ولا أسرار ولا خصوصيات بينه وبين شريكه، ولكن على العكس من ذلك، فكل طرف قد يحتاج أن يأخذ قليلًا من الحرية والخصوصية منفرداً وبعيداً عن شريكه، وقد لا يسمح للآخر أن يقتحم حياته الخاصة، وأن يسأل عن أشياء خاصة ليس له علاقة بها، وهنا يعتقد الطرف المتطفل بأن شريكه لا يرغب في تواجده بجانبه فتنشأ مشاكل كثيرة بين الطرفين، لذا لابد أن يعتمد أي طرف على نفسه، ولا يسمح لأي شخص أن يتدخل في أموره الخاصة بشكل مباشر؛ لأن هذا التصرف سيعطيه الحق بالسيطرة على أموره وإبداء الرأي في كل الأمور التي تتعلق به.
مشاكل الطباع والسلوكيات
يظل اختلاف الطباع بين الزوجين أكبر عقبة يواجهها الطرفان، فهي من أهم مشاكل حديثي الزواج، والتي تؤدي لحدوث تصادم بين الزوجين، مما يؤدي بالحياة الزوجية إلى الفشل، فقد يكون أحد الزوجين رومانسياً يحب التعبير عن الحب بالكلام، بينما يكون الآخر عملياً لا يلتفت لتلك الأمور ويعبر عن حبه بالأفعال، وتختلف سلوكيات الشريكين باختلاف شخصياتهما، لذا يجب على كل طرف احترامُ اختلاف الطرف الآخر والتأقلم معه، وذلك بتقديم التنازلات من قِبَلِ الطرفين، وبذلك يمكن تجنُّبُ المشاكل.
إذا تابعت الرابط التالي ستتعرفين إلى: كيفية التعامل مع الاختلافات بين الزوجين من خلال الأبراج