بعد إغلاقه بسبب خطأ طبي أودى بحياة أحد المراجعين، وهو طفل في الثامنة من عمره، استأنف مستشفى باقدو والدكتور عرفان، بعد إغلاق دام شهرين،العمل اعتباراً من يوم السبت الماضي 19/1/2013م، بالعيادات الخارجيَّة، والمختبر، والصيدليَّة، وأقسام التنويم كمرحلة أولى، فيما تبدأ المرحلة الثانية لتشغيل باقي أقسام المستشفى بعد التأكد من تحديث شبكات الغازات، ونقل كفالة العمالة والشهادات المهنيَّة، وذلك حسب توجيهات وزير الصحة، الدكتور عبدالله الربيعة.
«سيدتي نت» قامت بجولة في أروقة المستشفى لمتابعة الأوضاع عن قرب، وما استجدَّ من تحسينات، والتقت المدير التنفيذي للمستشفى، الذي أطلعنا على سبب إغلاق المستشفى، وما دار بينهم وبين وزارة الصحة.
إغلاق تحفظي
المدير التنفيذي لمستشفى باقدو والدكتور عرفان، الدكتور محمد عرفان، أوضح أنَّ إغلاق المستشفى كان نتيجة صدور تقرير مبدئي طارئ من وزارة الصحة بسبب شبكة الغازات في المستشفى، لاحتمال حدوث خطورة على المرضى،أو عدم مطابقتها لمعايير السلامة، وبالتالي، صدر قرار وزير الصحة بإغلاق المستشفى إغلاقاً تحفظياً، ليس لشيء، لكن تحفظاً لحدوث شيء. وبعد الإغلاق بثلاثة أسابيع وردنا تقرير من وزارة الصحة يشير إلى تسع نقاط ترغب الوزارة بتفادي المستشفى لها، وكلها تدور حول الصيانة العامَّة للمستشفى، من شبكة الغازات والسباكة والتكييف والكهرباء والأمن والسلامة والحرائق، إضافة إلى طلبات تتعلق بالقوى العاملة، من أعدادهم وتخصصاتهم ودرجاتهم العلميَّة وتقييمهم من قبل الصحة. وبعد إرسالي خطاباً لوزارة الصحة بتنفيذ متطلباتهم، تم الوقوف من قبل الوزارة وتقييمها ومن ثمَّإيقاف الاغلاق التحفظي بعد 60 يوماً.
أما بالنسبة لوفاة الطفل صلاح الدين فأوضح أنَّه لم يكن بسبب خطأ طبي، وإنَّما خطأ تقني، متعلق بتوصيل الأكسجين خطأ، وما حدث، كان أكسيد النيتروس بدل الأكسجين، حيث استعمل طبيب التخدير الأكسجين الذي يفترض أنَّه أكسجين، ولكن للأسف، لأنَّ التوصيلة كانت خطأ، أعطيَ أكسيد النيتروس، ما أدى إلى الوفاة. والخطأ الذي حدث لا يتحمله الطبيب، بل شركة الصيانة (نحتفظ باسمها)، ولم نقم بمعاقبة الطبيب، ورئيس اللجنة الطبيَّة الشرعيَّة هو من يتخذ قراره في الموضوع.
ثقة المرضى
وفيما يخص تعامل المرضى مع المستشفى أوضح عرفان أنَّ ثقة المرضى ليست مبنيّة على حدث أو حادث، لكنَّها علاقة دائمة ممتدَّه عبر الأجيال. وعلاقة المراجعين والمستشفيات بصورة عامَّة هي علاقة حياة وثقة على مدى السنين، لا يمكن فقدها بين يوم وليلة، وأغلب الناس لديهم نسبة من الوعي والثقافة ما يؤكّد لهم أنَّ الأخطاء الطبيَّة تقع في أغلب مستشفيات العالم، سواء في القطاع الخاص أوالحكومي، وحتى في الدول المتقدمة، مثل ألمانيا وأميركا،فمثلا، في أميركا بلغ عدد الوفيات نتيجة الأخطاء الطبية 100ألف في العام الماضي (2012 ).
وبحسب هيئة الصحة العالميَّة، فإنَّ عدد الأخطاء في البلاد النامية بلغ 8 في الألف، وفي البلاد المتقدمة 4 في الألف. ونحن خلال كل سنة نجرينحو 10آلاف عمليَّة، وبناء على المعدل العالمي، سنتوقع وفاة 40 شخصاً بسبب الأخطاءالطبيَّة، أو مضاعفات بسبب الخطأ التقني.
أفضل بعد العودة
كما التقت«سيدتي نت» بعدد من المراجعين، لمعرفة رأيهم وعلاقتهم بالمستشفى بعد عودته لمزاولة العمل وخدمة المرضى، وكانت البداية مع سمية عبدالرحمن (19 عاماً)، التي قالت:ما حدث كان خطأ طبيَّاًمن دون قصد،وعرفان أفضل بكثير بعد العودة، خاصة منحيث الاهتمام بالمرضى، فقد أصبحوا يهتمون بالمريض من كل ناحية،وبشكل أفضل من قبل الإغلاق.
وسردت لنا موقفاً حدث معها، فقالت: إنَّ والدتها فقدت هاتفها النقّال، وعند التوجّه لأحد رجال الأمن لم يقف الموضوع لديه، بل أتى مدير الأمن واهتم بالموضوع وقام بمراجعة كاميرات المراقبة حتى أرجع لها هاتفها. وبوجهة عام، ترى أنَّ المستشفى بعد العودة أصبح يهتم برعاية مرضاه من كل النواحي، وأنَّها ترى ازدحاماً يفوق مرحلة ما قبل الإغلاق للمرتادين من مرضى ومراجعين.وهو ما لمسته «سيدتي نت» أثناء جولتها داخل المستشفى.
ثقة لن تتزعزع
وبحماس شديد وعند القيام بأخذ آراء المرضى كان هناك مريض يجلس في مكان الانتظار وينظر إلينا كأنَّه يستفسر عن مهمتنا،فسألناه إن كان بإمكانه المشاركة برأيه، فقال: اسمه رائد الزهراني، وثقته لن تتزعزع بمستشفى عرفان، وما حدث كان خطأإداريّاًوفنيّاً وليس طبيّاً. وأن مستشفى عرفان يعتبر أفضل مستشفى يحتوي على قسم الطب النفسي، بما يتميزبه من رقي في التعامل اضافة للخدمات الأخرى التي تميزه.
إحساس بالرهبة
أما أمال أحمد، التي يبدو عليها الخوف، فكان لها رأي مختلف، وقالت: إنَّ ثقتها في العيادات كما هي، لكن يبقى الخوف من العمليات والتنويم،لكن رغم ذلك لو أنَّها اضطّرت لإجراء عمليَّة،أو احتاجتإلى التنويم فلن تذهب لمكان آخر، لولائها للمستشفى، لكن إحساس الرهبة لديها لن يذهب بسهولة.