4 طرق للتأقلم مع الأسبوع الأول من رمضان في العمل دون إرهاق

خطوات بسيطة لرمضان أكثر إنتاجية وأقل إرهاقًا في العمل
خطوات بسيطة لرمضان أكثر إنتاجية وأقل إرهاقًا في العمل - المصدر: freepik

في الأسبوع الأول من شهر رمضان
تخيّل نفسك في أول أيام شهر رمضان: تجلس أمام مكتبك، تشعر بالخمول، ساعات العمل تمر ببطء، تركيزك يتلاشى مع كل دقيقة، وقائمتك الطويلة من المهام تبدو وكأنها جبل لا يمكن تسلقه. وتخيّل أيضًا: أنك بكامل تركيزك، تنجز مهامك بسلاسة، تشعر بالإنجاز قبل حتى أن يحين موعد الإفطار، وتخرج من العمل بطاقة تكفيك لقضاء وقت ممتع مع عائلتك. أي الصورتين تفضل؟ والأهم: كيف يمكنك الوصول إلى الثانية وتجنب الأولى؟ الإجابة تكمن في 8 طرق عملية ستجعل أسبوعك الأول من رمضان أكثر إنتاجية وأقل إرهاقًا بحسب الخبيرة في مجال التربية النفسية "سوزانا آتشك جوز" من جامعة كرابوك.

لماذا نشعر بالإرهاق في العمل خلال الأسبوع الأول من رمضان؟

معركة مع المنبه... ونصر للنوم

فجأة، تصبح علاقتك بالمنبه درامية أكثر من أي وقت مضى. تسهر لقيام الليل والتراويح، ثم تتأخر في السحور لأن "خمس دقائق إضافية لن تضر"، لتجد نفسك بعدها في صراع بين النوم والاستيقاظ. وعندما يرن المنبه صباحًا، تبدأ مرحلة التفاوض: "خمس دقائق أخرى فقط"، لكن تلك الدقائق تتحول إلى غفوات متكررة تسرق منك الطاقة والتركيز. والنتيجة؟ تصل إلى العمل متأخرًا أو مرهقًا، تشعر وكأن عقلك في وضع الطيران، حاضر بجسدك فقط، بينما أفكارك تحلق بعيدًا بين الوسادة والفراش.
الدوام في رمضان: كيف تنجز أكثر بوقت أقل؟ 7 استراتيجيات ذكية

بطارية منخفضة... بلا شاحن

تخيّل أنك تمضي يومك بجهاز بطاريته على وشك النفاد، وكل محاولاتك لشحنه تبوء بالفشل. هذا تمامًا ما يحدث لجسمك خلال ساعات الصيام، حيث ينخفض مستوى الجلوكوز في الدم تدريجيًا، فتشعر بالخمول، ويبدأ عقلك بإرسال إشارات تطالبك بالراحة. حتى المهام البسيطة تبدو وكأنها تتطلب مجهودًا خارقًا، والاجتماعات الطويلة تتحول إلى اختبار لقدرتك على البقاء مستيقظًا. وبينما تسابق الوقت لإنهاء عملك، تكتشف أن قدرتك على التركيز قد تبخرت مع أولى ساعات الصباح.

انسحاب الكافيين... حينما يطالب عقلك بحقوقه

إذا كنت تبدأ يومك عادة بفنجان قهوة، فالأسبوع الأول من رمضان هو لحظة الحقيقة: هل أنت مُنتج بفضل مهاراتك، أم أن الكافيين هو القائد الخفي وراء نجاحك؟ فالتوقف المفاجئ عن القهوة يؤدي إلى أعراض انسحاب غير متوقعة، كالصداع المفاجئ، المزاج المتقلب، ونوبات نعاس غير مبررة في منتصف اليوم. حتى أكثر المهام إثارة تتحول إلى عبء، ويصبح اتخاذ القرارات البسيطة وكأنه يحتاج إلى مجلس استشاري. كل ذلك لأن عقلك يطالب بجرعته المعتادة، وأنت تحاول إقناعه بأن الصبر مفتاح الفرج.

