أثارت قضية تأنيث محلات المستلزمات النسائية المجتمع السعودي الكثير من التناقضات والمناقشات، بين موافق ومعترض جزئياً.
فالعديد من المطالبات والشروط رافقت بصدور قرارات التأنيث، منها توظيف السعوديات بدلاً من العمالة الأجنبية من الذكور، وقد بدأ بالفعل التطبيق تدريجياً بدءاً بمحلات الملابس النسائية الخاصة "اللانجري" ووصولاً لمحلات العطور ومستحضرات التجميل.
تزامن هذا القرار مع جعل تلك المحلات خاصة بدخول العائلات فقط! الأمر الذي أثلج صدور معظم النساء، وأعطاهنّ حرية أكبر في التسوق بمفردهنّ. لكن ماذا عن ردود أفعال الرجال. هذا ما سنعرفه في السطور القادمة.
أين الضوابط؟
الكاتب السعودي عماد اليماني يرى أن عملية التأنيث في السعودية قد نجحت بدرجة كبيرة، وأصبحت عملية التسوق وشراء المستلزمات النسائية أكثر طمأنينة وأماناً، يتابع: "في السابق كان زوجتي تتحرج عند طلب الموديل، أو المقاس الذي تريده. أما الآن ومع وجود بائعة أصبح الأمر أكثر أريحية، كما أنّ أقسام الماكياج كانت مزعجة عندما يقف البائع ليعرض على المرأة مواد التجميل، ما يجعلها تخجل في اختيار وتجربة ما يناسبها خاصة لو تطوع البائع في إبداء رأيه".
لكن اليماني، يفترض وجود بعض الضوابط على أن يتم التشديد عليها منها ما يتعلق بالاحتشام وعدم المبالغة في التبرج، وعلّق: "في إحدى محلات مستحضرات التجميل الشهيرة بالرياض وجدت هناك بائعات في المحل وبائعون الاثنان جنباً إلى جنب، فلماذا لا يكون الجنس موحداً الجميع رجال أو الجميع نساء".. وعن شرط الخبرة في البائعات يرى اليماني أنه غير أساسي في الوقت الحالي، وربما سيتحقق مع الوقت.
عائق أمام الذكور
على العكس يرى الملحن جعفر طلال أنّ هذا القرار جعل محلات العطور ومستحضرات التجميل خاصة بالعوائل فقط، نتيجة أنّ البائعات من النساء فحرّم على الرجال دخول هذه المحلات لشراء الهدايا أو بعض المستلزمات المشتركة، يقول معترضاً: "في إحدى المرات كنت في مركز تجاري، وعندما هممت بدخول محل لشراء معطر للسيارة منعت".
ويرى طلال من خلال تجارب من حوله من محارمه أنّ الخبرة لدى البائعات الجديدات ليست بالمستوى المطلوب في الإلمام بخصائص المنتجات وفن التعامل مع الزبائن. ويضيف: "لكن القرار إجمالاً إيجابي ولصالح المرأة لانه رفع عنها الإحراج عند شراء مستلزماتها الخاصة".