يعرف قاموس كامبريدج هيكل التكاليف cost structure، بأنه عبارة عن التكاليف التي تتحملها الشركة أو المؤسسة بشكل كامل، والعلاقة بين الأنواع المختلفة للتكاليف، ويتوافق هذا التعريف مع تعريف معهد تمويل الشركات CFI "المزود العالمي الرائد لأدوات التدريب والإنتاجية لمحترفي التمويل والمصارف والاستثمار"، الذي يشرح في مقال عبر موقعه الإلكتروني كتبه جيفري شميدت نائب الرئيس والمسؤول عن شؤون النمذجة المالية، أن هيكل التكلفة يشير إلى الأنواع المختلفة من النفقات التي تتكبدها الشركة وتتكون عادةً من تكاليف ثابتة ومتغيرة. هذا التعريف أكده لنا المستشار المالي هاني الرفاعي، بالإضافة إلى معلومات أخرى من المقال نستعرضها معاً.
التكاليف الثابتة مقابل التكاليف المتغيرة
بشكل عام إن التكاليف الثابتة هي التكاليف التي تظل دون تغيير بغض النظر عن كمية الإنتاج التي تنتجها الشركة، في حين تتغير التكاليف المتغيرة مع حجم الإنتاج.
التكاليف الثابتة
يتم تكبد التكاليف الثابتة بانتظام، ومن غير المرجح أن تتقلب بمرور الوقت. ومن أمثلة التكاليف الثابتة التكاليف العامة مثل الإيجار ومصروفات الفوائد والضرائب العقارية، كذلك تكلفة العمالة المباشرة التي وإن كانت تميل إلى التباين وفقاً لعدد الساعات التي يعملها الموظف؛ فإنها لا تزال تميل إلى أن تكون مستقرة نسبياً، وبالتالي يمكن اعتبارها تكلفة ثابتة، على الرغم من تصنيفها بشكل أكثر شيوعاً على أنها تكلفة متغيرة.
التكاليف المتغيرة
التكاليف المتغيرة هي النفقات التي تختلف باختلاف مخرجات الإنتاج. قد تشمل أمثلة التكاليف المتغيرة تكاليف العمالة المباشرة، وتكلفة المواد المباشرة، والمكافآت وعمولات المبيعات. وتميل التكاليف المتغيرة إلى أن تكون أكثر تنوعاً من التكاليف الثابتة. بالنسبة للشركات التي تبيع المنتجات، قد تشمل التكاليف المتغيرة المواد المباشرة والعمولات والأجور بالقطعة. بالنسبة لمقدمي الخدمات، تتكون النفقات المتغيرة من الأجور والمكافآت وتكاليف السفر. بالنسبة للشركات القائمة على المشاريع، تعتمد التكاليف مثل الأجور ونفقات المشروع الأخرى على عدد الساعات المستثمرة في كل مشروع.
ولأن هيكل التكاليف هو عنصر مهم من عناصر نموذج العمل التجاري، الذي بدوره أداة من أدوات التخطيط الإستراتيجي؛ تعرفوا معنا إلى أنواع التخطيط الإستراتيجي والمهارات والأدوات الضرورية فيه.
عناصر التكلفة
وحسب المقال المذكور، يجب أن يؤدي تشغيل الأعمال التجارية إلى تحمل نوع من التكاليف، سواء كانت أعمال بيع بالتجزئة أو مزود خدمة. وتختلف هياكل التكلفة بين تجار التجزئة ومقدمي الخدمات، وبالتالي فإن حسابات المصروفات التي تظهر في البيان المالي تعتمد على عناصر التكلفة، مثل المنتج أو الخدمة أو المشروع أو العميل أو النشاط التجاري. حتى داخل الشركة، قد يختلف هيكل التكلفة بين خطوط الإنتاج أو الأقسام أو وحدات الأعمال، وذلك بسبب اختلاف أنواع الأنشطة التي يقومون بها.
وبناءً على عناصر التكلفة، يمكن تقسيم التكاليف بشكل أوضح إلى تكاليف مباشرة وتكاليف غير مباشرة.
التكاليف المباشرة:
هي التكاليف التي يمكن أن تُنسب إلى منتج أو خدمة معينة. التكاليف المباشرة هي التكاليف التي ترتبط ارتباطاً مباشراً بإنشاء منتج أو خدمة معينة، ويمكن ربطها بشكل مباشر بهذا المنتج أو الخدمة. التكاليف المباشرة تكون دائماً متغيرة لأنها ستزداد عندما يتم إنتاج المزيد من السلع، مع استثناء محتمل لتكاليف العمالة.