ساعة العمل الطويلة... أم ساعة الجوع؟

في الأيام العادية، يمر وقت العمل سريعًا بفضل الاستراحات، وجبات خفيفة هنا وهناك، وأكواب القهوة المتتالية. لكن في شهر رمضان، تصبح الساعة أبطأ من المعتاد، وكأن عقاربها فقدت الرغبة في الحركة. تبدأ في النظر إلى الساعة كل بضع دقائق، لكن المفاجأة: لم يمر سوى 10 دقائق فقط! تزداد التحديات مع اقتراب موعد الغداء المعتاد، حين يدرك جسدك أن لا طعام في الأفق، فيبدأ بإرسال إشارات استغاثة: صداع، قلة تركيز، وشعور بأن يوم العمل لن ينتهي أبدًا. وهنا يأتي السؤال المصيري: كيف تجعل يومك يمر بسلاسة دون أن يصبح مجرد سباق مع الجوع والتعب؟

كيف تتغلب على الإرهاق في العمل خلال رمضان؟

  • تحالف مع نومك... لا تحاربه

لا تجعل النوم خصمك، بل تعامل معه بذكاء، بدلًا من النوم المتقطع والعشوائي، ضع لنفسك روتينًا ثابتًا: نام مبكرًا قدر الإمكان، وخذ قيلولة مدروسة لا تزيد عن 20 دقيقة بعد الظهر لتعيد شحن طاقتك دون أن تؤثر على نوم الليل. وإذا كنت من محبي السهر، جرّب تقليل استخدام الهاتف قبل النوم، لأن الضوء الأزرق منه يُخدع عقلك ليعتقد أن النهار ما زال طويلًا. نوم عميق ومريح يعني يوم عمل أكثر تركيزًا وأقل إرهاقًا.

  • اشحن طاقتك بذكاء... وليس فقط عند الإفطار

ما تأكله خلال السحور يمكن أن يكون سر قوتك أو سبب تعبك، اختر وجبة تحتوي على البروتين، الألياف، والدهون الصحية، مثل الشوفان بالحليب والمكسرات أو البيض مع خبز الحبوب الكاملة، وتجنب السكريات والمأكولات الدسمة التي تجعلك تشعر بالخمول سريعًا. كذلك، لا تهمل الترطيب، اشرب كمية كافية من الماء بين الإفطار والسحور لتجنب الجفاف، لأن الإرهاق أحيانًا ليس بسبب الجوع، بل بسبب نقص السوائل في جسمك.

  • غيّر طريقتك في العمل... ولا تحاول تحدي جسدك

لا تتعامل مع العمل وكأنه اختبار لتحمّل الإرهاق، نظم مهامك بحيث تركز على الأعمال التي تتطلب تفكيرًا مكثفًا في الصباح عندما تكون طاقتك أعلى، وخصص الساعات الأخيرة من الدوام للأعمال الروتينية أو الاجتماعات الخفيفة. استغل فترات الراحة في تحريك جسمك بدلًا من التحديق في الهاتف، خذ نفسًا عميقًا، قم بجولة قصيرة في المكتب، أو حتى مارس تمارين تمدد خفيفة، فالحركة البسيطة تمنحك دفعة من النشاط أكثر مما تتخيل.

  • تفاوض مع الجوع... بدلًا من أن تجعله يسيطر عليك

لا تدع فكرة الجوع والتعب تسيطر على تفكيرك طوال اليوم، لأن التركيز على الإحساس بالإرهاق يجعله يتضاعف، بدلًا من العدّ التنازلي لساعات الإفطار، استخدم تقنيات الإلهاء الإيجابية: استمتع بمهام جديدة، استمع إلى بودكاست محفّز أثناء العمل، أو قسّم يومك إلى إنجازات صغيرة حتى تشعر بالتقدم. والأهم، غيّر طريقة تفكيرك عن الصيام بدلًا من رؤيته كعائق، اعتبره فرصة لتطوير الانضباط الذاتي وإعادة اكتشاف قوتك الداخلية.
هام للموظفين: 4 خطوات للتحرُّر من قيد العقلية السلبية وابتكار حلول غير تقليدية