لعقود من الزمن، كانت أساليب الإدارة التقليدية هي الشائعة الاستخدام من قبل المؤسسات والشركات في مجالات مختلفة، ومع سعي الخبراء والباحثين لجعل إدارة المنظمات أكثر يسراً وفاعلية، ظهرت في السنوات الأخيرة بعض الممارسات المختلفة التي تتواكب مع متغيرات العصر الحالي، وأُطلق عليها مسمى الإدارة الحديثة.
عبر السطور القادمة تطرقنا إلى ماهية الفروقات بين الإدارة التقليدية والإدارة الحديثة وفقاً للمختصين والخبراء.
الإدارة الحديثة وخصائصها الثلاث
خميس الهاشمي، موجه تجاري معتمد، زودنا بماهية الإدارة الحديثة وبعض خصائصها المميزة، قائلاً: "الإدارة الحديثة هي مجموعة من المبادئ والنظريات والممارسات الإدارية التي تسعى إلى إدارة الشركة بكفاءة وفعالية عالية، وذلك بواسطة الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة، وتحقيق الأهداف المرجوة، مع مراعاة العوامل الداخلية والخارجية التي تؤثر في الشركة".
وتتميز الإدارة الحديثة وفق الهاشمي بعدة خصائص، منها:
- التركيز على العنصر البشري؛ إذ ترى الإدارة الحديثة أن العنصر البشري هو أهم مورد في الشركة، لذلك فهي تركز على تنمية وتطوير القدرات البشرية، وتحفيز الموظفين على العمل بكفاءة وإنتاجية عالية.
- المشاركة في اتخاذ القرارات، حيث تؤمن الإدارة الحديثة بأهمية المشاركة في اتخاذ القرارات، فذلك مؤدياً إلى زيادة الرضا الوظيفي لدى الموظفين، وتحسين كفاءة القرارات.
- المرونة والقدرة على التكيف، الإدارة الحديثة تتميز بالمرونة والقدرة على التكيف مع المتغيرات البيئية؛ فهي تسعى إلى مواكبة المستجدات والتطورات التي تحدث في البيئة الداخلية والخارجية للشركة.
قد ترغبون أيضاً بالتعرف إلى مهارات الإدارة الناجحة والفعَّالة للمشروع.
فروق بارزة بين الإدارتين التقليدية والحديثة
من جهته، أخبرنا محمد الشمري، المختص في تطوير المشاريع، بستة من الفُرُوق البارزة بين الإدارة الحديثة والإدارة التقليدية، وهي:
الهيكل التنظيمي
تعتمد الإدارة التقليدية على هيكل هرمي ذي تسلسل قيادي شفاف وأدوار ومسؤوليات محددة جيداً، وفي المقابل، تؤكد الإدارة الحديثة التكوينات التنظيمية المرنة والديناميكية التي يمكن أن تتكيف بسرعة مع التغييرات في السوق.
اتخاذ القرارات
تتميز الإدارة التقليدية باتخاذ القرارات من أعلى إلى أسفل، حيث يقوم المُديرون باتخاذ القرارات وتوجيه الموظفين لتنفيذ المهام، في حين أن الإدارة الحديثة تُركز على اللامركزية في اتخاذ القرارات، مع منح الموظفين قدراً أكبر من الاستقلالية لاتخاذ القرارات التي تؤثر في عملهم.
طرق التواصل والاتصال
تركز الإدارة التقليدية على قنوات وبروتوكولات الاتصال الرسمية، حيث يتواصل المديرون مع الموظفين من خلال التسلسل الهرمي المعمول به، إلا أن الإدارة الحديثة تؤكد التواصل المفتوح والتعاوني، مع تشجيع الموظفين على تبادل الأفكار والتعليقات مع زملائهم ومديريهم.
تمكين الموظفين
تتميز الإدارة التقليدية بمحدودية تمكين الموظفين واستقلاليتهم، مع إعطاء الموظفين تعليمات وقواعد واضحة. وفي المقابل، تؤكد الإدارة الحديثة تمكين الموظفين واستقلاليتهم؛ ما يمنح الموظفين قدراً أكبر من المسؤولية والمرونة في اتخاذ القرارات التي تؤثر في عملهم.
الابتكار والإبداع
تؤكد الإدارة التقليدية الكفاءة والرقابة، مع القليل من التركيز على الابتكار أو الإبداع، أما الإدارة الحديثة فترتكز على الابتكار والإبداع، مع تشجيع الموظفين على مشاركة الأفكار الجديدة. اطلعي أيضاً على كيفية تمكين الموظفين من المساهمة بأفكار مبتكرة.
التأثير في أداء الأعمال
يختلف تأثير الإدارة التقليدية والحديثة في أداء الأعمال اعتماداً على الصناعة والمنظمة؛ إذ أدت أساليب الإدارة الحالية إلى زيادة رضا الموظفين وتحسين الأداء وزيادة الابتكار، وذلك لأنها تساهم في خلق منظمات أكثر مرونة وتكيفاً واستجابة للمتغيرات في سوق العمل، ومع ذلك، فإن أساليب الإدارة التقليدية لا تزال فعَّالة في بعض الصناعات أو المواقف؛ فعلى سبيل المثال، في المجالات شديدة التنظيم مثل التمويل أو الرعاية الصحية، قد يكون من الضروري وجود هيكل تنظيمي أكثر صرامة، والتركيز على القواعد والإجراءات لضمان الامتثال وتحقيق المخرجات المطلوبة.