التكاليف غير المباشرة:
هي التكاليف التي لا يمكن ربطها بسهولة بمنتج أو نشاط معين؛ لأنها تنطوي على أنشطة متعددة. وهي تكاليف ضرورية من أجل عمليات الشركة وصحتها. وتتضمن مثلاً النفقات العامة وتكاليف الأمن والتكاليف الإدارية، وما إلى ذلك. يتم تحديد التكاليف أولاً وتجميعها، ثم تخصيصها لكائنات تكلفة محددة داخل المنظمة. والتكاليف غير المباشرة قد تكون ثابتة أو متغيرة.
للتوضيح أكثر: راتب مشرف المشروع المعين لمشروع معين هو مثال على التكلفة الثابتة، في حين مصاريف المرافق هي مثال على التكلفة غير المباشرة المتغيرة، وعليه، فإن وجود فهم راسخ للفرق بين التكاليف الثابتة والمتغيرة والمباشرة وغير المباشرة أمر مهم لأنه يشكل كيفية تسعير الشركة للسلع والخدمات التي تقدمها، ومعرفة التكاليف الفعلية للإنتاج تمكن الشركة من تسعير منتجاتها بكفاءة وتنافسية.
عملية تخصيص التكلفة
تخصيص التكلفة هي عملية تحديد التكاليف المتكبدة، ثم تجميعها وتوزيعها بين الكيانات المختلفة المشاركة "مثل خطوط الإنتاج، وخطوط الخدمة، والمشاريع، والأقسام، ووحدات الأعمال، والعملاء، وما إلى ذلك" على أساس قابل للقياس. يتم استخدام توزيع التكلفة لتوزيع التكاليف بين عناصر التكلفة المختلفة لحساب ربحية خطوط الإنتاج المختلفة.
مثال: تستخدم الشركة، التي لديها مجموعة من تكاليف التصنيع العامة، ساعات العمل المباشرة بوصفها أساساً لتوزيع التكلفة. تقوم الشركة أولاً بتجميع نفقاتها العامة على مدى فترة زمنية "على سبيل المثال، سنة"، ثم تقوم بتقسيم إجمالي التكاليف العامة على إجمالي عدد ساعات العمل لمعرفة التكلفة العامة "لكل ساعة عمل" -معدل تخصيص النفقات العامة. أخيراً، تقوم الشركة بضرب التكلفة بالساعة بعدد ساعات العمل التي يتم إنفاقها لتصنيع منتج لتحديد التكلفة العامة لخط الإنتاج المحدد هذا.
أهمية هياكل التكاليف وتخصيص التكلفة
يقول المقال إنه لتحقيق أقصى قدر من الأرباح، يجب على الشركات أن تجد كل وسيلة ممكنة لتقليل التكاليف. في حين أن بعض التكاليف الثابتة تُعتبر حيوية للحفاظ على استمرارية الأعمال، يجب على المحلل المالي دائماً مراجعة البيانات المالية لتحديد النفقات المفرطة المحتملة التي لا توفر أي قيمة إضافية لأنشطة الأعمال الأساسية. عندما يفهم المحلل هيكل التكلفة الإجمالي للشركة، يمكنه تحديد الطرق الممكنة لخفض التكلفة دون التأثير في جودة المنتجات المبيعة أو الخدمة المقدمة للعملاء. يجب على المحلل المالي أيضاً أن يراقب من كثب اتجاه التكلفة لضمان التدفقات النقدية المستقرة وعدم حدوث ارتفاع مفاجئ في التكلفة.
أما تخصيص التكلفة فتُعد عملية مهمة للأعمال التجارية لأنه إذا تم تخصيص التكاليف بشكل خاطئ، فقد تتخذ الشركة قرارات خاطئة، مثل المبالغة في سعر المنتج أو التقليل منه، أو استثمار الموارد غير الضرورية في منتجات غير مربحة. يتمثل دور المحلل المالي في التأكد من نسب التكاليف بشكل صحيح إلى عناصر التكلفة المحددة واختيار أسس توزيع التكلفة المناسبة. يسمح توزيع التكلفة للمحلل بحساب التكاليف لكل وحدة لخطوط الإنتاج أو وحدات الأعمال أو الأقسام المختلفة، وبالتالي معرفة الأرباح لكل وحدة. باستخدام هذه المعلومات، يمكن للمحلل أو المستشار المالي تقديم رؤى حول تحسين ربحية منتجات معينة، أو استبدال المنتجات الأقل ربحية، أو تنفيذ إستراتيجيات مختلفة لتقليل التكاليف>
وهذا يعيدنا لسؤال: هل تحتاج الشركات الناشئة إلى مستشار مالي؟ لماذا وكيف تختاره؟